تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يدمي السؤال حياءً حين نسأله ** كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)

من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ ** كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا

اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة ** وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب

ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم ** نصدُق .. وقد صدق التنجيم والكتب

فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا ** وشمسنا ... وتحدى نارها الحطب

وقاتلت دوننا الأبواق صامدة ** أما الرجال فماتوا ... ثَمّ أو هربوا

حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا ** وإن تصدى له المستعمر انسحبوا

هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم ** ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا

الحاكمون و» واشنطن «حكومتهم ** واللامعون .. وما شعّوا ولا غربوا

القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً ** للمعتدين وما أجدتهم القُرَب

لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم ** هوىً إلى» بابك الخرمي «ينتسب

ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت ** أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟

عروبة اليوم أخرى لا ينم على ** وجودها اسم ولا لون. ولا لقب

تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا ** وللمنجم قالوا: إننا الشهب

قبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا** نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا

واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا ** نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب

تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها ** إذا امتطاها إلى أسياده الذئب

(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني ** نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب

ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ ** مليحة عاشقاها: السل والجرب

ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن ** ولم يمت في حشاها العشق والطرب

كانت تراقب صبح البعث فانبعثت ** في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب

لكنها رغم بخل الغيث ما برحت ** حبلى وفي بطنها (قحطان) أو (كرب)

وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمن) ** ثان كحلم الصبا ... ينأى ويقترب

» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ ** شبابة في شفاه الريح تنتحب

كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) ** أما بلادي فلا ظهر ولا غبب

أرعيت كل جديب لحم راحلة ** كانت رعته وماء الروض ينسكب

ورحت من سفر مضن إلى سفر ... أضنى لأن طريق الراحة التعب

لكن أنا راحل في غير ما سفر ** رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب

إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا ... في داخلي ... أمتطي ناري واغترب

قبري ومأساة ميلادي على كتفي ** وحولي العدم المنفوخ والصخب

» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده ** لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟

ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ ** إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟

واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني ** والأربعون على خدّي تلتهب

كذا إذا ابيض إيناع الحياة على ** وجه الأديب أضاء الفكر والأدب

وأنت من شبت قبل الأربعين على ** نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب

وتجتدي كل لص مترف هبة ** وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب

شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) ** يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب

طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت ** فيك الأماني ولم يشبع لها أرب

لكن موت المجيد الفذ يبدأه ** ولادة من صباها ترضع الحقب

» حبيب «مازال في عينيك أسئلة** تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب

وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ ** من رهبة البوح تستحيي وتضطرب

يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا ** ونحن من دمنا نحسو ونحتلب

سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا ** يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟

ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا ** (إن السماء ترجى حين تحتجب)

وكل منهما قد ابدع

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير