تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول لعاذله: يا لائمي إن في اللوم مايكون مسخوطا لتجاوزه حد الرفق وخروجه إلى طريق الظلم فارفقي فيما تتكلفينه واقصدي، وهل متاع يسلم على الدهر ويبقى على حدثانه وإن بخلت به وادخرت؟.

(وهل متاع وإن أبقيته باق):استخدم اسلوب الاستفهام الذي يفيد النفي أي كأنه قال مايبقى متاع وإن اجتهدت في تبقيته لكونه معرضا للآفات، فالأصلح أن أصرفه فيما يجلب شكرا أو ذكرا.

8) إني زعيم لئن لم تتركوا عذلي أن يسأل الحي عني أهل آفاق

الزعيم: الكفيل، فيقول: إن لم تترك عتبي واستمررت على عادتك في تقريعي فقد تكفلت لك بأن أتباعد عنك وأفارقك حتى تسأل عني أهل الآفاق فلا يعطيكم أحد خبري.

9) أن يسأل القوم عني أهل معرفة فلا يخبرهم عن ثابت لاق

في هذا البيت يؤكد معنى البيت السابق وأنه عازم على الرحيل والاختفاء عن نظر عاذله إن لم يترك لومه وتعنيفه، وسيهيم على وجهه في الصحراء فيسأل عنه هذا اللائم أهله فلا أحد يجيبه بل سيسأل أهل الآفاق كلهم فلا يجد من يجيء به.

10) لتقرعن علي السن من ندم إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي

يقال قرعت في كذا وعلى كذا سني إذا ندمت عليه .. والمعنى: لتندمن على سوء عشرتك لي وإفراطك في لومي وعتبي إذا فقدت بغيبتي عنك شخصي واضطررت إلى تذكرك أخلاقي وتصورك شمائلي وطباعي.

نلاحظ في الأبيات الأخيرة أن الشاعر يكرر الألفاظ الدالة على العذل (عذَّالة، اللوم، عاذلتي، اللوم، عذلي) وهذا يدل على الضجر بكثرة العذل والاعتراض على سلوكه في الجود إلى درجة حرق جلده، وأي حرق! وهذا ما يؤكده تكرار الألفاظ الدالة على العذل، وإنها الفكرة نفسها عند العاذلة التي تقوم على تزيين البخل والإمساك بالمال، ولكن موقف الشاعر لا يرضى بهذا التقريع ويراه عنفاً، فهذه الأموال لا يمكن أن يُكتب الخلود لها، حتى وإن حافظ عليها وثمرها، ويهدد الشاعر إن لم يتوقف العذل بالرحيل في الآفاق، بحيث لا يعرف عنه أهل المعرفة شيئاً، وهذا رد ـ كما هو واضح ـ يختلف عن ردود الشعراء الآخرين على العاذلة الذين كانوا يطالبونها بالتَّخفيف أو التقليل أو التمهل، أو يعلنون عصيانهم، ولا شك أن موقف تأبَّط شرَّاً هذا ينسجم ورؤية الصعاليك إلى طبيعة العلاقة مع الجماعة "فإذا كانت استجابة الفرد داخل القبيلة للعاذل الذي يمثل قيمها عادة هي مجرد الإصغاء إليه فإنه لدى تأبَّط شرَّاً تتخذ شكلَ الانفصام الكلي والرحيل.

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[22 - 02 - 2007, 06:22 م]ـ

شكر الله لك أختي قطر الندى- واسمك على مسمّى- على انعاشك هذا الموضوع ..

بورك فيك وجزيت خيراً على هذه الوقفات البديعة والتأمّلات الرائعة ..

والعتب على تأخيرك وأنت تملكين هذه الإمكانية المتقنة في قراءة النصوص الأدبية والعريقة منها بالذات ..

ويا حبّذا لو أنعشت موضوع "أبي صخر الهذلي" برذاذٍ من نداك ..

أكرر شكري الجزيل لك على تفضّلك في الرد والتعقيب ..

ولا حرمنا قطرك النديّ بارك الله لك فيه ..

والسلام,,,

ـ[آية العلي]ــــــــ[23 - 02 - 2007, 03:39 م]ـ

ليس هذا ما قصدتُ يا أخي وأستاذي رؤبة.

قلت ُ في أول المشاركة:المعلمة قالت عنه إرهابي. وإلى الله المشتكى حين نقول هذا اللفظ يتبادر للأذهان "المسلم المتطرف " وربما تقصد أنه أرهب الناس فالقضية ليس لها علاقة إطلاقا بالدين. واقتنعت برأيها وقتها لكني وجدت ُ عندكم كلاما جميلا عنه قد يغير قناعاتي لهذا طرحت رأيي لأتبين أكثر. ثم إنه لا مقارنة بين عنترة والصعاليك فحربه دفاعية معلنة ومخطط لها ولا يأخذ الناس غيلة ,أما بقية من ذكرت فنحن نمدح الشعر لكننا لا نثني على شخص الشاعر "وهذا محل السؤال واختلاف الرأي بيننا.

وإن كانت الفوضى والحرابة هي السائدة قبل نور وعدل الإسلام إلا أن كثير من الشعراء تحلوا بأخلاق عالية كزهير ولبيد وحاتم وغيرهم كثير.

وشكرا لرحابة صدرك.

لكن السؤال الذي من أجله طرحت رأيي: هناك انفصام بين الأدب الذي ندرسه في المدرسة وذلك الذي نقرأه خارج رقابتها.

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[23 - 02 - 2007, 05:13 م]ـ

ليس هذا ما قصدتُ يا أخي وأستاذي رؤبة.

يا حبذا لو اكتفيت بأخي أما أستاذي فمبالغة لا أوافقك عليها مطلقاً- أكثرت من قولي لا أوفقك:) الظاهر أنك ستصبحين مع المشرف الفاضل القروي

الحداوي في حزب المعارضة:): rolleyes: -

قلت ُ في أول المشاركة:المعلمة قالت عنه إرهابي. وإلى الله المشتكى حين نقول هذا اللفظ يتبادر للأذهان "المسلم المتطرف " وربما تقصد أنه أرهب الناس فالقضية ليس لها علاقة إطلاقا بالدين. واقتنعت برأيها وقتها لكني وجدت ُ عندكم كلاما جميلا عنه قد يغير قناعاتي لهذا طرحت رأيي لأتبين أكثر. ثم إنه لا مقارنة بين عنترة والصعاليك فحربه دفاعية معلنة ومخطط لها ولا يأخذ الناس غيلة ,أما بقية من ذكرت فنحن نمدح الشعر لكننا لا نثني على شخص الشاعر "وهذا محل السؤال واختلاف الرأي بيننا.

صدقتِ أختي الفاضلة ..

فالثناء على شعر الشاعر لا يعني الثناء على شخصه ..

لكن السؤال الذي من أجله طرحت رأيي: هناك انفصام بين الأدب الذي ندرسه في المدرسة وذلك الذي نقرأه خارج رقابتها.

أرى أن تُخصصي لهذا السؤال موضوعاً مستقلاً في منتدى الأدب

فسؤالك جوهري وهامٌ -جزاك الله خيراً على طرحك إياه-

فهو مما يتردد في الصدور كثيراً ..

وأحببت مشاركة الأخوة الفضلاء ألي الأيدي والأبصار في الأدب ..

شاكراً لك تفاعلك وحسن حضورك .. أختي الكريمة

لكن ..

"أين أنت من موضوع الأبيات المبعثرة أراها بعثرت تفكيرك:)؟؟ "

والسلام,,,

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير