يبدو أن السلسلة ستنقطع في حلقتها الأولى!.
تناول شيئا منها يا أستاذ ضاد فتشجع البقية على المشاركة ..
ولأني في وقت فراغي وإجازتي سأكون قارئا ثقيلا ومملا؛؛
وقفت وقوفا متكررا على القصيدة فعجبت ُ لهذه اللغة الطيِّعة التي تنثال على الشاعر انثيالا ..
تدبّين دبَّ الوهنِ في جسميَ الفاني
وأجري حثيثاً خلف نعشي وأكفاني
أ تشعر "بدبيب الوهن " يسري لأناملك وأنت تقرأ؟
ذكَّرَهُ دبيبُ الدودة ِ دبيبَ الوهن إليه .. فيجري .. .. وحثيثا لكن إلى أين؟ ..
والمثير عنده أنه كان قويا ويسيطر عليه الضعف الآن؛ "لذا لم يقل دب الضعف " ..
(في هذا النص ستواجه الكثير من صيغ الجمع:
أكفان – أشجان –أحزان-آمال .... وهي جموع قلة في ميزان الصرف ومنتهى جموع الكثرة في ميزان الصدق عند الشاعر!!)
فأجتاز عمري راكضاً متعثّراً
بأنقاض آمالي وأشباح أشجاني
تأملت ُ مليا صورة هذا الذي يجري ..
يركض في هلع .. أراه ينظر خلفه مسرعا ماذا يجتاز؟ ماذا رأى خلفه؟ على أي شيء مر؟
عمره
وحين يشغله النظر يتعثر .. يكبو ..
يا الله .. هذه ليست صخرة ملقاة إنها أمنيتي تلك وهذا ليس حجرا في الطريق إنه حلمي الحزين ذاك!!
الطريق باتجاه النهاية ليس معبدا؟
مليء ٌبأنقاض الآمال
محفوف ٌ بأشباح الأشجان!!
وأبني قصوراً من هباءٍ وأشتكي
إذا عبثتْ كفُّ الزمانِ ببنياني
كلنا يا -نعيمة – نبني ذات القصور ثم نشتكي ذات الشكوى!
ولولا ضبابُ الشكّ يا دودةَ الثرى
لكنتُ أُلاقي في دبيبِكِ إيماني
فأترك أفكاري تُذيع غرورَها
وأترك أحزاني تكفّن أحزاني
لكننا لسنا مثلك هنا إطلاقا .. لدينا من الإيمان ما يجعلنا نؤمن بخالق ومدبر دبيبها ..
فإذا ذاع غرور الأفكار وجد أمامه فضاء ً من الإجابة الشافية ..
- للإنصاف:ما أروع لحظة غسيل الجنازة هذه الأحزان تكفن الأحزان!! -
وأزحف في عيشي نظيرَكِ جاهلاً
دواعيَ وجدي أو بواعثَ وجداني
يقول: لولا ضباب الشك ..
و أقول لولا ضباب الهم ..
لسرنا وليس سيرا سعيدا في الحقيقة .. زحفٌ شاقٌ مثل الدودة .. زحف لا يعرف نداءات العاطفة ولا يدرك مثيرات الإدراك ..
حاولت التبديل بين دواعي وبواعث فاختل المعنى ..
الوجد موجود لكنه بعيد يحتاج إلى داع ٍ ..
لكن َّ الوجدان هالكٌ فيحتاج إلى باعث ..
ومستسلماً في كلّ أمرٍ وحالةٍ
لحكمةِ ربّي لا لأحكام إنسان
لولا الشك لديك أيها الشاعر , لكنها لأن الإيمان عندنا .. -وددت ُ لو لم يكن هذا جواب لولا لأخفف الحكم عن النص .. -
فلا تسألين الأرضَ مَنْ مدَّ طولَها
ولا الشمسَ من لظّى حشاها بنيران
صدقت َ والله هي لا تسأل لأنها تعرف الإجابة ولا تفتر تسبح بحمد خالقها ولكن لا نفقه تسبيحها! ..
لكن إن شئت هي تعيش حياة بسيطة حياة كل إنسان بسيط –وهذا ثناء وليس ذما- لا يعنيه اشتعال العالم ,لا تهزه تغيرات الوطن السياسية ,لا يعرف غثاء الفضاء , لم يسمع بصيحات التقليد ,
كم هو سعيد المؤمن الذي يصلي وينام لديه قوت يومه آمن في سربه ثم يتحرى الصلاة ويرابط على هذا, ويغلق عليه بابه حين تقرع الفتن طبولها حول داره!!!! هو السعيد الذي حيزت له الدنيا!!
لعمركِ، يا أختاه، ما في حياتنا
مراتبُ قَدْرٍ أو تفاوتُ أثمان
من يعي هذا؟؟ من يتدبر؟؟
قلها لكل مغرور؟؟ لأهل الأحساب والأنساب والثراء؟؟ لأهل الثقافة التي زادتهم ارتفاعا فرأوا الناس صغارا ورآهم الناس كذلك ..
وما ناشدٌ أسرارَها، وهو كشفُها،
سوى مشترٍ بالماء حرقةَ عطشان
-على ضوء المعنى الذي فهمته –
والله ما صدقت ..
وإن متأمل أسرار ها مشتر ٍ حرقة العطشان بالماء ..
{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات ٍ لأُلي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرزن في خلق السماوات والأرض ربَّنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} (آل عمران 191) َ
ـ[الهاشم]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 01:04 م]ـ
فكرة تستحق الشكر
وقصيدة تستحق التأمل
وقراءة تستحق الإشادة.
راااااائعة عبارة (الطريق باتجاه النهاية ليس معبدا.)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 08:07 م]ـ
وأنا أقول كما قال عمر رضي الله عنه لعلي كرم الله وجهه: أأعجب من القصيدة أم من تعليق أحاول أن عليه.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 11:06 م]ـ
مرورك يا أستاذ "الهاشم " إشادة وأيما إشادة ..
وتعليقك أستاذ " الشمالي " شرف يحق لي التباهي به ..
جزاكما الله عني خيرا
وأدخل السرور إليكما عاجلا وآجلا ..
ـ[أحاول أن]ــــــــ[16 - 02 - 2007, 03:43 ص]ـ
جعلنا الله جميعا ممن يتدبرون خلق الله ,,
وكتبنا في هذه الساعة الشريفة ..
ممن يظلهم سبحانه وتعالى ..
ممن " ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" ..
ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 02 - 2007, 03:05 م]ـ
هل تحبذون مقاربتي للقصيدة على حلقات أو مرة واحدة؟
ـ[آية العلي]ــــــــ[22 - 02 - 2007, 12:59 ص]ـ
لا أدري لماذا لم يجب أحد؟ ولا أدري لماذا يُسألون مقدما؟ هل هي على طريقة لا تقدم طعامك إلا لمن يشتهيه! فتفضل بالقراءة كيفما كانت فالقراء غير الأعضاء لا تسعهم المشاركة. وشكرا.