تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهاء في أعيذها راجعة إلى النظرات وأجاز مثله الأخفش لأنه أجاز في قوله تعالى فإنها لا تعمى الأبصار أن تكون الهاء عائدةً على الأبصار وغيره ن النحويين يقولون أنها اضمار على شريطة التفسير كأنه فسر الهاء بالنظرات والمعنى أنك إذا نظرت إلى شيء عرفته على ما هو فنظراتك صادقة تصدقك ولا تغلط فيما تراه فلا تحسب الورم شحما وهذا مثل يقول لا تظنن كل شاعر شاعرا.

وما انتفاع أخي الدنيا بناظرهِ إذا استوت عنده الأنوار والظلمُ

إذا لم يميز الإنسان البصير بين النور والظلمة فأي نفعٍ له في بصره أي يجب أن تميز بيني وبين غيري ممن لم يبلغ درجتي كما تميز بين النور والظلمة.

سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأنني خير من تسعى به قدم

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صممُ

يقول الأعمى على فساد حاسة بصره أبصر أدبي وكذلك الأصم سمع شعري يعني أن شعره اشتهر وسار في البلاد حتى تحقق عند الأعمى والصم أدبه وكان الأعمى رآه لتحققه عنده وكان الأصم سمعه.

أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصمُ

الشوارد سوائر الأشعار من قولهم شرد البعير إذا نفر يقول أنا أنام عنها وجفوني ممتلئة بها وكأني أنظر إليها والناس يسهرون لأجلها ويتعبون ويختصمون ومعنى الأختصام اجتذاب الشيء من النواحي والزوايا مأخوذ من الخصم وهو طرف الوعاء يقول أنهم يجتذبون الأشعار احتيالا ويجتلبونها استكراها.

وجاهلٍ مدهُ في جهلهِ ضحكي حتى أتته يدٌ فراسةٌ وفمُ

يقول رب جاهل خدعته مجاملتي وتركه في جهله ضحكي منه حتى افترسته بعد زمانٍ يريد أنه يغضى على الجاهل إلى أن يجازيه ويهلكه.

إذا رأيت نيوب الليث بارزةً فلا تظنن أن الليث يبتسمُ

يقول إذا كشر الأسد عن نابه فليس ذاك تبسما وإنما هو قصد منه الإفتراس وهذا مثل ضربه يعني أنه وإن أبدى بشره وتبسمه للجاهل فليس ذاك رضى عنه ومعنى البيت من قول الطائي، قد قلصت شفتاه من حفيظته، فخيل من شدة التعبيس مبتسما،

ومهجةٍ مهجتي من هم صاحبها أدركتها بجوادٍ ظهرهُ حرمُ

يقول رب مهجة همة صاحبها أي قتلي وأهلاكي أدركت مهجته بفرس من ركبه أمن من أن يلحق فكان ظهره حرمُ لأمن فارسه

رجلاه في الركض رجلٌ واليدان يدٌ وفعله ما تريد الكف والقدمُ

يقول لحسن مشيه واستواه وقع قوائمه في الركض كأن رجليه رجل واحدةٌ لأنه يرفعهما معا ويضعهما معا وكذلك اليدان ويقال لذلك الجرى النقال والمناقلة وقوله وفعله ما تريد الكف والقدم أي جريه يغنيك عن تحريك اليد بالسوط والرجل بالاستحثاث

ومرهفٍ صرت بين الجحفلين به حتى ضربت وموج الموت يلتطمُ

أي رب سيف رقيق الشفرتين سرت به بين الجيشن العظيمين حتى قاتلت بذلك السيف والموت غالب تلتطم امواجه وتضطرب.

الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ

وصف نفسه بالشجاعة والفصاحة بأن هذه الأشياء ليست تنكره لطول صحبته إياه ومن فضل هذا البيت قال أبو الفضل الهمداني، إن شئت تعرف من الآداب منزلتي، وأنني قد غذاني الفضل والنعم، فالطرف والقوس والأوهاق تشهد لي، والسيف والنرد والشطرنج والقلمُ،

صحبت في الفلوات والوحش منفرداً حتى تعجب من القور والأكمُ

القور جمع قارة وهي أكمة صغيرة في الحرة من الأرض يقول سافرت وحدي حتى لو كانت الجبال تتعجب من أحد لتعجبت مني لكثرة ما تلقاني وحدي.

يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم

يا من يشتد علينا فراقهم كل شيء وجدناه بعدكم فوجوده عدم يعني لايخلفكم أحد ولا يكون لنا منكم بدل

ما كان اخلقنا منكم بتكرمةٍ لو أن أمركم من أمرنا أممُ

يقول كنت حريا بإكرامكم لو أحببتموني كما كنت أحبكم والمعنى لو تقارب ما بيننا بالحب لأكرمتموني

إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألمُ

يقول إن سررتم بقول حاسدنا وطعنه فينا فقد رضنا بذلك إن كان لكم به صرور فإن جرحا يرضيكم لم نجد لذلك الجرح إلما وهذا من قول منور الفقيه، صررت بهجرك لما علمت، أن لقلبك فيه صرورا، ولولا سرورك ما سرني، ولا كنت يوما عليه صبورا، لأني أرى كل ما سآني، إذا كان يرضيك سهلا يسيراً،

وبيننا لو رعيتم ذاك معرفةٌ إن المعارفَ في أهل النهى ذممُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير