افرغوا مبدأ انتفاء القصدية من مضمونه السابق .. والزموه بعدا مشبعا بفوضى التفسير .. وتجاوزوا اقصاء قصدية المؤلف من النص .. الى تغييب النص نفسه .. ليعلنوا (موت المؤلف وغياب النص) .. واخلوا الساحة النقدية والادبية من الحضور .. لتصبح قراءة المتلقي هي الحضور الوحيد .. تقول حكمت الخطيب: (نحن القراء طرف في علاقة طرفها النص. نحن نبدع النصوص حين نقرأها. ونحن بالقراءة نقيم حياة النصوص او نشهد على موتها) .. أي تتكاثر النصوص بتكاثر قراء النص الواحد .. وهو كلام يشي بمزج متميز لمقولتي (النقد كابداع) و (غياب النص الثابت). مما لامراء فيه ان الاخذ بالمقولات التفكيكية القائلة (بغياب النص الثابت، واختفاء المركز او الجوهر، واللعب الحر، ولا نهائية القراءات) .. سيقود الى حالة من فوضى الدلالة .. ووصم كل قراءة بالاساءة والفشل .. وهذا يعني ان لافرق بين قراءة واخرى .. فضلا عن ان نظريات المتلقي ـ الحضور الوحيد لقراءة المتلقي ـ واضمحلال القراءة المعول عليها تجر الى فوضى النقد .. وهو ما يجعل الناقد الحداثي مطمئنا الى تلك المقولات والنظريات الجاهزة المسبقة ليوالف بين المتناقضات، او يباعد بين المؤلفات .. بشكل غرائبي وعجائبي .. يعلق (جون اليس) على ذلك في ضوء نقده للتفكيك: (الفكرة المتكررة تنبع من عقل الناقد المعني وليس موجودة في اعمال هوفمان وكلايست وكافكا. ان نقول ان هناك بعض التداخل في الثيمات بين عدد من المؤلفين ليس امرا يصعب تصديقه، لكن القول بان مجموعة شديدة الاختلاف من المؤلفين لها نفس الاهتمام الغالب فهذا موضوع اخر). لقد انتجت الحداثة الغربية منذ نهاية القرن التاسع عشر الكثير من المدارس الادبية والنقدية التي كانت وليدة تطورات الفكر الغربي في الثلاثمائة سنة الاخيرة ذلك الفكر الذي اكسب المصطلحات الخاصة بالحداثة ... دلالاتها وشرعيتها .. وحينما يلجأ الحداثيون العرب الى نقل المصطلح الحداثي الغربي الجديد. لتدجينه محليا بعد تنقيته من عوالقه الفلسفية .. فانه سيفرغ من دلالته ويعجز بالتالي عن ان يحدد معنى .. اما اذا نقل مثقلا بخلفيته الفكرية والقيمية فسينتهي الى حالة من الاضطراب والفوضى .. لان منظومة القيم المعرفية للمنشا ـ الغرب ـ تتعارض مع منظومة القيم المعرفية السائدة في البلاد العربية والمنبثقة عن تطورات الفكر العربي خلال القرون الاسلامية والقرون المعاصرة .. يقول الكاتب عبد العزيز حمودة واصفا نشاط النقاد الحداثيين العرب: (واصبح نشاطنا الفكري في البنيوية والتفكيك ضربا من العبث او درسا في الفوضى الثقافية، وكلاهما نوع من الترف الفكري الذي لا يتقبله واقعنا الثقافي). يمكن القول ان البنيوية والتفكيك ..
اشادا بناءهما على اساس مشترك .. وهو رفض المذاهب النقدية السابقة والقائمة. ورغم تفاوت الوسائل التي اعتمدها كل منهما غير انهما اجمعا على هدف واحد .. وهو تحقيق المعنى .. وخلصا الى ذات المحطة النهائية ((فالبنيوين فشلوا في تحقيق المعنى والتفكيكيون نجحوا في تحقيق اللامعنى)).
انتهى وفقك الله
ـ[نون النسوة]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 06:59 ص]ـ
موضوع متميز
اريد المساعده هل يوجد نص يطبق ع التفكيكة
لم أفهم عليكِ جيدا
إن كنتِ تقصدين نصا محللا وفق المنهج التفكيكي
فلدي دراسة للدكتور ميجان الرويلي حول صورة المرأة والحيوان عند الجاحظ ما أعرفه أنه وظف المنهج التفكيكي في قراءته للجاحظ
وبحث آخر نسيت مؤلفه!
إن استطعت العثور عليها سأرفعها هنا
..........
أستاذ أيسر لم أقرؤه بعد حفظته لقراءته جيدا في وقت لاحق , فالتفكيكية في المصطلحات الضبابية بعض الشيء بالنسبة لي
شكرا لك
ـ[زورق شارد]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 01:20 ص]ـ
أيها الأخ الفاضل نور الدين أشكرك من كل قلبي.
وحفظك الله د: أيسر
ـ[العبدلية]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 03:33 ص]ـ
!!!!!!!!!
ـ[د. نمر الجارح]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 01:18 م]ـ
أجد عقلي مفككا ولا أدري
أمنَ التفكيكية صداعي أمْ مِنِي
ـ[القعيب]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 01:10 م]ـ
هل نعد التفكيكية هي التناص ذاته أم ماذا؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[رياض خنفوف]ــــــــ[19 - 05 - 2009, 11:54 م]ـ
شكرا أخي الفاضل على هذه المشاركة الحسنة التي تساهم في بعض ما أبحث عنه فإن كان بإمكانك أن تساعدنا بما يتعلف بالجانب التطبيقي للمنهج التفكيكي ..
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 11:49 م]ـ
نعم هناك مصادر من الممكن الافادة منها كثيرا وعلى سبيل المثال:
1) جاك دريدا ونظرية التفكيك:سنكران رافيندان ترجمة:خالدة حامد مجلة الموقف الثقافي ع34 (تموز - آب) / 2000م.
2) 5. دليل الناقد الأدبي (إضاءة لأكثر من خمسين تياراً ومصطلحاً نقدياً معاصر): د. ميحان الرويلي ود. سعد البازغي، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط 2، 2000م.
3. المدارس النقديه الحديثة في معجم المصطلحات الأدبية: م. هـ. ابرامز، ترجمة: د. عبدالله معتصم الدباغ، الثقافة الأجنبية، ع3، 1987م.
4. المرايا المحدبة (من البنيوية إلى التفكيك):د. عبد العزيز حمودة سلسلة كتب ثقافيه شهريه، الكويت - 1978م.
5. المرايا المقعرة (نحو نظرية نقديه عربية): د. عبد العزيز حموده، عالم المعرفه، الكويت.
6. المشاكله والاختلاف (قراءة في النظرية النقديه العربية وبحث في التشبيه المختلف): د. عبدالله محمد الغذامي، المركز الثقافي العربي - بيروت، ط1، 1994 م.
7. اليهودية وما بعد الحداثة (رؤية معرفية):عبد الوهاب المسيري مجله إسلامية المعرفة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي - ماليزيا، السنة الثالثه، ع10، 1997م.
د. ايسر الدبو
dr_aldbow***********
¥