تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال في ص (187): " وثالثة الخصائص الفنية في عرض القصة: تلك الفجوات بين المشهد والمشهد التي يتركها تقسيم المشاهد و" قص " المناظر مما يؤديه في المسرح الحديث إنزال الستار وفي السينما الحديثة إنتقال الحلقة بحيث تترك بين كل مشهدين أو حلقتين فجوة يملؤها الخيال ويستمتع بإقامة القنطرة بين المشهد السابق والمشهد اللاحق، وهذه طريقة متبعة في جميع القصص القرآني ".

ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم حاشا كتاب الله مما يلصقه به هذا الرجل، أتفسر كتاب الله بهذه الفنون الفاسدة إنتاج ملاحدة الغرب ودعارها؟

ثم واصل سيد قطب تفسير آيات الله الكريمة في صورة عرض مشاهد مسرحية فيها تارة يرفع الستار وتارة يسدله في عدد مما يسميه بالمشاهد في قصة يوسف ويقول:" إن فيها ثمانية وعشرين مشهداً "عرض بعضها والباقي تنطبق عليها قواعده الباطلة في نظره.

ثم قال: " وتسير قصة أهل الكهف ومريم وسليمان على النسق نفسه وسنعرضها بالتفصيل في الفقرة التالية ".

وساق قصة أهل الكهف في مشاهد يسدل فيها الستار ويرفعه، وأشار إلى قصة أصحاب الجنة ومشهد إبراهيم وإسماعيل أمام الكعبة ونوح أمام الطوفان وكلها في نظره تجري على نسق واحد، وهكذا يطبق سيد قطب فنون الجاهلية الغربية على القرآن العظيم تعالى وتقدّس منزِّله الذي قال في شأنه: [لَّا يَأتِيهِ الباَطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلاَمِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِّن حَكِيمٍ حَمِيدٍ] [فصلت:42].

و في ص (195 - 199) ذكر قصة مريم في سورة مريم وقسمها إلى مشاهد أوهزات على طريقة المسرحيات فيها الفجوات والمفاجآت وإسدال الستار إلى أن قال في ص (199):" ولولا أننا قد جربنا من قبل لو ثبتنا على أقدامنا فزعاً أو لسمرنا في مواضعنا دهشاً أو لفغرنا أفواهنا عجباً لكننا جربنا فلتفض أعيننا بالدمع من التأثر، ولترتفع أكفنا بالتصفيق من الإعجاب وفي هذه اللحظة يسدل الستار والأعين تدمع للانتصار والأيدي تدوي بالتصفيق ".

هذه هي الخصائص الفنية التي حرمها من سبق سيد قطب من الصحابة والتابعين والمفسرين أجمعين وحظي باكتشافها وإدراكها سيد قطب ويعدها سيد قطب لا يتم الإبداع والإعجاز إلا بها.

6 - إطلاق سيد قطب السحر على القرآن كرات ومرات

وقد مرَّ بنا أن ذلك لا يجوز كما لا يجوز أن يوصف بأنه شعر أو كهانة أو أساطير أو غير ذلك من الألفاظ القبيحة التي استخدمها الكفار للذم والتشويه للقرآن الكريم وتشويه سمعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصد الناس عن الإيمان به واتباعه.

لقد أطلق سيد قطب هذا اللفظ المذموم الحقير عند كل الأمم أذكر بعضاً منها:

1 - قال في ص (8): "ولكن سحرها لا يزال وجاذبيتها لا تزال " يعني الصور التي يتخيلها في نصوص القرآن.

2 - و في ص (11) قال معنوناً: " سحر القرآن ".

-3/ 4 - سحر القرآن العرب، وقال عن قصة عمر رضي الله عنه والوليد بن المغيرة " وكلتاهما تكشفان عن هذا السحر ".

5 - وفي ص (11) عن مدى هذا السحر القاهر الذي استوى في الإقرار به المؤمنون والكافرون "

6 - وفي ص (13)، قال: " ولكن هذه العوامل لا تنفي أنه كان لسحر القرآن".

7، 8، 9، 10 – في ص (14) قال: " سحر يؤثر " فهو يعلل إيمانه بهذا السحر وإنها لأدل على سحر القرآن للعرب، ومن هنا تلتقي قصة الكفر بقصة الإيمان في الإقرار لسحر القرآن، ولا يقل عن هاتين القصتين في الدلالة على هذا السحر ما حكاه القرآن … عن قول بعض الكفار: "لا تسمعوا لهذا القرآن ".

11 - قال معنوناً في ص (17): " منبع هذا السحر ".

12 - وفي ص (17) "كيف اجتمع على الإقرار بسحره المؤمنون والكافرون ".

أقول: حاشا المؤمنين من الإقرار بأنه سحر وإنما آمنوا بأنه وحي من عند الله.

13، 14 – قال في ص (18): " يجب أن نبحث عن منبع هذا السحر في القرآن وقال:" وكان مع ذلك محتوياً على هذا النبع الأصيل الذي تذوقه العرب فقالوا: "إن هذا إلا سحرٌ يؤثر "، ومعلوم أنهم ما قالوه مدحاً إنما قالوه ذماً منشؤه الحسد والكبر والعداوة ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير