تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لاجلال القرآن ولا مكانة الأنبياء ولا مراقبة الله عز وجل ومن ثمَّ أساء جداً إلى عظمة كتاب الله فجال فيه وصال بقاعدته الفاسدة ومصطلحاته التي تواضع عليها أحط البشر ويمارسها شرهم وأحقرهم في أخبث وأبغض البقاع إلى الله فجعل كتاب الله ونصوصه المقدسة على نمط التمثيليات والأقاصيص والروايات التي تعرض في دور السينما والمسرحيات فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ويأسف المسلم أشدَّ الأسف أن يحاط هذا الكتاب ومؤلفه بغاية من القداسة وكذلك مؤلفات هذا الرجل مما يدل أن كثيراً من الناس قد انحطت مداركهم إلى منحدر سحيق وأغلقت عقولهم وضعف وازع الدين واحترام القرآن والسنة في نفوسهم نسأل الله الكريم أن يرحمهم فينقذهم مما هم فيه بلاء.

وقال في ص (53):" من فضل التصوير الفني في القرآن عرض نماذج من الأمثال القصصية في التعليق على قول الله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون}.

لقد قر رأيهم على أن يقطعوا ثمرها عند الصباح الباكر دون أن يستثنوا شيئاً للمساكين فلندعهم على قرارهم ولننظر ماذا يقع الآن في بهمة الليل حيث يختفون هم ويخلوا منهم المسرح، فماذا يرى النظارة هناك مفاجأة تتم خلسة، وحركة خفية كحركة الأشباح في الظلام " فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم ".

والآن ها هم يتصايحون مبكرين وهم لا يدرون ماذا أصاب جنتهم في الظلام " فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين " ليمسك النظارة ألسنتهم فلا ينبهوا أصحاب الجنة إلى ما أصاب جنتهم وليكتموا ضحكات السخرية التي تكاد تنبعث منهم وهم يشاهدون أصحاب الجنة المخدوعين يتنادون متخافتين خشية أن يدخل عليهم مسكين ليكتموا ضحكات السخرية بل ليطلقوها فها هي ذي السخرية العظمى ….

وهاهم أولاء يفاجئون فليضحك النظارة كما يشاءون " فلما رأوها قالوا إنا لضالون " … ..

واصل تعليقه وقال في موضع آخر ص (189):"وظللنا نحن النظارة نسخر منهم وهم يتنادون ويتخافتون والجنة خاوية كالصريم حتى انكشف لهم السر أخيراً بعد أن شبعنا تهكماً وسخراً "قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون ".

أقول: ما دخل المسرح والنظارة وما دخل الضحك و السخرية في تفسير هذه الآيات الكريمات التي ساقها الله للاعتبار و الاتعاظ و الإزدجار؟

ما الداعي بالهبوط بكتاب الله في هذا التفسير العجيب؟

إذا كان لسيد قطب هوايات يريد تطبيقها فليبحث عن مجالات يناسبها تطبيق هذه الهوايات في قصص وتمثيليات تناسب أخلاق النظارة الفارغين اللاهين.

وهذه المسرحية فيها كذب لأن سيد قطب ومن عاصره بعد قصة أصحاب الجنة بقرون كثيرة فكيف يصح قوله:"وظللنا نحن النظارة نضحك منهم وهم يشاهدون أصحاب الجنة وهذا شأن التمثيليات والمسرحيات.

هذه لغة القصاصين والروائيين الفارغين للمتسكعين في المسارح ودور السينما وليست لغة القرآن العربي الذي نزل لهداية البشر على أفضل الرسل عليهم الصلاة والسلام.

وفي ص (186) - تابع لعنوان الخصائص الفنية في القصة:

قال:" ومرة يكشف بعض السر للنظارة وهو خافٍ على البطل في موضع وخافٍ على النظارة وعن البطل في موضع آخر في القصة الواحدة، مثال ذلك قصة عرش بلقيس الذي جيء به في غمضة وعرفنا نحن أنه بين يدي سليمان في حين أن بلقيس ظلت تجهل ما نعلم " فلما جاءت قيل أهكذا عرشك؟ قالت كأنه هو " فهذه مفاجأة عرفنا نحن سرها سلفاً، ولكن مفاجأة الصرح الممرد من قوارير ظلت خافية علينا وعليها حتى فوجئنا بسرها معها حينما قيل لها ادخلي الصرح، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ".

هكذا يفسر كلام الجليل بالكذب وهذا ثمرة مرّة للتعلق بالفن والانفلات من العقيدة التي يعتبرها غلاً فما علاقة كلام الله بالتمثيليات التي يعد الكذب من أركانها ولا ينسجها إلا الكذابون. فهل كان سيد قطب من الحاضرين المشاهدين وهل علم بحضور العرش بين يدي سليمان قبل بلقيس؟ ومن هم هؤلاء النظارة؟ وهل هذا البطل رجل أو امرأة؟ وهكذا إلى آخر هذه المهزلة التي يفسر بها سيد قطب كلام الله باسم الفن الذي يراه سيد قطب صنو الدين وهل هذا حقاٍ من الخصائص الفنية في القرآن؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير