تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 07:47 ص]ـ

جزيت خيرا (صبر أيوب) على هذه الإلماحات بما يخص قضية الإيمان بالقدر في الأدب.

و من يقرأ الأدب سيجد التذبذب بين التسليم و التسخط حتى لدى شاعر واحد أحيانًا، يصل أحيانًا ليكون في قصيدة واحدة؛ وذلك قد يكون له علاقة بوقت كتابة القصيدة، و قربه من وقوع حادثة أليمة للأديب.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 05:52 ص]ـ

إذا الشعب يوما أراد الحياة **** فلابد أن يستجيب القدر

بيت لأبي القاسم الشابي دار حوله خلاف البعض يحاول توجهه ليستقيم دون ومخالفه والبعض يحمله على لفظه ولا يقر معناه

فحملني الخلاف على التنقيب في ديوانه باحثا عن القدر ورؤية الشابي له

فرأيت منه تسخطا عجيبا وصادفت ما هو أشد وأمر مع أن الشاعرأتم حفظ القرآن في سن مبكرة ودرس العلوم الدينية واللغوية في جامع الزيتونة لكنه التأثر بالمدارس الغربية

أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفناء ... ليلهو بها الموتُ خَلْفَ الوجود

ويَنْثُرَها في الفراغِ المُخيفِ ... كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرودْ

كبيرٌ على النَّفسِ هذا العفاءُ ... وصَعْبٌ على القلبِ هذا الهمودْ

وماذا على القَدَر المستَمرِّ ... لوِ اسْتمرَأ النَّاسُ طعمَ الخلودْ

ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط ... ولم يُفْجَعوا في الحبيب الودودْ

ولم يسلكوا للخُلود المرجَّى ... سبيلَ الرّدى وظَلامَ اللّحودْ

فَدامَ الشَّبابُ وسِحْرُ الغرامِ ... وفنُّ الرَّبيعِ ولُطفُ الورودْ

وعاش الوَرَى في سلامٍ أمينٍ ... وعيشٍ غضيرٍ رخيٍّ رغيدْ

ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ ... يَلذُّ له نوْحُنا كالنَّشيدْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ **** هذا الوجودَ ومن أعدائها القَدَرُ

قَدْ كبَّلَ القَدَرُ الضَّاري فرائِسَهْ ... فما استطاعوا له دفعاً ولا حزَروا

وخاطَ أعينَهم كي لا تُشاهِدَهُ ... عينٌ فتعلمَ مَا يأتي وما يَذَرُ

وحاطَهُمْ بفنونٍ من حَبائِلِهِ ... فما لَهُمْ أبداً من بطشِه وَزرُ

لا الموت يُنْقِذُهُمْ من هولِ صولَتِهِ ... ولا الحياةُ تَساوى النّاسُ والحَجَرُ

ولو رأوه لسارتْ كي تحارِبَه ... من الوَرَى زُمَرٌ في إثرِها زُمَرُ

وثارتِ الجنّ والأملاكَ ناقمةً ... والبحرُ والبَرُّ والأفلاكُ والعُصرُ

لكنّهُ قوّةٌ تُملي إرادتَها ... سِرًّا فَنَعْنو لها قهراً ونأتمرُ

حقيقةٌ مرّةٌ يا ليلُ مُبْغَضَةٌ ... كالموتِ لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ

تَنَهَّدَ اللَّيْلُ حتَّى قلتُ قَدْ نُثِرَتْ ... تِلكَ النُّجومُ وماتَ الجنُّ والبَشَرُ

وعادَ للصَّمتِ يُصغي في كآبته ... كالفيلسوف إلى الدنيا ويفتكرُ

وقَهْقَهَ القَدَرُ الجبَّارُ سُخْريةً ... بالكائناتِ تَضاحَكْ أَيُّها القَدَرُ

تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ باكيةً ... طوائفُ الخَلْقِ والأشكالُ والصُّوَرُ

وأنت فوقَ الأسى والموت مبتسمٌ ... ترنو إلى الكون يُبْنَى ثمَّ يندَثِرُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

أَيُّها الدَّهْرُ أَيُّها الزَّمَنُ الجاري ... إلى غيرِ وُجهةٍ وقرارِ

أَيُّها الكونُ أَيُّها القَدَرُ الأَعمى ... قِفُوا حيثُ أَنتُمُ أَو فسيرُوا

ودَعُونا هنا تُغنِّي لنا الأَحلامُ ... والحبُّ والوُجُودُ الكبيرُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ ... كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ

أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً ... بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ

لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى ... مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ

وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً ... غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ

أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها ... وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي

وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي ... يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ

وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني ... عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ

لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي ... موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ

فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ ... سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ

لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكا ... وضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ

ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماً ... بالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير