إِملأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى ... وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ
وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقه ... رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ
سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً ... قيثارتي مترنِّماً بغنائي
أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ ... في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ
النُّور في قلبي وبينَ جوانحي ... فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ
إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي ... أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ
وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُ ... إلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ ... فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ ... فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ
وهذه مجموعة أخرى من الأبيات فيها ما فيها من مخالفات ظهرت لي أثناء مطالعتي لديوانه
أنتِ تحتَ السَّماءِ روحٌ جميلٌ ... صاغَهُ الله من عَبيرِ الوُرودِ
وبنو الأرضِ كالقُرودِ وما أضْيَ ... عَ عِطرَ الورودِ بَيْنَ القرودِ
أنتِ من ريشة الإله فلا تُلْقي ... بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ
أنتِ لم تُخْلَقي ليقْرُبَكِ النَّاسُ ... ولكنْ لتُعْبَدي من بعيدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى النُّورِ فالنُّورُ عذْبٌ جميلٌ ... إلى النُّورِ فالنُّورُ ظِلُّ الإِلهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنَّ لَيلَ النُّفوسِ ليلٌ مريعٌ ... سَرْمَديُّ الأسى شنيعُ الخُلودِ
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالألَم المرّ ... ويَشقى بعيشِهِ المَنْكودِ
ورَبيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدّهْرُ ... ويمضي بِحُسِنهِ المَعْبودِ
غيرُ باقٍ في الكونِ إلاَّ جمالُ ... الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَا قَدَّْسَ المثلَ الأَعلى وجمَّلَهُ ... في أَعيُنِ النَّاسِ إلاَّ أنَّهُ حُلُمُ
ولو مَشَى فيهُمُ حيًّا لحطَّمَهُ ... قومٌ وقالوا بخبثٍ إنَّهُ صَنَمُ
ولا يعبدُ النَّاسُ إلاَّ كلَّ منعدمٍ ** مُمنَّعٍ ولمنْ حاباهُمُ العَدَمُ
حتَّى العَباقرةُ الأَفذاذُ حُبُّهُمُ ... يلقى الشَّقاءَ وتَلقى مجدَها الرِّمَمُ
أَرى هيكَلَ الأَيَّامِ يعلُو مُشيَّداً ... ولا بدَّ أن يأتي على أُسِّهِ الهَدْمُ
فيُصْبِحُ مَا قَدْ شيَّدَ اللهُ والورى ... خراباً كأنَّ الكُلَّ في أَمسهِ وَهْمُ
فقل لي مَا جدْوَى الحَيَاةِ وكربها ... وتلكَ التي تَذْوي وتلكَ التي تنمو
وفوْجٍ تغذِّيه الحَيَاةُ لِبَانَهَا ... وفوْجٍ يُرى تَحْتَ التُّرابِ لهُ رَدْمُ
وعقلٍ من الأَضواءِ في رأسِ نابغٍ ... وعقلٍ من الظَّلماءِ يحملهُ فَدْمُ
وأَفئدةٍ حَسْرى تذُوبُ كآبَةً ** وأَفئدةٍ سَكْرَى يرفُّ لها النَّجمُ
لِتعْسِ الوَرَى شاءَ الإِلهُ وجودَهم ... فكانَ لهمْ جهلٌ وكانَ لهمْ فهمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَسْتُ يا أَمْسِيَ أَبكيكَ ... لِمجدٍ أَو لجاهْ
.....
إنَّما أَبكيكَ للحبِّ ... الَّذي كانَ بَهَاهْ
يملأُ الدُّنيا فأَنَّى سِرْتُ ... في الدُّنيا أَراهْ
فإذا مَا لاحَ فجرٌ ... كانَ في الفجرِ سَنَاهْ
وإذا غرَّدَ طيرٌ ... كانَ في الشَّدوِ صَدَاهْ
وإذا مَا ضاعَ عِطْرٌ ** كانَ في العِطْرِ شَذَاهْ
فهْو في الكونِ جمالٌ ... يملأُ الأُفْقَ ضِيَاهْ
وتُوَشِّي هذه الأَكوانَ ... بالسِّحْرِ رُؤَاهْ
وهو في قلبي الَّذي ... عانَقَهُ الفَجْرُ إِلَهْ
عبْقرِيُّ السِّحْرِ ممراحٌ ... وديعٌ في سَمَاهْ
يَنْسجُ الأَحلامَ في قلبي ... بِأَضْواءِ الحَيَاهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلِمَنْ كنتِ تنشدين فقالتْ ... للضياءِ البنفسجيِّ الحزينِ
للشَّبابِ السَّكرانِ للأَمَلِ المع ... بود لليأْسِ للأَسى للمَنُونِ
أَيُّ دُنيا مسحورةٍ أَيُّ رؤيا ... طالَعَتْني في ضوءِ هذا العيونِ
زُمَرٌ من ملائكِ الملأ الأع ... لى يُغنُّونَ في حُنُوٍّ حَنُونِ
وبنى اللَّيلُ والرَّبيعُ حوالي ... نا من السِّحْرِ والرُّؤى والسُّكُونِ
معبداً للجمالِ والحبِّ شِعْرِيًّا ... مَشيداً على فِجاجِ السِّنينِ
تَحْتَهُ يزخرُ الزَّمانُ ويجري ... صامتاً في مَسيلهِ المحزونِ
وتمرُّ الأَيَّامُ والحُزْنُ والمو ... تُ بعيداً عن ظلِّهِ المأمونِ
¥