أنا لاأعرف مذ كذاسنة- أكثر من ثلاثين – النوم بعدالساعة الثالثة صباحاً، فهذه هي ساعة استيقاظي وربماأحياناً قبلها، وأول ما أبدا به هو " صلاة ماشاء الله لي أن أصليه –وهذا كان سراً لايحب أن يطلع عليه أحد – ثم يتناول شيئاً يسيراً من الطعام خفيفاً، وكان رحمه الله يحب "اللبن الزبادي " كثيراً، ومن أجله أحببته وهو الذي فرضه علي وكان يقول لي بلهجته المصرية: عليك به فأقول له: أخاف أن يتسبب لي في الحموضة، فكان يقول: ده انت لسة شباب – ثم قال: ثم أقرأ وردي من القرآن الكريم، ونسيت هل قال لي إنها -3 - 4) أجزاء، ثم بعدذلك الورداليومي من المنظومات حسب الترتيب: الشاطبية –الدرة –الطيبة – الرسم، أما البقية فغالباً ما أقرؤها بعد أن أركب السيارة وأثناء الفسح بين المحاضرات وبعد قراءتي لشيء مماتيسر من القرآن الكريم،ثم بعد ذلك وفي الفترة بين الانتهاء من صلاة الفجر وساعة الدوام في الجامعة يخصصه للتأليف، وكان يشتغل في وقت واحد على أكثر من تأليف في مواضيع مختلفة، ثم الذهاب إلى الجامعة إن كان عنده محاضرات، وإلا فبستمر في الكتابة والتأليف إلى أن يصلي الظهر،ثم بعد ذلك يأخذغفوة ينام فيها، وهذه لابد منها عنده رحمه الله، ثم يستيقظ لصلاة العصر، وبعدها يتناول طعام الغداء،وبعدها بأقل من ساعة يبدأ موعد إشرافه على طلابه في الماجستير والدكتوراة ن حيث كانت أغلب ساعات الاشراف تكون في بيته وتستمر حتى المغرب وأحياناً حسب البحث ربما يجلس الطالب معه إلى صلاة العشاء، وكنت ممن يفعل ذلك، ثم يذهب الشيخ لصلاة العشاء في المسجدالنبوي الشريف ويعود ويدخل مكتبته ويراجع ماكتب، ثم يسجل في ورقة خارجية ماسيكتب من نقاط في اليوم التالي، ثم يخلدإلى النوم مبكراً.
هذا كان جدوله اليومي لايختلف إلا نادراً وحسب الظروف الطارئة.
ومما كان يقول لي رحمه الله:
من الأشياء التي حببت إلي التأليف والكتابة وعلم القراءات من وأنا صغير هو: أن اسمي يشبه اسم الإمام ابن الجزري ففي كل واحد منا تكرر الاسم الشريف " محمد " ثلاث مرات: هو:محمد بن محمد بن محمد، وأنا كذلك.
رحم الله شيخنا وجزاه عنا خير الجزاء ونفعه بما قدّم وألّف في علوم كتاب الله عزوجل.
ملاحظة:
هذه الترجمة بعضها مأخوذ من كتاب: إمتاع الفضلاء بتراجم القراء للشيخ إلياس أحمدحسين (4/ 451 - 456) وبعضها وخاصة مما جاءبعد كلمة " قلت " فهو مما عرفته شخصياً أوحدثني به شخصياً شيخنا نفسه رحمه الله.
منقول عن هذا الرابط:
http://alqeraat.com/vb/showthread.php?p=2932#post2932
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[29 Dec 2007, 02:18 م]ـ
اخى الكريم همام الجوريشى خالص شكرى وتحياتى لك عاى هذا المجهود الرائع
وكذا فضيلة الدكتور الجكنى
وكذا فضيلة الدكتور احمد شكرى
فالاخيرين كانوا من المقربين جدآ من والدى وفقآ لما قاله لى عمى محيسن الذى امضى معه اعوامآ كثير حيث كان يعمل فى مصحف الملك فهد بالمدينه المنوره.
ولى تعليقات على ما اورد عن والدى
الاول: ان ما شاهدته فضيلتكم عن ابى فى المدينة المنوره هو نفس الحال فى منزله فى القاهره وكذا فى بلدته.
فمكان تواجده يجب ان يكون بنفس المواصفات اولا المكتبات والمراجع فى المكان الفسيح الذى يتواجد فيه ثانيآ المكتب وهى نفس المواصفات فى كل مكان يتواجد فيه.
اما الترجمه عنه فمعظم الكتب التى طبعت بمعرفة دار محيسن فى مؤخرة كل كتاب ترجمه وجميع كتبه وكذا الاجازه عنه رحمه الله ومشايخه
الثانى: ان شهادة الدكتوراه حصل عليها والدى من كلية الاداب جامعة القاهره فرع الخرطوم بعد ان قام بمعادلة شهادته الازهريه بليسانس الاداب حيث كان يعمل وقتها فى السودان وكنت معه ولا يوجد كليات للازهر الشريف بالسودان.
وتحضرنى هنا واقعه احب ان اذكرها عن والدى رحمه الله
حين بدأ والدى فى اعداد رسالة الدكتوراه الخاصه به سجلها فى كلية الاداب قسم اللغه العربيه جامعة القاهره فرع الخرطوم نظرآ لطبيعة عمله وقتها فى السودان وكان كلما تقدم بعنوان لمشروع الرساله يرفضها الدكتور المشرف عليه وحزن والدى كثيرآ لكونه لا يعرف السبب وفى اخر مره قدم اليه مشروعه سأله عن سبب الرفض المتكرر للمشاريع فضحك المشرف قائلآ (ياشيخ محيسن هات لنا مشروع نعرف نناقشك فيه كل الى تقدمت به لا يعرف احد مناقشتك فيه) فترك رحمه الله مالا يستطيعون الى ما يستطيعون.
اشكر تفضلكم بما اوردتم ولكم الفضل والمثوبه ورحم الله صاحب هذا العلم.