وكذلك عتبي عليكم فيما صرحتم به فقد كان في وسعكم أن تصبروا علينا قليلا .. فالحوار الذي شرطتموه لايسمح لكم أن تصولوا وتجولوا كما يحلوا لكم .. دون أن تتعرفوا على عدة ملاحظات:
أولا: دروس علم القراءات والقراءات العشر الصغرى والكبرى عرفت في بلاد الحرمين الطيبة وفي مصر المحروسة والشام الأبية والعراق المجيدة، وماجاوركم من بلاد المغرب العريقة، جهودا عظيمة في تدريس وتحقيق وإقراء وتخصيص الدراسات العليا لقراءات القرآن الكريم ..
وأحسبك لست أحد منسوبيها .. ولذا فهي لن تعير بحثك أي أهمية لخلوه من مصادر أصيلة مخطوطة و محققة، ومن تسلسلات لشيوخ آداء تلقيت عنهم العشر حرفا حرفا ...
ثانيا: تفسيراتك الجريئة، ولغتك المتعالية، أنستك تقديم الاعتذارات لإخوانك في الملتقى الذين أثارتهم مقالاتك الجريئة، فبحسب ماوصلني في بريد رسائلي الخاص .. هناك انزعاج لدى الكثير منهم من طرحك هذا المثير للجدل ..
ثالثا: في المنعطف الأول ذكرت فيه تأثر الجيل بعد التابعين باللهجات العربية لكن صعب علي فهم قصدك من هذا التأثر؟
ففي تصوري كأنك تريد أن تقول إنه أصبح في إمكان هذا الجيل القراءة بلهجة قبائل أخرى؟ وأنه لم يعد هناك من سبيل للتسهيل عليه بلهجات أخرى، أو أنه أصبح من الصعب عليه تعلمها لأنه يلتزم الفصيح، فلا يمكن أن يعود للهجته الأولى .. ؟
أرجو أن تزيدني علما في هذا بارك الله فيك؟
ثالثا: قضية الاختيار عند القراء وتبريراته، قد عرفت بحوثا عدة مثل:
جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القراءات، وتحقيق اختياره في القراءة، تحقيق د: أحمد بن فارس السلوم،
والاختيار في القراءات القرآنية وموقف الهذلي منه، تأيف د: نصر سعيد، الناشر دار الصحابة للتراث بطنطا. وغيرهما ..
وأقول عرّف العلماء الاختيار بأنه: ملازمة إمام معتبر وجها أو أكثر من القراءات،فينسب على وجه الشهرة والمداومة، لاعلى وجه الاختراع والرأي والاجتهاد، (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات للدكتور الدوسري/21)
وهذا أخي الكريم هو مافهمه العلماء المحققون وفهمناه عنهم أثناء تلقينا عنهم وليس ما جاءت به بشائر بحثك بارك الله فيك.
رابعا: قضية الموازنة بين (النص والنقل بالمشافهة)، المعروفة بالقياس المقيد، التي حاولها العلماء قديما ..
وهي قد كانت عمليات تحرير وتقويم وموازنة،
فعند العلماء أن القياس هو القياس المعروف عند الأصوليين، لكن الأصل في القراءات انها لاتعتمد على القياس بل الاعتماد فيها على الرواية فقط، ولو خالفت القياس. (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات لدكتور الدوسري/86)
رابعا: وقوع الخلط الذي ادعيته في كتاب النشر،جعلك تنسى أن تذكر لنا نسخا وقفت عليها لاحظت فيها هذا الخلط .... كذلك لم تذكر شيئا عن منهج ابن الجزري في نشره واستعضت عنه بتعليقاتك الجريئة .. ولوقمت بذلك لكان أولى من الاقتصار عليه كمرجع لاندري نسختك منه ماهي؟ ولاهدفك من الاعتماد عليه بشكل كبير؟
وللإفادة يلزمكم الإعلان عن هذا التحقيق والدراسة سريعا إذ سيخرج هذا الكتاب قريبا ان شاء الله بتحقيق ودراسة موثقة من صديقنا وزميل دراستنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية والماجستيرية .. الدكتور السالم الجكني وفقه الله لكل خير.
خامسا: بالنسبة لأسانيدك التي لم تذكر ضمنها راويا واحدا يكون هو الراوي الأول الذي قرأت به؟ أقصد (رواية ورش)،
ولم تذكر كذلك كيف قرأت به على شيخك، ففي نظري ذلك يخالف الفصيح الذي قررت القراءة به وحدك، ولعلكم ممن يقول بالهاء الخالصة وتلك ثالثة الأثافي؟
سادسا: هناك سؤال حيرني في طرحكم .. لماذا توصلت في نهاية طرحك إلى رواية قريبة من رواية حفص؟
وإن كانت هذه هي النتيجة!!
فما هوهذا الجديد الذي وجدته، فكلنا يعلم أن قراءة عاصم تمتاز بالفصاحة ..
إلا أنك بتقريريك لفصاحة رواية حفص عن غيرها، إنما تنصرها على رواية بلدك، وروايات أخرى شهيرة فصيحة.
سابعا: كيف يفهم أهل مصرك هذه النتيجة؟ أليس هذا يناقض مقررات بلدك .. ؟
أرجو أخي أن تحلل لي هذا أولا؟؟
فماأنت أول سار غره قمر ..
ففي الساحة غيري من هم أمثال الجزري، والنويري. رحمهما الله ... ولو أردت التصريح بهم لأجبتك ..
وأن تعذرني على عدم العجلة في الردود على أطروحاتك فذلك على حد مثل معروف لدينا في المدينة المنورة (أكل العنب حبة حبة)،
حفظك الله ورعاك أخي الباحث الموريتاني العزيز (الحسن ولد ماديك).
والله الموفق.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[10 Jan 2008, 12:54 م]ـ
الأخوان الكريمان
السلام عليكما ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد عرفت متأخرا قدركما وأنا من يقدره لكما، فليقل كل منكما ما شاء فلا حرج عليه، ولو كنت من الأذكياء لأدركت هذا من قبل، ولكن الرجوع إلى الحق حق
ـ[الجكني]ــــــــ[10 Jan 2008, 10:36 م]ـ
أخي الكريم:الحسن حفظه الله ورعاه
أخي الكريم: د/امين الشنقيطي
أعتذر إليكما، فقد حذفت من كلامكما ما رأيت أنه خروج عن النقاش العلمي المتعلق بالموضوع المطروح.
وأما قولك أخي الحسن:" ولو كنت من الأذكياء ... " فإني أشهد أنه قد بلغني من كبار تلاميذ شيخك وابن عمنا الشيخ العلاّمة " صداف" رحمه الله أنه كان يقول: أذكى من قرأ علي هو الحسن بن ماديك، وذكر أوصافاً أخرى يحسدك عليها من ليس في قلبه ذرة من تقوى، فرحم الله شيخك، وحفظك ورعاك.
ولي طلب عندك وهو:
بلّغ سلامي لزميلي وزميلك الشيخ العلاّمة محمد الحسن بوصو حفظه الله.