الفتح في كتابه (مختصرُ في مذاهب القراء السبعة بالأمصار) واعتمد فيه على نفس إسناد كتاب التيسير.
أقول: قد أثبت الداني الفتح من التيسير والمفردات وكتابه المختصر وأسند الرواية في هذه المصادر إلى ابن خاقان، ألا يدلّ هذا أنّه قرأ بالفتح أيضاً على ابن خاقان وحتّى وإن صرح الداني بنّه قرأ عليه بالتقليل، لا يدلّ على أنّه قرأ عليه إلاّ بذلك، لعله أخذ عليه الفتح سماعاً أو كان ابن خاقان يُثبت الوجهين واختار له وجه التقليل، وغير ذلك من الاحتمالات التي تجعلنا لا نقطع بأنّ الداني ما قرأ بوجه الفتح أبداً على ابن خاقان.
وهذا الذي حمل العلماء على عدم تضعيف وجه الفتح من التيسير وأجازوا الوجهين مع جميع أوجه البدل والعلم عند الله تعالى.
المسألة العاشرة: جواز الإشمام والروم في ميم الجمع: الخلاف في هذا النوع من المسائل لا يضر لأنّ الأصل في الوقف هو السكون وأجاز أهل الأداء وجه الروم والإشمام على سبيل الخيار والاستحباب وليس على سبيل الوجوب ولم نُلزَم بذلك من طرف مشايخنا وإنما تلقينا ذلك عن بعضهم في سورة الفاتحة فقط دون غيرها من باب التدرّب والضبط، وهذا يقال في أوجه {آلان} وغيرها حيث حصر العلماء الأوجه من باب بيان ما يجوز وما يدخل في إطار ما اقتضته النصوص والأصول، ولا شك أنّ ذلك يزيد المقرئ علماً ودراية وفهماً للأوجه التي تدخل ضمن المقتضى المأثور، وكلّ ذلك على سبيل التخيير والاستحباب لا يؤثّر على الرواية أبداً.
من خلال ما سبق من البيان نخلص أنّ الأئمة عليهم رحمة الله تعالى استعملوا لفظ القياس في الحالات التالية: (على سبيل التقريب وليس على الحصر)
1 - إلحاق الأوجه الأدائية التي لم يرد فيها نصّ بقاعدة وأصل أو إجماع مقرر عند أهل الأداء وأهل اللغة.
2 - إلحاق الأوجه الأدائية التي لم يرد فيها نصّ بنص عام لا استثناء فيه، فيندرج تحته الوجه قياساً.
3 - إثبات بعض الأوجه الأدائية وحصرها في إطار ما ثبت بالنصّ والأداء كأوجه {آلن} وغيرها على سبيل الاستحباب والخيار.
4 - تقوية الوجه بالقياس على غيره من دون الخروج عن الثابت بالنص والأداء.
5 - عند عدم النص وغموض وجه الأداء فيما تدعو إلى الحاجة
أكتفي بما ذكرت، وأسأل الله تعالى أن يرحم أئمتنا وأن يرفعهم بالقرءان الكريم في أعلى درجات الجنة آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري.
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jan 2008, 09:42 م]ـ
السادة الفضلاء:
آمل أن لا يأخذ النقاش مساراً غير مساره الأساس، ولنرتفع عن التشخيص في الطرح والرد كما يحاول أخي الحسن الإشارة إلى ذلك.
وأقترح أن يجيب كل منكم على هذا السؤال إجابة واضحة صريحة غير محتملة للتأويل:
هل القراءات ليست قرآناً؟
من جواب الأستاذ الحسن يمكن لكما أن تواصلا النقاش.
وأقول للأستاذ الحسن:
هؤلاء المشايخ الذين ذكرت أنهم أجازوك -وأنت صادق فيما تقول، والله حسيبك - في أي شيء وعلى أي شيء أجازوك؟؟؟؟
هل أجازوك على أن ما تنشره في المنتديات من " أضحوكات " و " مبكيات " علماء القراءات الأجلاء كالداني ومجاهد،وأن بعض ما لم تستوعبه ليس من القراءات القرآنية؟؟؟
أخي الكريم:
إن مشايخك أجازوك فيما أجازهم فيه مشايخهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكلهم يقولون " ما لنا إلا اتباع السلف " ولم يجيزوك بما تطرحه هنا وهناك، وإلا فأظهر لنا إجازتهم وموافقتهم لك على هذا، فحينئذ يكون النقاش معك ومعهم.
لك تحيتي واحترامي.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[06 Jan 2008, 01:11 ص]ـ
أخي الكريم: الحسن ولد ماديك .. حفظك الله ورعاك.
من يتأمل في أطروحتك له الحق في الكشف عن جوانب التقدم فيها .. والاطلاع على جوانب الإخفاق فيها ..
لقد اخترت أن أسبق إلى التعريف بمسائل تهمني أولا .. فالحكم على الشيء فرع عن تصوره ..
أخي برغم اعترافي بتميزك وطرحك الرصين، في بحثك الأول الذي بلغ عدد أوراقه التي نسختها 18 صفحة،
لكن لمست فيه خلوه من أصول المنهجية العلمية فقد خلا في المقدمة من سؤال كعادة البحوث العلمية .. ومن كشف عن أهمية البحث في عصرنا اليوم .. ؟ وكذلك من الخطة المناسبة لبلوغ نتائجه ..
¥