ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[16 Jan 2008, 11:48 م]ـ
أخي الفاضل إن كانت ممن يهوى البحث عن الدليل فدليلي واضح وأنت المطالب بالإتيان بالدليل من الأئمة الأوائل ممن نقل عنهم القرآن غضا طريا: هل ثبت أنهم كانوا يخلطون بين الروايات في الصلاة. وما هو السبب إذن في تغلب الروايات بعضها على بعض في الأمصار الإسلامية في شتى العصور إلا من تقديم الأسهل والأوفق تلاوة والأشهر نقلا في ذلك المصر، وتوافق العامة والخاصة على حفظ القرآن كذلك، هذا مع عدم الجهل بالروايات المتواترة الأخرى لأنها من قبيل العلم الذي يقوم به الخاصة فيسقط عن الباقين.
أما قولكم "هل هذا يعني أن هذا الفعل بدعة"، فأنا ما قلت به ولم أشر إليه، بل جمهور العلماء على جواز القراءة بالمتواتر في الصلاة، لكن المسألة هنا تقتضي استدعاء المجتهدين الذين يعتبرون المصلحة ويسدون الذريعة التي توصل إلى العنت والحرج، وقد أفتى الشيخ ابن باز عليه رحمة الله بعدم جواز القراءة بالروايات في الصلاة في المساجد العامة خوف الفتنة، والمملكة العربية السعودية أوفر نصيبا وأغزر نتاجا لطلبة العلم المهتمين بالقراءات من الجزائر، بل ومنعت القراءة بذلك في مسجد الجامعة الإسلامية التي لا تضم إلا طلبة العلم الذين لا يخشى عليهم الالتباس.
أما قولكم أن هذا المسجد يقصده عموما إلا طلبة العلم ففي حد علمي - وأنا قريب من هذا الحي- أن الواقع خلافه، فالمسجد مليء بالعوام وحديثي الا لتزام، وإن كان بعض العامة أعجب بما قرأتم فهذا من عادة العوام أنهم يولعون بكل غريب، وأنتم لم تستقرؤوا كل عامي في ذلك المسجد، فقد لقيت كثيرا منهم وأبدوا إلي اشمئزازا من هذا، خاصة الكبار منهم، فحبذا لو أحييتم حب قراءة نافع في القلوب فإنها تكاد تندثر في بلادنا لعزوف كثير من الملتزمين عنها.
أما قولكم عن الوزارة أنها أقرت هذا فأين دليلكم على هذا بنص من إطار معروف، وإلا فالمعهود في المرسوم الوزاري أن الرواية الرسمية في سائر مساجد البلاد هي رواية ورش من طريق الأزرق، حتى بالغ بعضهم وجعلها ضمن المرجعية الدينية، إلا أن ضعف الرقابة حالت دون المنع، وفرق واضح بين أن تسعى الوزارة في نشر القراءات وبين أن تقر القراءة بها جميعها في الصلاة.
وأما كلامي الأخير فأنا لم أقصد أن ألمز به فلانا، أو أهمز به علانا، وإنما أردت أن أرسم منهجية لطالب علم القراءات حتى يقال عنه أنه مقرئ بحق وخادم لكتاب الله بصدق، ولم أجعل ذلك شرطا في الإمامة وإنما كان ذلك سوء فهم منكم لكلامي، وهذا ما دعاكم لأن تتهكموا بما لا يليق بمقامكم، والسلام.
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[17 Jan 2008, 12:06 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ الفاضل أبا المنذر على ما ذكر وأفاد وأنا أشاطره الرأي في الاهتمام بقراءة الإمام ورش عن نافع، إذ هي قراءة أهل البلد -كما أشار- وهي القراءة المعول عليها في وزارة الأوقاف بالجزائر، والوزارة كما هو معروف ومعلوم تدعوا وتشجع القراءة برواية ورش عن نافع، حتى بالغ بعضهم وجعلها ضمن المرجعية الدينية، (كما ذكر الأخ أبو المنذر) ولم نسمع من مصدر موثوق مسؤول أونقرأ في نص منشور الدعوة أو التشجيع على القراءة بالروايات في الصلاة.
وأنبه أن المساجلة بالكتابة في هذا المقام لا يقصد بها التهكم أو الغمز أو اللمز، وإنما القصد البيان والنصيحة والاستفادة وإبداء الرأي، وعليه يرجى حمل الكلام على القصد الحسن.
وتجدر الإشارة إلى أن الأخ أبا المنذر -وفقه الله- من الطلبة الجامعين للقراءات العشر الذين تخرجوا من كلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية، ولا نعرف عنه إلا خيرا.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Jan 2008, 07:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
إنّ الأصل في الأحكام الإباحة مالم يرد دليل على تحريمه، وليس هناك أيّ دليل على تحريم القراءة بالروايات في صلاة التراويح أو في الصلوات المفروضة، ومن ادعى ذلك فعليه بالدليل، إلاّ إذا ترتّب عن ذلك فتنة أو مفسدة. هذا هو الأصل في المسألة. وقد أخبرني غير واحد من الثقات أنّ فتوة سماحة الشيخ بن باز عليه رحمة الله تعالى كانت نتيجة فتنة ومفسدة وقعت، وإلاّ فلا يُعقل أن يُفتي المفتي بمنع مباح من غير أيّ سبب ترتّب من أجله مفسدة أو فتنة.
¥