والتقليل والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أنّ الفتح أشهر ولذا قُدِّم في الأداء. وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبّه المحقق ابن الجزري على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم. (فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه: ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون. ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم. وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
باب الرّاءات واللاّمات وياءات الإضافة
وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَنْ= لاَمَاِتِه. لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ
كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي = وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ
وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ = خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلاَ
المعنى أنه روى بابي الراءات واللامات بالأصول والأحكام التي رواها غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها. ورقق اللامات التي اختص ورش بتغليظها. (وروى أيضا) إسكان الياء في {ولي فيها مآرب} بطه، و {وإن لم تؤمنوا لي} في الدخان، و {وليؤمنوا بي} بالبقرة، و {بين إخوتي} بيوسف، و {محياي} بالأنعام، و {أوزعني أن أشكر} في النمل والأحقاف، و {من معي من المؤمنين} في الظُلَّة أي الشعراء. ويلزم على ذلك مد ألف محياي مدا مشبعا لدخولها في باب اللازم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن مظهر في كلمة واحدة. (واختلف) عنه في {إلى ربي إنّ} في فصلت فأخذ له أكثر أهل الأداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم في الأداء الفتح لشهرته ولأنه الأقيس بمذهب قالون.
باب ياءات الزّوائد
صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْ = ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ
وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّ= ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ
المعنى أنه روى {إن ترن} في الكهف، و {اتبعون أهدكم} في غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا ووافق ورضا على حذفها فيهما وقفا. (واختلف) عنه في الوقف على {فما آتان} في النمل فرواه عنه جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكلاهما مقروء به إلا أنّ الإثبات مقدم في الأداء ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل. (واختلف) عنه أيضا في {دعوة الداع} و {إذا دعان} كلاهما في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصلا فقطع له الأكثرون بالحذف وقطع له غيرهم بالإثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو المقدم في الأداء. (واختلف) عنه أيضا في {التلاق} و {التناد} كلاهما بغافر. وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي لكن ضعّف المحقق ابن الجزري الإثبات وعدَّه من الإنفرادات التي جرت عادة المحققين بتركها فليعلم.
وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا = بِ بِالْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ
مَعَ الْبَادِ تُرْدِينِ نَذِيرِ يُكَذِّبُو = نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْقِذُونِ فَحَصِّلاَ
كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذْ = فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْعُلاَ
المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي: {يوم يدع الداع} في القمر، و {فلا تسئلن} في هود، و {كالجواب} في سبأ، و {بالواد} في الفجر، و {دعاء} في إبراهيم، و {نذر} ستة مواضع في القمر، و {الباد} في الحج، و {لتردين} في الصافات، و {نذير} في الملك، و {يكذبون قال} في القصص، و {وعيد} في إبراهيم وموضعي ق، و {ينقذون} في يس، و {فاعتزلون، أن ترجمون} كلاهما في الدخان، و {نكير} في الحج وسبأ وفاطر والملك. وهنا تمت الأصول جمع أصل يعني الأحكام المطردة وبالله التوفيق.
¥