ويكون من قارئ متقن مشافهة، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إلى قراءة سيّدنا جبريل عليه السلام، وهو المعلِّم الأول بأمر الله تعالى، وهو الأصل في أصول تعليم القرآن الكريم.
3 - عرض الآيات:
أي: المراد حفظها على القارئ المتقن للتأكد من سلامة النطق، وصحة التلقّي،كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في عرض قراءته على سيدنا جبريل عليه السلام، وهاتان النقطتان أعني: الثانية والثالثة تجمع طريقة التلقّي والمشافهة التي هي الطريقة النبوية الصحيحة، والتي انتقل بها القرآن المرتل بالإسناد المتصل من لدن ربِّ العزّة والجلال، إلى جبريل عليه السلام، ثمّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أوحى الله إليه (لاتحرّك به لسانك لتعجل به،إنّ علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه، ثمّ إنّ علينا بيانه)، (سورة القيامة، الآيات 16 - 19)، فكان عليه الصلاة والسلام حريصاً أن لايفوته شئ، فطمأنه الله تعالى، ورسم له طريق التلقي.
4 - اختيار مصحف مناسب الحجم:
والقصد من ذلك وضوح الرؤية أثناء الحفظ، وذلك يحقق وضوح الكلمة القرآنية، ووضوح الحركات والسكنات على الحروف، ووضوح علامات الوقوف ...... الخ، ومن الخطأ الفادح: الحفظ في مصحف صغير، أو ما يسمّى بمصحف الجيب، لأنّه طُبع لتذكير الحافظ، وليس للحفظ الجديد، وأقل حجم مناسب هو حجم الكف، ويُفضّل الحجم الوسط المعتاد والمتداول في المساجد والجامعات والمدارس.
5 - الاقتصار على مصحف ذي طبعة واحدة:
حيث أن المصاحف تختلف في بداية صفحاتها، ونهاياتها، وعدد أسطرها، وذلك لكثرة الطبعات وتعدد مصادرها، والحافظ بحاجة إلى طبعة معيّنة، لأنّ الحفظ سيُشكِّل خريطةً في الدماغ، بحيث يتذكر الحافظ موقع الآية من الصفحة، وهذا يعينه على سلامة الحفظ، أما إذا حفظ من طبعات مختلفة فإنّ هذا سيؤثّر سلبيا على الحفظ وجودته، ومن فضل الله تعالى أنّ مصحف المدينة متوفر بكافة الأحجام، وطبعاته متوافقة الصورة.
6 - اختيار الوقت المناسب:
قد يختلف الأشخاص في اختيار الأوقات التي تناسبهم في حفظ القرآن الكريم على حسب ميولهم أو رغباتهم أو طبيعة أعمالهم، والمهمّ أن يتوفر في الوقت المختار للحفظ: الاستعداد الكامل، والنشاط الجيد لسلامة استقبال الآيات الجديدة، لكنّ المجرَّب الذي أوصى به العلماء هو وقت السحر أو مابعد
صلاة الفجر إلى طلوع الشمس فهذه أوقات فضيلة وبركة وفتح. . .
7 - قراءة المقدار المراد حفظه:
وذلك للتأكد من سلامة النطق والحركات .... الخ ويفضل تكرارها ليعتاد عليها السمع، ويسهل حفظها، ولا بأس من الاستماع إلى المصاحف المرتلة، وهي وفيرة جداً، وبأجهزة مختلفة.
8 - البدء بحفظ الآيات:
ويكون التركيز عليها واحدة واحدة، وتجزئة الآية الطويلة إلى مقاطع، وتكرارها غيباً لمرّات عديدة، ثمّ الانتقا ل إلى الآية الثانية أو المقطع الثاني مع ملاحظة ربط اللاحق بالسابق بشكل مستمر،
وذلك لتلافي التوقف أو التلكّؤ لاحقاً.
9 - قراءة المقدار كاملا:
أي: تلاوة المحفوظ الجديد كاملا غيباً، وتكراره أكثر من مرة ليكون منضبطا متسلسلا بشكل متمكّن.
10 - عرض الحفظ الجديد على متقن:
والمقصود بذلك عرضه على الشيخ، أو على شخص متمكن للتأكد من سلامته، لأن الإنسان حينما يحفظ لنفسه قد يقع في خطأ من غير شعور، فإذا عرضه على غيره صحَّح الخطأ مباشرة إن وجد، إذ إنّ بقاء الخطأ مدة طويلة يرسِّخه، ويكون تصحيحه - بعدئذٍ- صعباً. .
11 - قراءة المحفوظ في الصلاة:
حيث ثبت أنّ الصلاة تثبّت الحفظ الجديد، لأن الإنسان في حالة خشوع بين يدي الله تبارك وتعالى، وللآيات الجديدة طعم خاص في الصلاة كذلك.
12 - مراجعة الحفظ قبل النوم:
وهو أمر مفيد جداً حيث ثبت علمياً، قيام العقل الباطن في أثناء النوم بترديد ما يُقرأ قبل النوم، وهي نقطة يجب أن تُستثمر لصالح الحفظ لغرض تثبيته أكثر.
13 - فهم المعنى:
وذلك بمطالعة تفسير ولو مبسَّط، لأنّ فهم المعنى للآيات المحفوظة يزيد من إتقان حفظها ورسوخها، كما أنّ ذلك يُعين على تدبّرها، والتعرّف على معانيها وأسرارها وأنوارها.
14 - استراحة الحفظ:
¥