(ح) مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ، ومنه هذه المقدمة (الرسالة)، ولاحظنا أن د. الضامن حقق الكتاب بعنوان: كتاب مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ، أما د. توفيق فقد قرأ الرسالة وعلق عليها بعنوانها الأصلي: مقدمة في أصول القراءات من كتاب مرشد القارئ ... وهذه "المِنِّيَة"، لم يلتفت إليها د. الضامن، وكانت عند د. توفيق نابعة من رؤية متمعنة في أعمال ابن الطحان، يذهب من خلالها إلى أن كتاب "مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ"؛ هو عبارة عن كتاب يشتمل على مجموعة أبواب جاءت في شكل مقدمات تُرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ، (وكأن كل باب يحمل عنوان رسالة). وهذا ما توصّل إليه د. توفيق من خلال دراسته للرسالة، كما سنرى.
هل في كل ما سبق، وقع ما يُقال له وقوع الحافر على الحافر؟ هل لامستَ أيها القارئ شيئاً من السطو على مجهود د. الضامن؟ هل في تقديرك يُمكن أن يُتهم د. توفيق بالانتساب إلى ما أسماه د. الضامن "مافيا سلخ حقوق العلماء"؟ هل أدّى د. الضامن ما كان ينبغي أن يقوم به، وهو الخبير بقضايا التحقيق؟ هل رأيتَ أيها القارئ جُزْئِيَّةً ما استفادها حقا من التحقيق السابق؟ ألا ترى معي أيها القارئ أن اتهام د. الضامن لا يقوم على أي أساس؟ هل يثبُتُ منه شيءٌ عند المقارنة؟ أليس في هذا الاتهام رمْيٌ للناس بالباطل، ونهش لأعراض الناس أمام قراء المواقع الإلكترونية؟
سادسا: مع مقدمة التحقيقيْن: مع الرسالة
(1) عن مجهود د. الضامن في دراسة الرسالة:
عن توثيق الرسالة: أشار د. الضامن أنه وجد الإشارة إلى هذه الرسالة في "غاية النهاية" لابن الجزري، وكذا "نفح الطيب". وقال عن موضوع الكتاب: إنّ ابن الطحان يشرح الأصول الدائرة في القراءة على اختلاف القراءات المتعاقبة على أنواع الروايات ... ، وأنه شَرَحَ اثنتين وثلاثين لفظة. وعن استفادة اللاحقين من الرسالة: يرى د. الضامن أن الرسالة اعتُمدت من لدن ابن أبي الرضا (791 هـ)، وابن الجزري (833 هـ) في كتابه التمهيد في علم التجويد. وما أورده د. الضامن في هذا الإطار المتعلّق بدراسة جاء في أقلّ من عشرين سطراً بقليل. وهذا الذي ذكرتُه هنا؛ هو الموجود في الطبعة الأخيرة للرسالة؛ أي في التحقيق الذي ظهر سنة 2007م (مكتبة الصحابة، الإمارات، الشارقة)؛ وهو تحقيق يأتي في الرتبة الرابعة من مجهود د. الضامن.
2 - دراسة د. توفيق للرسالة جاءت بعنوان: إلماعة حول الرسالة، واشتملت الدراسة على النقاط الآتية: - جانب التوثيق: قام بتوثيق الرسالة نسبةً وتسميةً، ولم يكتف بذكر المصادر، وإنما أضاف:
- علاقة الرسالة بالمؤلّف بصاحبها من خلال الإشارة إلى بعض شيوخ ابن الطحان.
– النظر في كتبه الأخرى في ضوء ما ورد في الرسالة – الإتيان بنقول منسوبة إليه من ثلاثة مصادر.
اعتماد العنوان الوارد في نفح الطيب وهو أصول القراءات. ويقول إن نسخة تشستربيتي أوضحت أنها المقدمة الثانية من كتاب المرشد، وأنها تأتي تتْميماً للرسالة التي تقدمتها من هذا الكتاب (رسالة: مخارج الحروف وصفاتها، مطبوعة).
وعن آثار الرسالة في اللاحقين: أتى د. توفيق بنقول من شرح الدرر اللوامع للمنتوري (أربعة نقول هامة في الموضوع أخذها المنتوري من كتاب المرشد، على حد قول المنتوري).
ومما نبَّهَ إليه د. توفيق "أن هذه المقدمة والتي سبقتها مجعولتان على التقدمة لما بعدهما من مقدمة أو مقدمات، وأن مجموع ذلك هو الذي يؤلف كتاب مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ، وأن كثيراً من مباحث هذه المقدمة يحيل المؤلف على متعلقاتها فيما يأتي، ثم لا تجد لذلك أثراً بعد، كما أن عبارة ابن الجزري: " لا يعرف قدره إلا من وقف عليه" [ص16]؛ وهو يتحدث عن كتاب المرشد؛ تدلّ دلالة واضحة على أن ابن الجزري يتحدث عن كتاب مخصوص، له قَدْرٌ، ويمكن الوقوف عليه.
- أما عن موضوع الرسالة فقد وجد د. توفيق أن ابن الطحان ضبط أصول القراءة في عشرين أصلا، وميز الباحث بين الأصول وبعض المرادفات لها، وأتى بالمصطلحات التي شملها الشرح وعددها 34، وقال الضامن عن ابن الطحان أنه شرح 32 لفظا.
¥