تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أما حديث د. توفيق عن منهج ابن الطحان فقد أبرزه بعبارة العالم المتخصص الذي وضع الرسالة في إطارها العلمي بتمكن واقتدار. وتميز عمل د. توفيق بوصفه للنسختين المعتمدَتيْن في التحقيق، وبيان قيمة الرسالة وتحديد منهجه العملي فيها.

- ومما تميز به عمل د. توفيق أنه وضع محتويات الرسالة في نهايتها، وهذا لم يفعله د. الضامن، حتى في طبعته الأخيرة.

هل يُقارَن مجهود د. الضامن بما فعله د. توفيق؟ ألا يشعر د. الضامن أنه تسرّع في اتهام د. توفيق؟ أما يزال د. الضامن مصرّاً على اتهام د. توفيق بالسطو على عمله؟ ألا يُراجع نفسه، وينظر بعين الإنصاف، ويُقارن بين عمله وعمل د. توفيق؟ ربما كان د. الضامن يتحدث عن نوعِ من السطو نجهله. هل كان د. توفيق من خلال تعليقاته الضافية في حاجة لأن ينظر في منجز د. الضامن؟ هل تُقارَنُ المعلومات والفوائد التى أتى بها د. توفيق بما أتى به د. الضامن؟ في قراءتنا لتحقيق د. توفيق نجد أنفسنا أمام باحث متمكن من أدواته، له خبرة واسعة بمجال الرسالة وموضوعها؛ فهي تقع ضمن اهتمامه. أما أخلاق د. توفيق فإنها تأبى عليه أن يلتفت إلى شيء يملكه غيرُه.

سابعا: ضبط النص

ولعل المجال الذي يُختبر فيه اتهام د. الضامن يبرُز ويتضح وينكشف في ضبط نص الرسالة والتعليق عليه. فهل سطا د. توفيق على تصحيحات د. الضامن؟

نضع القارئ أمام بعض الشواهد المستخلصة من هوامش التحقيق؛ للمقارنة بينهما.

في الصفحة الأولى تأتي المفاجأة:

في الصفحة الأولى من الرسالة نُفاجأ بما يلي:

في تحقيق د. الضامن (في نشرته الأولى والأخيرة)، نجد:

به أستعين - المُجَوِّد – عبد العزيز بن علي

وفي تحقيق د. توفيق:

به نستعين – المحمود – عبد العزيز علي

وواضح أن د. توفيق أخطأ في هذه الأمور الثلاثة، وأصاب د. الضامن؛ ففي المخطوط "به أستعين"، وفي المخطوط " المحمود"، والصواب "المُجَوِّد"، وفي المخطوط" عبد العزيز علي"، والصواب ما حقّقه د. الضامن وهو عبد العزيز بن علي. وهنا السؤال، أكان د. توفيق، وهو المتهم بالسطو، وهو من مافيا سل جهود العلماء، ألاّ يسرق من مجهود د. الضامن هذه الأشياء البسيطة؛ التي لا يُتهمُ أحد بسرقتها، ولو سرقها أحد غير د. توفيق لما انتبه أحد إلى فعلته. لا شكَّ أن د. توفيق لم ينتبه إلى ما في المخطوط، وفيه: به أستعين؛ ونقل: به نستعين. ووجد" المحمود" في المخطوط، فحافظ على لفظ "المحمود". لِمَ لمْ يسرق هذه الأشياء؟ ولِمَ لمِ يُثبت: عبد العزيز بن علي، وقد أثبتها في غلاف الرسالة؟ هل تسمَح مافيا سلخ مجهود العلماء أن يكون د. توفيق من أعضائها، وهو لا يُحسن سرقة هذه الأشياء؟ فكيف يُعتمد عليه فيما هو أهم؟ أكان هذا الأمر يحتاج إلى مهارة في السرقة والتدليس؟ وهل السارق الذي لا يُحسن هذا المستوى من السرقة تسمح له المافيا أن يكون أحد أفرادها؟ هذه استهانة بالمافيا إذا كان د. توفيق أحد أعضائها.

(2) إطلالة على الفروق بين التحقيقين:

ونكتفي الآن بالإشارة إلى الفروق الآتية بين التحقيقيْن:

د. الضامن: حصل حينئذ مثلان، ص66

د. توفيق: حصلا حينئذ مثليْن، ص35

د. الضامن: وإذا حصل مثلان، ص66

د. توفيق: وإذا حصلا مثلين، ص35

د. الضامن: إخفاء النون، ص67

د. توفيق: أداء النون، ص36

د. الضامن: شديد الفك، ص70

د. توفيق: شدّ الفك، ص39

د. الضامن: حكم مستقل، ص70

د. توفيق: حكم مستعمل، ص40

د. الضامن: في حال الكسر، ص71

د. توفيق: في غالب الأمر، ص41

د. الضامن: مصاف الكسر، ص71

د. توفيق: مذاق الكسر، ص41

د. الضامن حاملا على الضمة، ص75

د. توفيق: دليلا على الضمة، ص45

د. الضامن: ظاهرتي الجسم والقرع، ص76

د. توفيق: ظاهرتي المجسة والقرع، ص46

د. الضامن: مع النقض وإظهار النطق:80

د. توفيق: مع التغنين وإظهار التطنين:50

إن المتتبع لأوجه الاختلاف، ولعشرات الفروق بينهما؛ لا يمكنه أن يخطر بباله أن د. توفيق نظر بطرف خفي إلى تحقيق د. الضامن. ومن نظر بعين الإنصاف يُجل عمل د. توفيق أن يقال في صاحبه إنه من مافيا سلخ جهود العلماء.

(3) كيف يُصحح كل منهما؟

يلاحظ في تصحيحهما ما يلي:

- د. توفيق يحتفظ باللفظ في المتن، ويقترح الصواب في الهامش من كتاب التمهيد، بعد أن يضع اللفظ بين معقوفتيْن، وهذه هي الطريقة العلمية المقررة في مجال التحقيق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير