أما د. الضامن فيكتفي بالقول: يُنظر، ويشير إلى المصدر الذي ورد فيه المصطلح؛ مما جعلنا لا نعرف شيئا عن علاقة المحقق بموضوع الرسالة.
ومما تجدر ملاحظته أن عدد المصادر والمراجع التي ذكرها د. الضامن لا يتجاوز 26كتابا – وعند د. توفيق:59 كتاباً، والفرق بينهما: 33
خلاصة:
يبدو أن د. الضامن لم يتجرد في اتهامه هذا من هواه الذي أعماه عن قول الحق. ولو أنه هدأ قليلا وقارن بين تحقيقه وتحقيق د. توفيق لتبيّن له أن ما قدَّمَه د. توفيق لا يَنِمُّ عمّن يَتَسَقَّط ما يأتي به أمثال د. الضامن. فشخصية د. توفيق لها رسوخها العلمي، ولها تمكنها من مجال تخصصها، ولا تتطفّل على غير تخصصها. ربما تكون هناك تحقيقات أخرى للدكتور الضامن، تحمل بعض ما يُستفاد منه؛ أما تحقيق هذه الرسالة التي ادعى د. الضامن أن د. توفيق سطا عليها؛ فإنها لا تستحق أن تكون محل سطو؛ فليس فيها ما يُثير رغبة السطو من أحد.
ولو نظر د. الضامن بعين الإنصاف لشهد للدكتور توفيق بالتميز والتفوق على ما قدمه، ولما سمح لنفسه أن يقول في د. توفيق ما قاله. قد يكون د. توفيق أساء حين لم يُشر إلى عملك في مقدمة تحقيقه، ولم ينوِّه بسبق د. الضامن بتحقيق هذه الرسالة ولكن ألا ترى يا دكتور أنك تجاوزت الإساءة باتهامك للدكتور بالسطو؟ يبدو أن الغضب حال بينك وبين أن تتقيد بقول الحق. لقد ذكرتَ – يا دكتور - أخاك بما يكره ظلما وعدواناً.
إن المقارنة النزيهة بين العملين لا تنمُّ مطلقا على شيء ممّا جاء في صك الاتهام. يبدو أن الغضب تملَّك د. الضامن، وأفقده حِلْمَه، وأنساه ذلك أن يكون عادلا في حال غضبه، فأعرض عن الحق. وقد اتضح بالمقارنة أن التهمة باطلة، ولا تستند على أي أساس علمي واحد.
وفي خاتمة كلمتي هذه أدعو الله أن يتجاوز عن د. الضامن، وأن يغفر له زلته، وإساءتَه للدكتور توفيق الذي ظلمه ظلما شديداً حين قال فيه ما قاله.
أتمنى أن نردد جميعاً مع الإمام الشافعي (204هـ) قوله:
"ودِدتُ أن كل علم أعلمُه يعلَمُهُ الناسُ؛ أُوجَرُ عليه، ولا يَحمَدونَني" (مناقب الشافعي للبيهقي:2/ 160).
والإمام الشافعي ألّفَ كتباً لا تزال من أصول المعرفة في تاريخ الثقافة الإسلامية.
انتهى كلام فضيلة الدكتور عباس أرحيلة - حفظه الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Mar 2008, 04:28 م]ـ
أشكر أخي الكريم الأستاذ جعفر المراكشي وفقه الله على نشره هذه المقالة للدكتور الفاضل عباس أرحيلة جزاه الله خيراً، وقد قرأتُ المقالة مرتين ولمستُ فيها أدباً وإنصافاً. وما كنتُ أظنُّ أنني بإشارتي المبهمة تلك - التي ذكرتها في ذيل إشارتي لصدور طبعة الكتاب الجديدة بتحقيق الأستاذ الدكتور حاتم الضامن - قد أسأتُ إلى شخصٍ بعينه، فلم أحدد من هو المقصود، وإنني لأعتذرُ لأخي الدكتور توفيق العبقري رعاه الله وأطلب منه العفو.
والمشاركة التي أثارت استياء أخي الدكتور توفيق العبقري والدكتور عباس أرحيلة هي هذه المشاركة:
صدر حديثاً (مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ) لابن الطحان السماتي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10233)
وقد بعث لي أخي الكريم الدكتور توفيق العبقري رسالة مطولة على بريدي الالكتروني يبين لي فيها استيائه الشديد من مقالة الأستاذ الدكتور حاتم الضامن ورغبته في بيان الحقيقة. فأشرتُ عليه حينها بأن يكون بيانه مباشرة للدكتور حاتم الضامن بحيث يعتذر الدكتور حاتم الضامن - إن أراد ذلك - في مقدمة أحد كتبه أو بمقالة ينشرها أو نحو ذلك. وعدم جعل هذا موضوعاً للجميع يتناقلونه، وقلتُ له في آخر رسالتي (من حقك أن تدافع عن نفسك وتبين الحق بعد أن صرح الدكتور حاتم الضامن باسمكم ونشره في مقدمة تحقيقه للكتاب).
ويبدو أن الدكتور توفيق قد رأى أنه من المناسب أن يتولى الجواب والبيان أحد أساتذة جامعة القاضي عياض، وقد أحسن في الاختيار.
وفي الحقيقة إنني لم أقصد بتلك الإشارة المبهمة الإساءة إلي شخص الدكتور توفيق ولذلك لم أصرح باسمه، مع تصريح الدكتور حاتم الضامن بذلك، وقد حمدها لي الدكتور توفيق في رسالته تلك، ولكنني أرى الأخ الدكتور عباس أرحيلة يكاد يميل إلى أن القصد منها التشهير بالدكتور توفيق ومعاذ الله أن يكون هذا مقصدي، وإنما أنا ناقلٌ لما في المقدمة ولم أتجاسر على التصريح باسم الدكتور توفيق لمعرفتي بمكانته العلمية.
وهذا البيان قد حصل ولله الحمد، والدكتور حاتم الضامن حي يرزق يقرأ ويستطيع أن يبين وجهة نظره وعذره في هذا الاتهام، وأخي الدكتور مروان الظفيري وكذلك أخي الدكتور عمار الددو من تلاميذ الدكتور حاتم يكتبان معنا وبإمكانهما نقل وجهة نظر الدكتور حاتم.
وأما رأيي الشخصي فما كنت أحب للدكتور حاتم الضامن أن يذكر هذا في مقدمة تحقيقه للكتاب، لأسباب كثيرة، ولأن الأصل في مثل هذه الأعمال أن يترك للقارئ الحكم والموازنة بين الجهود العلمية دون حاجة إلى توجيه اتهامات لأشخاص بأعيانهم إلا في أضيق الحدود، كما إنني لا أحب أن يصعد الموضوع ليأخذ أكبر من حجمه الطبيعي، حيث أخشى أن يزيد حجم المناقشات على حجم الكتاب الأصلي الذي وقع الخلاف من أجله.
نسأل الله أن يصلح أعمالنا، وأن يتجاوز عن تقصيرنا وذنوبنا.
¥