- في طريقة الإحالة يكتب د. الضامن: في الأصل، أما د. توفيق فيكتب: في المخطوط.
ثامنا: مع هوامش التحقيقين:
عدد التعليقات في الهوامش:
بالنسبة لهوامش البحث: أورد د. الضامن 48 تعليقا، منها 33 اكتفى فيها بقوله: يُنظر، مع الإحالة إلى المصدر، بدون تعليق أو توضيح، مع ترجمة لعلَمَيْن باقتضاب شديد. أما د. توفيق فقدم 171 هامشا بها تعليقات إضافية تنزع الغموض عن عبارات الرسالة، وتُفيد تصحيحات وتصويبات حول ما ورد فيها من قضايا، وضمَّنَ شروحَه المواد اللغوية التي تنحدر منها المصطلحات القرائية، وفي ضوء ما تُنبئ به أمهات كتب القراءات، وما تُعين على معرفته آثار ابن الطحان. واعتماد د. توفيق للأصل اللغوي في شرح المصطلحات قرّب المعاني من الأفهام، وجعل من عمله هذا أثراً رائداً جديرا بالتقدير. ومجهود د. توفيق في تعليقاته على الرسالة، وهو المتخصص بالأمور التي تطرحها، يرى فيها د. الضامن مجرد إضافة "شذرات في الحواشي". وياليت د. الضامن أتى بشذرة واحدة في حاشية من حواشيه، من مثل ما أتى به د. توفيق.
(2) التعليقات بين الحضور والغياب:
لم يكن للدكتور الضامن تعليقٌ واحدٌ يوضح به ما غمُض من النص المحقق، وكان القارئ يحتاج إلى إزالة الإبهام عن بعض العبارات، والتدقيق في بعض المصطلحات التي تستوجب تعليقات.
تراه في تعليقه على المصطلحات الواردة في الرسالة، يكتفي في الهامش بقوله: يُنظر، فيُحيل إلى المصادر التي وردت فيها تلك المصطلحات. ولم يُقارن مرة بين النص المعتمد في الرسالة، والنصوص المشابهة له. ولم نرَ للمحقق نقداً لنص مُبَيِّناً ما فيه من وهم أو خطأ. ولم يُقدم مرة ما يُزال به الوهم واللبس في عبارة من الرسالة، وكثير من العبارات كان ينتظر القارئ من عالم في حجم د. الضامن أن يُزيل ما فيها من إبهام. ومن خلال " يُنظر" لم يجد لك القارئ اتصالا بالمصادر والمراجع القريبة من النص المحقق، يكشف عن معاناتك في قراءة النص وتخريجه وتصويبه. هل ذلّلتَ، يا دكتور، شيئا من معضلات هذا النص؟ هل أبنتَ شيئا من معرفتك بالقراءات وأنت تخوض غمار هذه الرسالة؟
(4) ترى، ما هي أسباب انفعال د. الضامن؟
لعل الأسباب التي كانت وراء انفعال د. الضامن إلى درجة حملته على إرسال كلام لا يصدر من أمثاله من أهل العلم والتحقيق، يمكن إجمالها فيما يلي:
(أ) عدم الإشارة إلى تحقيق د. حاتم الضامن في مقدمة التحقيق.
(ب) الاكتفاء بالإشارة إليه في الهامش 35 بقوله: نشرها منقوصة غير كاملة د. حاتم الضامن في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني ع48، 1425هـ، وبلغني أن الكتاب طبع كاملا في بيروت ولمّا أقف عليه.
(ج) في هامش 31 أشار د. توفيق إلى تحقيق الإنباء في تجويد القرآن من جانب أحمد محمد قضاة قائلا: يؤسفني أن أقول بأن الكتاب – على صغر حجمه – لم ينل ما يستحق من الاهتمام والاهتبال، فأصابه غير قليل من التحريف والتصحيف؛ مما يبغي التصحيح. ونشره في مجلة الأحمدية ع 4 جمادى الأولى 1420هـ د. حاتم الضامن (وكأن الضامن يجري على تحقيقه من الأسف ما جرى على تحقيق القضاة، وكان من المنتظر أن يتم التنويه بتحقيق د. الضامن أولا، وألاَّ يقال: نشره، وإنما حققه، وأن يذكر اسمه ثلاثيا). (د) لم تتم الإشارة إلى تحقيق د. الضامن الذي اطلع عليه د. توفيق، ولم يستحضره البتة أثناء المقابلة ولا أثناء التعليق، ولعل هذا ما حزَّ في نفس الرجل.
(هـ) ولم يشر كذلك إلى تحقيقه ضمن مصادر التحقيق ومراجعه، وأشار إلى المخطوط. ولكن أكان هذا الإهمال من د. توفيق يستوجب اتهامه بالانتساب إلى مافيا سلخ جهود العلماء؟
قد تكون هناك أسباب للدكتور توفيق حالت دون متابعة تحقيق ما أنجزه د. الضامن، ربما تكون ظروف سفر د. توفيق إلى القاهرة حالت دون استحضار تحقيق د. الضامن، أو أنه لم يجد فيه ما يستدعي الاهتمام به.
تاسعا: ثقافة المحقق وموضوع التحقيق
من المستحب لدى فقهاء التحقيق أن تكون في المخزون الثقافي للمحقق علاقة بما يريد تحقيقه؛ أن يكون ملما بمجال النص المحقق، مطلعا على مصادره، ضابطا لمصطلحاته. ومن المعلوم أن د. توفيق شيخ من شيوخ القراءة، وممن تُشدُّ إليهم الرحال من أجل الإقراء. وجهوده شاهدة على ذلك.
وثقافة د. توفيق واضحة للعيان من خلال تعليقاته الدالة على خبرته الواسعة بالموضوع.
¥