- المسابقة تقام كل ثلاث سنوات على المستوى الدولي، وفي خطوط عديدة ويعطى المتسابقون في كل خط من الخطوط نصوصا واحدة وحجم الورق ومساحة القلم موحدة على مستوى كافة الخطاطين، ومن نظامها أيضا أنه لا يحق للمتسابق أن يشارك في أكثر من ثلاثة خطوط.
أي الخطوط العربية تجد يدك أطوع في كتابتها بإجادة أكبر؟
- الحمد لله فأنا أجيد كتابة أغلب أنواع الخط العربي لكن تركيزي انصب على خطوط الثلث والنسخ والتعليق، حيث يلزم كل خطاط أن يكون متخصصا في بعض الخطوط، لأن التخصص يعطي الخطاط مساحة أكبر من الإبداع وإبراز جماليات الخط بصورة أكثر تميزا.
متى نشأت الرغبة لديكم في كتابة المصحف؟
- الرغبة في كتابة المصحف قديمة جدا، حيث كنت أتوق إلى كتابة المصحف الشريف منذ بواكير حياتي، وتعمقت الرغبة في نفسي عقب فوزي في مسابقة اسطنبول للمرة الأولى، وكتبت بعض الأجزاء من القرآن الكريم لكني لم أتم القرآن ولم تر تلك الكتابات النور، حتى جاءت مسابقة كتابة مصحف قطر، حيث أكملت كتابة المصحف مرتين وأصبح هناك تكليف والتزام بكتابته على أفضل وجه ولله الحمد.
تجربة كتابة مصحف قطر تميزت عن غيرها من التجارب .. كيف ذلك؟
- المسابقة تجربة فريدة من نوعها وغير مسبوقة تاريخيا وهي تجربة جديرة بالاحترام والتقدير كونها المرة الأولى التي يتم فيها طرح مشروع بهذا الحجم عبر مسابقة عالمية إذ جرت العادة عند كتابة المصحف أن يكلف خطاط معين من قبل مؤسسة معينة أو رئيس أو أمير مثلا ليقوم بكتابة المصحف، لكن في هذه التجربة هناك فتح لآفاق الإبداع على المستوى العالمي من خلال تعدد المشاركين وتنوع المدارس التي قدموا منها، وقد شارك فيها 120 خطاطا جميعهم لهم خبرة وباع كبير في الخط العربي فضلا عن تجاربهم في خط القرآن الكريم، وهذا الأمر أعطى المسابقة مصداقية أكبر وأتاح فرصة بل فرصا واسعة للاختيار من بين الخطاطين.
حسب ما ذكر الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو وجهت الدعوات ل 20 خطاطا وتلقت اللجنة مساهمات من 100 خطاط آخرين .. هل كنت ممن وجهت لهم الدعوة أم من الذين تقدموا بمساهماتهم من تلقاء أنفسهم بعد أن سمعوا بالإعلان عن المسابقة؟
- لكوني فائزا بجوائز عالمية في مجال الخط العربي فقد كنت ضمن العشرين خطاطا الذين وجهت لهم الدعوة عن طريق مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي باسطنبول الذي أشرف على تنظيم المسابقة منذ بدايتها حتى نهايتهابإعلانه النتيجة النهائية مؤخرا، مع العلم أن الخطاطين العشرين الذين وجهت لهم الدعوة جميعهم من الخطاطين العالميين والفائزين بمراكز متقدمة في المسابقات الدولية في فن الخط العربي، خاصة في خط النسخ، وكذلك فإن بقية المشاركين في المسابقة والبالغ عددهم 120 خطاطا هم من المتميزين في هذا المجال.
هل كنت تتوقع الفوز بالمركز الأول بعد كل هذه التصفيات والمراحل؟
- ثقتي بالله كانت كبيرة، ولخبرتي الطويلة في مجال خط القرآن الكريم كان الأمل لديّ يزداد يوما بعد يوم كلما قرب موعد إعلان نتيجة التحكيم، وقد كان الفوز بالمركز الأول هو الراجح لديّ وإن لم يكن مضمونا.
هل كان لك اطلاع على طريقة واسلوب الخطاط صباح الأربيلي خاصة بعد أن تم التعاقد معكما من قبل وزارة الأوقاف على كتابة المصحف في مرحلة التحكيم قبل النهائية، خاصة أنكما تم اختياركما من بين سبعة خطاطين بعد فحص وتدقيق شديدين لنماذج من كتاباتكما؟
- لا، لم يكن لي أي اطلاع على ما يكتبه الأخ صباح الأربيلي ولا طريقته في الكتابة، بل كنا معزولين تماما عن بعضنا البعض.
كم استغرقت كتابة المصحف في المرحلة النهائية من وقت؟
- أخذت عملية الكتابة وقتا طويلا نسبيا، حيث كان الاتفاق في التعاقد الأول أن أكتب أنا في سوريا ويكتب صباح من لندن ونرسل ما نكتبه للجنة التصحيح والمراجعة في الدوحة لتقوم هي بالمراجعة ولكن هذا العمل كان يستغرق وقتا طويلا جدا في البريد، فعرض الإخوان عليّ الإقامة في الدوحة ولبينا هذا العرض مما ساهم في تسريع إنجاز العمل، حيث كتبت المصحف مرتين خلال ثلاث سنوات، شاركت بالنسخة النهائية في التحكيم النهائي الذي تم إعلان النتيجة على أساسه.
هل النسخة الأولى تختلف عن النسخة النهائية من ناحية الجودة والإتقان؟
¥