- هي لاتختلف عنها في شيء، لكني حرصت على أن يكون الخط فيها شديد الوضوح والبساطة، راعيت في النسخة النهائية الجانب الجمالي بصورة أكبر عما في النسخة الأولى، فجاءت بسيطة وجميلة في آن معا.
كم ساعة كنت تستغرقها في الكتابة يوميا؟
- على مدى ثلاث سنوات كان جل وقتي مكرسا للكتابة وأذكر أنني كنت في معظم الأيام استغرق في الكتابة حوالي 16 ساعة في اليوم الواحد أي أن غالبية يومي كانت مكرسة لكتابة المصحف.
كم مرة كنت تكتب الصفحة الواحدة حتى تستقر على الشكل النهائي؟
- بداية أنا أدرس الصفحة قبل أن أبدأ الكتابة فيها، أدرسها من كافة الجوانب، كمساحة بيضاء أمامي، مطلوب مني أن أوزع عليها مادة مكتوبة بشكل متناسق، فأدرس الصفحة على المصحف نفسه بقلم رصاص وأحيانا أنقل كلمة من السطر الأعلى إلى الأسفل لتوزيع الكثافة على الصفحة الواحدة، حيث المطلوب منا أن يتم توزيع الكثافة ضمن الصفحة الواحدة، وبعد أن أستقر على الشكل النهائي اقوم بعمل مسودة للصفحة بشكلها الطبيعي، ثم أبدأ في تبييضها بالشكل النهائي وبعد ذلك تأتي مرحلة وضع التشكيل، وبعض الرتوش، وهذه العملية التي اقوم بها تغنيني عن إعادة كتابة الصفحة لأني ولله الحمد أعمل وفق خطوات محسوبة بدقة من البداية، وكانت الدقة في توزيع كثافة الصفحة بصورة متوازنة من الأمور التي رجحت نسختي في التحكيم النهائي حسب قرار هيئة التحكيم، وإن كانت لديّ ولله الحمد مهارة الكتابة بصورة تلقائية دون مسودة، لكن قد تختلف الكثافة من سطر إلى آخر.
كيف رأيت شروط المسابقة التي بلغت 40 بندا، خاصة في جانب فنيات الكتابة؟
- لقد كانت شروطا متشددة كثيرا في الجانب الفني في عملية الكتابة، ولنأخذ مثالا واحدا وهو بدايات ونهايات الآيات في الصفحة الواحدة، فقد كان من الشروط ألا تنتهي الآية إلا بسطرها، ولذا فلن تجد في هذا المصحف بعد أن يطبع بإذن الله تعالى نهاية آية في بداية السطر التالي، وهذه أعتبرها من مميزات مصحف قطر وهو أمر غير موجود إلا في هذا المصحف.
كم كان التركيز على العنصر الجمالي يأخذ من مجمل العمل في كتابة المصحف؟
- مشاركاتنا في المسابقات الدولية المتعددة أكسبتنا قابلية واستعدادا دائمين للكتابة وفق أسس وقواعد معينة، وقد نهضت مسابقة اسطنبول بفن الخط نهضة كبيرة، وعندما جاءت مسابقة قطر لكتابة المصحف كان المستوى جاهزا وعاليا في كافة جوانبه خاصة الجمالية حيث إن فن الخط في الأساس تعبير جمالي يبرز المادة المكتوبة بصورة جميلة تثبت في العين وترسخ فيها، ونحن كخطاطين نتمرن على الكتابة بشكل يومي كما يتمرن الرياضي على ما يجيد من فنون مهارية، ودائما ما ظللت الساعات أمرن يدي على الكتابة حتى تظل على ليونتها ومطاوعتها لي في تشكيل الحروف، وهنا يحضرني قول أحد كبار خطاطي المصاحف: " لو عرضت عليّ خطوطي خلال أسبوع فإني استطيع تمييز خط يوم السبت عن بقية الخطوط " وعندما سئل عن السبب قال إنني أستريح يوم الجمعة فيكون خطي يوم السبت أقل أيام الأسبوع مرونة.
ما السبب وراء اختيار الكتابة بخط النسخ دون غيره من الخطوط؟
- في السابق كان المصحف يكتب بعدة خطوط، لكن في العقود الأخيرة فقد تم التركيز على خط النسخ حيث إن خط النسخ يعتبر من الخطوط السهلة والواضحة القراءة ويقبل الحركات فوق الحروف تماما عكس المحقق أو الريحاني ففيها صعوبة بالقراءة والتشكيل.
رحلة الخطاط عبيدة البنكي مع الخط العربي عامة وكتابة المصاحف خاصة مليئة بالأفكار والرؤى عن الخطاطين والخطوط، فمن ممن خطوا مصاحف ما زالت متداولة رسخ خطه في ذاكرة عبيدة البنكي؟
- المصحف الأشهر بالنسبة لي مصحف الحافظ عثمان وهو من أفضل من كتبوا مصاحف بخط النسخ، وأيضا مصحف الحافظ محمد أمين رشدي وهو من طبع وزارة الأوقاف العراقية وقد طبع في ألمانيا وأنا أعتبر هذين المصحفين من أفضل المصاحف المتداولة في الوطن العربي، وهناك الكثير من المصاحف المخطوطة التي لم تر النور لقراءتها وقد تكون غير ملائمة للأساليب الطباعية الحديثة، وهناك ايضا مصاحف مطبوعة ونالت الكثير من الشهرة، ففي مصر مصحف مصطفى نظيف الشهير بـ "قد رغه لي"، وهناك مصحف محمد سعيد حداد، وفي سوريا مصحف عثمان طه قبل أن يطبع بالمدينة المنورة كان معروفا على أنه مصحف الشام، وأنا أعتبر مصحف محمد أمين
¥