تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال منا رجل بيتا نقل:

يبدل هاء خالصا ويقبل" ()

يثبت لا ولا بقول رجل

عن الرواية فإنه يرد

بها عن الداني "ذي الدارية

فقل له: ما صح ما قد نسبا

لا تنس في الهمزة ما قد قالا

وإن فرضنا أنه بالها قرا

فما رأيناه له مجاوزا

وننحن ننكر وجود سند

فالمدعي له بذي الها سندا

لا يثتب القرءان إلا بسند

وهكذا إلى النبي الأمي

صلى عليه ربنا وسلما

فالسند المقطوع لا يحتج به

فبان من ذا ضعف ما كان استند

وبين بين بالتواتر وصف

ببين بين قرأ البصري

كذا أبو جعفر واليزيدي ثم

وقل لمن عجز عن تحقيق

فإنه ورد عن قراء

ونجل عامر ومنهم خلف

ومعهم الأعمش أيضا والحسن

وألف الإدخال للشامي قد

ومن على التحقيق كان استندا

فسند التحقيق كالتسهيل

إياك أن تقرأ إلا بالذي

فمن بتسهيل أو التحقيق

ومن يكن بهذه الهاء قرا

لعدم الدليل والعاقل لا

وإن ترد حكم القراءة بها

فالعالم النوري بدر العلما

وصاحب "الكفاف" في بيتين

"من جغل الهمزة هاء خالصا

كما به النوري شيخ المقرئين

والعلما أكثرهم ذي الها منع

فقل لذي الهاء إذا ما علما

ويأخذ الذي رءاه اتفقا

ممتثلا "دع ما يريبك إلى

وفقنا الله لترك ما نهى

بجاه أحمد عليه الله

والحمد لله في الإنتهاء له من الإبدال فاجعله هبا

من ذكره التسهيل لا إلابدالا

وأنه قد كان عنه صدرا

فما رواه قطع المفاوزا

بالهاء للداني بلا تردد

يأتي على الذي ادعى بشهدا

متصل عن عدد جم –ورد

ذكر ذا جميع أهل العلم

وءاله ومن لدينه انتمى

قد قال ذاك كل عالم نبه

ذو الها له لقطع ذلك السند

سندها في ذاك عنهم ما اختلف

ونافع الإمام والمكي

نجل محيصن إليهم يضم

لبين بين مل إلى التحقيق

هم عاصم حمزة والكسائي

كذاك يعقوب له ذا يعرف

ومن قفا ذا الرهط جاء بحسن

أتى مع التحقيق ذا به انفرد

فليس يحتاج لشيخ في الأدا

فيما له من قوة الدليل

صح عن القرا وغيره انبذ

قرأ ما حاد عن الطريق

فإنه بمهمه تحيرا

يسلك إلا منهجا مذللا

فاسمع كلام العلما وانتبها

قراءة القرآن بالها حرما ()

نظم ذا فقال دون مين:

لحن لحنا مستبينا وعصى

صرح في "إرشاده للقارئين ()

ومثل هذا في "النجوم" قد وقع ()

بمنعها يترك ما قد حرما

على جواز أخذه من سبقا

آخره، وهو حديث اعتلى

عنه ولاجتنابنا ما اشتبها

صلى وسلم ومن تلاه

كما له الحمد في الإبتداء

قد تم ذا الجمع بطا وضاد عدد أسما خالق العباد ()

وقد وفقت على أرجوزة شنقيطية ثالثة للشيخ المسمى عال بن أف سماها "التنبيه للمنحرف في 79 بيتا جمع فيها عدة مباحث منها 15 بيتا لهذه القضية وناقشها بنحو مما تقدم في الأرجوزتين السالفتين ومما جاء فيها:

يقول راجيا بلوغ الأمل من العلي علي وعفو الزلل

ثم قال بعد أبيات:

تسهيل همز بينه تلتمس

فقيل يسمع صويت الهاء

ولم يك الصويت محض الهاء

بخالص الهاء ابن حاج قاض

لقوله في بيته بالهاء

دليل ذاك أنه قد نصرا

فكيف نظمه لما يخالف

واحتج بعض بوجود الأرب

ورده الشسخ الشهير المقسط

فبان من ذا أن هاء خالصا

وصحة التسهيل بين بينا

وأيضا الإبدال عند الراوي

لذا كآنتم على احتمال

وإنما التسهيل عند القوم

فبان أن الهاء مع عدمه ومن حروف المد ما يجانس

وقيل لا، وذابه أدائي

كما رويناه عن القراء

وقد نماه لابن قاض راض

فحذفه المضاف فيه جاء

قبيل بيته لما تسطرا

لنثره فع ولا تخالف

نظما ونثرا في كلام العرب

بعدم الرواية اللت شرطوا

ليس بخالص القويل القالصا

أي بينه وبين ما ذكرنا

إبدالها محضا كيا أو واو

عبر في "الدرر" بالإبدال

أن تمزج المد بغير لوم

مخالف للاصطلاح فأدره ()

تلك صورة عن مواقف قراء الصحراء المغربية وما وراءها ممن حافظوا على صحة الأداء ووقفوا موقف الرفض والإباء من كل طارئ يطرأ على التلاوة في صفائها وسلامتها من الهجنة والفساد، ولعل القارئ الكريم يلاحظ أننا قد أفضنا في عرض وقائع هذه القضية، وقد فعلنا ذلك قصدا لبيان مواقف علماء المدرسة المغربية الأصلاء من كل تهاون أراد أن يتسلل إلى ساحة الإقراء تحت ستار "ما جرى به العمل" "احتياطا منهم لكتاب الله أن يؤدي بالأساليب الأدائية الهجينة، ورعاية لما أفنى فيه سلف هذه الأمة في هذا الجناح الغربي من العالم الإسلامي الأعمار، وبذلوا في تحصيله وتأصيله النفوس على توالي الأعصار، حتى وصل إلينا محررا مهذبا مصفى من كل شائبة وقذى.

ولينظر القارئ المتهاون في هذا ومثله مع من يضع نفسه في آخر المطاف حينما يأخذ في كل موضع أبان علماء هذا الشأن وهنه وضعفه أو سقوطه وبطلانه، بما يراه هو ومن لف لفه من المتهاونين تعللا بما عليه العمل مرة، وإدعاء لذهاب التحقيق في هذا الشأن كما قالوا في شأن النطق بالإمالة كما سيأتي، وإخلادا منهم إلى الأرض وركونا إلى الكسل الذي أدى في النهاية إلى هجران علم التجويد كله جملة وتفصيلا، وهو علم أصيل انبثق من مشكاة النبوة وتتابع عليه السلف والخلف في قراءتهم لكتاب الله يقيمون بقواعده وأصوله ميزان تلاوته على حد قول صاحب الخاقانية في قصيدته:

"زن الحرف لا تخرجه عن حد وزنه فوزن حروف الذكر من أفضل البر"

))) انتهي من رسالة دكتوراة لفضيلة الدكتور حميتو

والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير