تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تلك أرجوزة الولاتي، وقد ناقش فيها القضية من جميع جوانبها، إلا أننا نلاحظ أنه سلم ولو جدلا بوجود الرواية في هذا عن الداني، كما لم يرفض القضية من أساسها، ولكن رفض منها القول بإخلاص الهاء في التسهيل، وقبل قبولا مبدئيا نوعا من المقاربة لذلك، وذلك عندما حاول الجمع بين ما قاله ابن القاضي نثرا في "الفجر الساطع" كما قدمنا- وبين ماقاله نظما في بيتيه اللذين ذكر فيهما المذاهب الثلاثة، ولذلك تأول قوله "فقيل بالهاء" على أن فيه حذف المضاف، لأنه أراد "صويت الهاء" لا الهاء الخالصة، لان القول بالهاء الخالصة معناه البدل الكامل وهو مخالف لرسم المصحف ولا سند له في الرواية عن أحد من الأئمة المعتبرين.

وهذه أرجوزة أخرى من عطاء هذه المعركة للشيخ عبد الله بن داداه الشنقيطي وتشتمل على نسعة وتسعين بيتا:

يقول عبد الله نجل سيدي

باسم الإله وله الحمد على

صلى على رسله وسلما

وبعد ذا فمقصدي أن أذكرا

وهو الذي من "بين بين" أبدلا

فلا ترى رواية بالهاء

سيان من قد صح ما كان روى

والكتب توجد من ادعاها

والحرف جاز فيه أن يذكرا

وحيثما القراء كانوا أطلقوا

لأنهم هم الذين ألفا

هم نافع عاصم والمكي محمد بن الداه وهو المبتدي

نعمه التي بهاتفضلا

وأحمد، وكل شخص أسلما

إبطال هاء في البلاد اشتهرا

وحجة الإبطال وجهها جلا

مسندة لأحد القراء

وضده هذان في ذاك سوا

فلياتنا بها لكي نراها

وأن يؤنت كما عنهم يرى

الأربعة عشر هم فحققوا

ما قد رووه ففشا وعرفا

وحمزة الكسائي والبصري

ونجل عامر ويعقوب خلف

والأعمش اليزيدي ثم الحسن

فما إلى السبعة كان أسندا

وصح ما إلى الثلاثة نسب

وما للأربعة كان قد روي

وما عن السبعة ذا الهاء ورد

وما أتى عن هؤلاء الأربعة

فما بذي الها أتحف "الإتحاف"

والشاطبي ما في "القصيدة" روى

كذاك شراح "القصيدة"فما

والجزري في "نشره" لم يات به

وما "بغيث النفع" ذا الها جاء

إن قال ذو الها قد روى ابن القاضي

وقد عزا ما قاله للداني

فقل له: الداني ما إن ذكرا

همزة بين بين أنها قربت

فكان فيها حالة الأداء

وذلك الضعف هو التسهيل

والوصف غير الصوت والداني ما

وطالب ما قد نقلت عنه في

فمن عزا ذي الها له ما فهما

فهمز بين بين هاء أبدلا

وكون هذا الهمز ليس يشكل

إذ كل همزة بواو أبدلت

فما لها إذ أبدلت بالهاء لا كذا أبو جعفر معهم ائتلف

ومعهم من أبه محيصن ()

فإنه تواترا قد –وردا

أو هو ذو تواتر وذا انتخب

فما رآه العلماء كالقوي

ولم يكن إلى الثلاثة استند

فما إليهم أحد قد رفعه

() وقد أتى بما لهم يضاف

ذا الها لهم، وهو المقارئ حوى

رووا لهم ذا الها كما قد علما

عنهم ولا في غيره من كتبه ()

عنهم فمن عنهم روى ذا الهاء

ذا الها وما قد قال فهو ماض

وهو بالقرآن ذو عرفان

إبدال ذي الهمزة لكن فسرا

من مخرج الهاء لذاك ضعفت

ضعف وذاك صفة للهاء

لا أنه يعنى به التبديل

ذكر صوت الهاء فيما رسما

تيسيره يجده غير خفي

مراده بذكرها فوهما

ومقصد الداني أن تسهلا

وهو قد أبدل هاء يشكل

أو يا فشكلها لديهم ثبت

تشكل عند من لها قد أبدلا

والحرف إن كمل في صفاته

وإن يكن منع بعض وصفه

لا المدغم الناقص شرح "المورد"

فبين بين عندهم ما شكلت

قلت انحذاف شكلها دل على

إذ نافع وصحبه ما أشكلوا

وقد عزا ذو "الدرر اللوامع"

لقوله لا تك ذا نسيان

وما روى في نظمه إلا بدالا

"فنافع سهل أخرى الهمزتين

ثم إذا اختلفتا وانفتحت

إن قال ذو الها عندنا دليل

"لهنك" الوارد في شعر نرى

لأنه قد صح جعل الهاء

عن عربي والقرآن عربي

فقل له: ما قلت ليس حجة

أبدلت همزا من كلام البر

فلا يصح أخذ ما قد سبقا

مثال ذا أخذ كلام الوارث

فإن يقل ذو الها جرى بها العمل

وما به العمل ذا المسهل

فقل له القرآن لا بالعمل

لأنما العمل إن كان انفرد

فإن يقل ذو الها لنا رواية فشكله مقترن بذاته

فشكله عنه حر بحذفه

لنجل عاشر لذا انظر تجد

لكونها صفتها ما استكملت

طرو الإبدال الذي قد أشكلا

لأنهم ذا الهمز ها ما أبدلوا

تأليفه للداني ثم نافع

سلكت في ذاك طريق الداني

للهمز بالهاء ولكن قالا:

بكلمة، فهي بذاك بين بين

أولا هما فإن الأخرى سهلت" ()

لهائه قد وضح السبيل

فيه دليلا للذي بالها قرا ()

في موضع الهمز بلا خفاء

فمن قراه بلغاهم يصب

لكن به حدت عن المحجة

هاء لأن جا مثل ذا في شعر

عندهم من الذي قد لحقا

وهو قديم من كلام حادث

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير