تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4 ـ التعريف يخالف ما أثبت بالمصحف: جاء بالصفحة "أ" من التعريف الملحق بآخر المصحف ما يلي: " ... وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني، وأبو داود سليمان بن نجاح، مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبا"، ولكن واقع المصحف يدل على غير ذلك، فقد أثبت بالمصحف الكثير مما هو من اختيار الداني، وذلك في أمور منها:

أولا: الثابت والمحذوف: مما خالف فيه أبو داود الإمام الداني: الثابت والمحذوف من الحروف، وذلك في العديد من الكلمات، ومنها:

1 ـ إسرائيل كلمة إسرائيل مما اختلف فيه الداني مع ابن نجاح فابن نجاح يقول بأنها تكتب بالمحذوف وأما الداني فيقول بأنها تكتب بالثابت.

قال الخراز:

ونحو إبراهيم مع إسرائيل ثمت هارون، وفي إسرائيل

ثبت على المشهور لما سلبا من صورة الهمز به إذ كتبا

قال شارحه المارغيني: "ثم أخبر عن الشيخين بالخلاف في حذف إسرائيل، وأن المشهور ثبته" ثم قال: وما ذكره الناظم من تشهير الإثبات في إسرائيل خاص بأبي عمرو، وأما أبو داود فاختار فيه الحذف؛ بل اقتصر عليه في إسرائيل من قوله تعالى: (ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل) [البقرة: 246] والعمل عندنا على إثبات الألف في إسرائيل حيث وقع.

وقال الضباع في سمير الطالبين: "إسرائيل و هاروت وماروت و قارون" اختلفت المصاحف فيهن: واختار أبو داود الحذف، وشهر الداني الإثبات".

قلت: وهو المثبت بالمصحف.

2 و 3 ـ هاروت وماروت: من الكلمات التي اختلف في حال ألفها الإمامان: الداني وأبو داود هل هي بالثابت أم بالمحذوف؟ كلمة: هاروت وماروت فاختار أبو داود الحذف، واختار الداني الإثبات. قال الضباع في سمير الطالبين: "إسرائيل و هاروت وماروت و قارون" اختلفت المصاحف فيهن واختار أبو داود الحذف، وشهر الداني الإثبات".

قلت: وهو المثبت بالمصحف.

4 ـ قارون كلمة كاتب من الكلمات التي اختلف في حال ألفها الإمامان: الداني وأبو داود هل هي بالثابت أم بالمحذوف؟ فاختار أبو داود الحذف، واختار الداني الإثبات، قال الضباع في سمير الطالبين: "إسرائيل و هاروت وماروت و قارون" اختلفت المصاحف فيهن: واختار أبو داود الحذف، وشهر الداني الإثبات".

قلت: وهو المثبت بالمصحف.

والأمثلة كثيرة، وقد تبين لي من خلال ما أشرت إليه أن ما جاء بالتعريف لا ينطبق على ما أثبت بالمصحف، خاصة وأن هذا الكلام بحرفه قد أثبت في مصحفي حفص والدوري، ومخالفتهما في اختيارات الضبط لمصحف ورش وقالون لا تخفى على أحد. ويبدو ـ والله أعلم ـ أن اللجنة قلدت مصحف الجزائر الذي كتبه شريفي والذي بدوره نقل التعريف الذي كتبه الشيخ عامر السيد عثمان بمصر لمصحف حفص كما هو إلا في مواطن محدودة، فوقع فيما وقع فيه، حتى أنه مثل ـ أي: الدكتور شريفي ـ لإظهار التنوين بقوله: شرابا إلا حميما. وهذا يضرب رواية ورش في أصلها. فيبدو والله أعلم أن اللجنة بمجمع المدينة قلدته ولم تنتبه إلى ذلك، والأجر ثابت لكل مجتهد.

5 ـ محل علامة الوقف: لم تستقر اللجنة في الوقف على منهج معين فالطبعة الأولى الأوقاف فيها تخالف أوقاف الطبعة الثانية "الأخيرة" اختلافا بينا وقد ظننت أول الأمر أنهم اتبعوا الأوقاف الهبطية وبعد التتبع وجدتهم لم يلتزموا بأي منهج. ولا أدري ما سبب ذلك، ودون أن يبينوا حتى يكون القارئ على بصيرة!!

وكذلك من حيث محل وضع علامة الوقف فإنهم لم يستقروا فيه على حالة واحدة، والذي أراه أن توضع علامة الوقف فوق الحرف الذي يوقف عليه ولا توضع فوق غيره من حروف الكلمة، وهذا يقع في الكلمات المنتهية بواو الجمع فإن البعض يضعها "علامة الوقف" فوق الألف "ألف الفرق" والذي أراه أن تكون فوق الواو؛ لأن هذه الألف لا ينطق بها لا في الوصل ولا في الوقف.

ومن أمثلة ما ذكرته قوله ـ تعالى ـ: قل ـ امنوا أو لا تومنوا الإسراء: 107 حيث وضعت علامة الوقف فوق الألف.

ـ كذلك الكلمات المنتهية باللام ألف كما في كلمة:

ـ كلا هذه الكلمة لم يلتزموا فيها حالة واحدة سواء في وضع الوقف عليها، أو في محله، فمثلا: في الفجر: 19 وضع فوق الألف. وفي المؤمنون: 101 والشعراء: 14 والمعارج: 15 وضع فوق اللام. وكذا رسلا: المائدة: 72 حيث وضعت علامة الوقف فوق اللام، والمقام يوجب وضعها فوق الألف التي يوقف عليها.

وهذه الملاحظة كثيرة

6 ـ محل الهمزة المكسورة المرسومة أسفل الياء: كثيرا ما تكون الهمزة مع النقطتين بعيدة عن السن بين سن الياء والحرف الذي يليها، وقد وقع هذا في العديد من الكلمات، مثل الملئكة وأوليك ولئن و ... ومنها:

ـ مطمئنة النحل: 112 و بصائر المرسومة بالحذف الجاثية: 19

مصحف قالون طبعة المجمع

بالنسبة للملاحظات السابقة يشترك فيها مصحف قالون مع مصحف ورش؛ لأن مصحف ورش أصل لمصح قالون، وقد تصفحت مصحف قالون فوجدت جل الملاحظات التي بورش هي بقالون، وزاد مصحف قالون على مصحف ورش ما يلي:

ـ رسم كلمة اللائي الدالة على جمع النسوة: هذه الكلمة اتفقت المصاحف على رسمها بالحروف التالية: الألف ثم اللام ثم الياء أي ياء واحدة.

والياء المتطرفة الراجعة تكتب عند المغاربة بزيادة سن بآخرها، كما تكتب بدون سن، والذي مشى عليه كاتب المصحف هو الشكل الأخير، وعند تحويل المصحف من ورش إلى قالون كتبت كلمة بزيادة سن وضعت تحتها الهمزة ثم بعدها الياء الراجعة، وفي هذا الرسم مأخذان:

الأول: أنه بهذا الرسم تكون الكلمة رسمت بياءين وهي باتفاق بياء واحدة.

الثاني: أن الكلمة بهذا الرسم تقرأ بمد الهمزة، وهذا مخالف للرواية!!

وأما ما يخص مصحف دار المعرفة الذي أشار إليه الإخوة فسأوافيكم بما لدي عن هذا المصحف من جميع جوانبه، وهو بحق بحاجة إلى توضيح حاله. والله الهادي إلى سواء السبيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم أبو عبد التواب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير