تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم إننا إن اتبعنا ما ذكره فسوف يوجه إلينا النقد بأننا قد خالفنا المعمول به، والاختيارات المعمول بها لدى أهل شنقيط ليست هي المعمول بها بتونس، ومراكش منذ عهد بعيد أيضا

أعود فأقول: مصحف ورش طبعة مجمع المدينة من أحسن المصاحف، وللأسف أن هذا المصحف طبعته دار الفكر بلبان ودار المعرفة بالرباط حيث قاموا بترتيبه على ما يسمى بحفاظ فجعلوا الصفحة تبتدئ برأس الآية وتنتهي بنهاية الآية. وأثناء هذا العمل وقعوا في طامات عدة، حيث سقطت منهم بعض الحروف والحركات ووقع بعض منها في غير محله، إضافة إلى تشويه حروفه الناتج عن التمطيط للحروف والكلمات ليتسنى لهم إنهاء تنسيق الأسطر والصفحات، ثم زادوه على ما سبق أنهم لونوا كلمات الرب وهو والله ولم يتحكموا فيها فلونوا ما لا يجوز تلوينه، بل لونوا بعض الحروف من الكلمة وتركوا البعض الآخر بالأسود، ثم أثناء الطباعة لم يتحكموا في الأفلام فجاءت الكلمات الملونة متداخلة مع التي لم تلون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ولي على المصحف الأصل "مصحف المجمع" ملاحظات هي:

1 ـ في كتابة اللام ألف الموصولة بما قبلها: هذا الحرف مركب من حرفين هما: الألف، واللام. وقد اختلف أهل العلم قديما في أي الجزئين هو الألف وأيهما اللام؟ والذي رجحه الإمام الداني وسار عليه أهل الأندلس، والمغرب العربي خاصة وإفريقية عامة أن الموالي للحرف السابق له هو الألف، وبناء عليه قام الخطاط بوصل الحرف السابق مباشرة بالحرف الموالي له، ولم ينتبه إلى أن ذلك الحرف هو الألف، والمقام يوجب أن يوصل باللام وليس بالألف؛ فمثلا:

ـ كلا و فلا و فضلا و فقاتلا وغيرها من الكلمات وهي كثيرة جدا جدا كتبها الخطاط بوصل الحرف السابق لـ اللام ألف بالألف وليس بالام والمقام يوجب أن يكون الوصل باللام لا بالألف.

ولو قرأ القارئ الكلمة على ما هي عليه كان عليه أن يقرأ ها كما يلي: فَالَ، وذلك لأن الذي جاء بعد الفاء الألف وليس اللام.

وهذه الملاحظة وقفت في هذه الأيام على طبعة جديدة من المصحف فوجدتها قد عدلت فجزاهم الله خير الجزاء، ولكن فاتهم تعديلها فيما يلي:

1 ـ كلمة: "بلاء" البقرة: 48 ص 7 فقد بقيت على حالها. وهي في المصحفين ورش وقالون.

2 ـ كلمة: "فلا" التوبة: 28 وهذه خاصة بمصحف ورش.

ـ في عنوان السورتين الطلاق والاخلاص وهذا بداخل الصفحة وبأعلاها، وكذلك فاتهم تعديلها بالفهرس الملحق بآخر المصحف.

وأقول ـ أيضا ـ إن القائم بالتعديل ليس بذاك، فقد جاءت الكلمة بعد التعديل غير جميلة، شوهت جمالية الحرف الذي كتب به المصحف، ويمكننا أن نجعلها على شكل أجمل بحيث لا يفرق بينها وبين الحروف الأصلية، حتى أن الخطاط لا يمكنه أن يفرق بينها وبين ما كتبه بيده.

2 ـ في كلمة اللآتي الدالة على جمع النسوة كتبت بالطبعة الأولى بحذف الألف وتعرية اللام من الشدة والفتحة، وهو الذي عليه العمل عند المغاربةفي المواطن العشر الواردة بها.

وفي الطبعة الأخيرة عدلت التي بسورة يوسف: 50 حيث كتبت بإلحاق الألف ووضع الشدة والفتحة على اللام!!!

ولا أدري ما السبب الذي جعل اللجنة تخص هذه بالتغيير دون باقي المواضع التسعة، فإن الحكم فيهن واحد!!!

3 ـ الإقلاب في التنوين المكسور: مما أرى أنه ينبغي تعديله شكل التنوين المكسور الذي حكمه الإقلاب، فقد كتبوه على هيئة واحدة.

ـ في الفتح انظر مثلا قوله: بعض الظالمين بعضا بما كانوا الأنعام: 130 وفي الكسر انظر قوله: بعذاب بيس الأعراف: 165 فنجده لا فرق بينهما، والذي أراه أن يفرق بينهما فالتنوين المنصوب في حالة الإقلاب يكون بموالاة الفتحة للحرف ثم حركة التنوين الذي حكمه الإقلاب "الميم" فوق الحركة.

وأما التنوين المكسور في حالة الإقلاب فإنه يكون بموالاة الكسرةة للحرف ثم حركة التنوين الذي حكمه الإقلاب "الميم" أسفل الحركة.

وقد جاء في المصاحف المطبوعة على ما هو عليه حال النصب أي: بوضع الميم الدالة على إقلاب التنوين فوق الكسرة، والمنهج يقتضي ما قلته. وهو الذي أثبته فيما كتبه من مصاحف والحمد لله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير