تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(4) استدل بعض الإخوة على هشاشة البحوث التي كُتِبَتْ في دراسة بعض ظواهر التجويد والقراءة، مستفيدة من معطيات علم الأصوات، بأن كاتبيها لم يستخدموا أجهزة مختبر الصوت، ويذكرون مثالاً على ذلك بما كَتَبْتُهُ في هذا المجال، أقول: إن هذه حجة ضعيفة، لأن كثيراً من نتائج الدراسات الصوتية الحديثة الآن متاحة للدارسين، وكثير منها يعد من الحقائق العلمية الثابتة التي يمكن للدارسين الإفادة منها وإن لم يتح لهم تجريبها في مختبرات الصوت. وإذا كان ذلك يعد نقصاً، فليس ترك الموضوع جملة وتفصيلاً هو الحل لذلك النقص، بل الموقف الصحيح أن تسعى الجامعات والمراكز المتخصصة إلى توفير تلك الأجهزة وجعلها في متناول يد الدارسين، وليس تناسي وجودها.

(5) أود أن أبين للإخوة المهتمين بهذا الموضوع والمتابعين لما أكتب أن قناعتي بفائدة علم الأصوات اللغوية لدارس التجويد ومتعلم القراءة تتعزز يوماً بعد يوم، فكلما تعمق الدارس في دراسة التراث الصوتي العربي، وأتقن القراءة وحصل الرواية، وكلما أبحر في ميدان علم الأصوات اللغوية اكتشف حقائق جديدة، وتأكد لديه أيضاً أن علماء التجويد المتقدمين قد سبقوا إلى تأصيل كثير من قواعد هذا العلم من خلال ملاحظتهم الذاتية، وأن ما جاء به علم الأصوات لا يلغي ما أنجزوه بل يعززه ويوضحه ويُقَوِّمُ جوانب القصور فيه، وييسر تعلم القراءة وإتقان تجويدها. وآمل أن أتمكن من مراجعة ما كتبت بالاعتماد على أجهزة مختبر الصوت، فإن لم أتمكن فإن ذلك لا يزعزع قناعتي بما كتبتُ، وآمل أن يواصل المسيرة ويكمل الشوط الباحثون الشباب الذين استكملوا مستلزمات البحث في هذا المجال من إتقان القراءة، والإلمام بعلم الأصوات، والقدرة على استخدام أجهزة مختبر الصوت، وحسبي أني حاولت بما أتيح لي من وسائل، فحققت عددا من كتب علم التجويد، وكتبت مجموعة أبحاث في علم التجويد، في إطار منهج يحرص على الإفادة من حقائق علم الأصوات، وختمت مسيرتي العلمية بالتأليف في اتجاهين: الأول يتمثل بإعادة كتابة علم الأصوات العربي من خلال الإفادة مما أنجزه علماء التجويد، والثاني إعادة كتابة علم التجويد من خلال الإفادة مما كتبه علماء الأصوات، والمحصلة النهائية المرجوة إزالة الفجوة بين العلمين، وهي ليست كبيرة، ومحو الجفوة بين الفريقين، والله أعلم، وهو يهدي إلى سواء السبيل.

15/ 12/1431هـ = 21/ 11/2010م

ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[21 Nov 2010, 04:08 م]ـ

الدكتور غانم قدوري الحمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فكل عام وأنتم بخير عميم

نشكركم على الرد السريع رغم انشغالكم، وتوضيح وجهة نظركم وثبات موقفكم من لدن مقابلتكم مع مجلة الفرقان إلى الآن - وأنا مشترك في هذه المجلة من سنين.

لا يوجد خلاف ومحل مناقشة من وجوب أخذ الفائدة الحلال من أي شخص، مسلم أو يهودي أو لاديني ....... والمتحاورون في هذا الملتقى على شيء من النضج يقيهم من هذا الجمود، وما يأتي من بعض الإخوة المشاركين من الإشارة إلى أنه علم اخترعه الكفرة فهفوات. وإلا فكلهم يستمع من كبار قراء مصر من أجهزة صنعها الكفرة.

إن لم تجلسوا إلى هذه الأجهزة فليس الذين جلسوا إليها بأشهر منكم -على الأقل في أوساط القراء والمهتمين بالتجويد-. وقد قرأت كامل مرفق الدكتور عبد الرحمن الشهري، ووجدت الفرق بين كتاباتكم وكتاباته هو الصور التوضيحية فقط. وكلاكما أسلوبه راق وعلمي جدا.

لكن يؤسفنا أن مداخلاتكم الأخيرة كلها تنصبُّ في قالب الموعظة وتوضيح أدبيات فن علم الأصوات وتفريعاته وتاريخه وأساطينه دون الإجابات المحددة على ما يستشكله المشاركون، وخاصة أن ما ذكرتموه هنا موجود في كتاباتكم، التي أكدنا لكم أننا قرأناها. ولا أعرف أحدا من المشتغلين بالتجويد لم يقرأ لكم أكثر من كتاب. ولا تثار الأسئلة - والتساؤلات أيضا- وتوجه إليكم شخصيا إلا لغلبة الظن أن علم ذلك عندكم أو مراجعة الموضوع والاجتهاد فيه متاح لكم أكثر من أي آخر نعرفه ويمكننا مخاطبته.

إن السائلين لم يكتبوا ليعارضوا - ونعيذهم بالله من الانتصار للذات - ولكن في غمرة الشعور بقوة المذهب وضعف المذهب الآخر قد يشوب أسلوبهم بعض تراكيب توحي بالعناد، والاستشاطة غضبا للذات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير