ووضع صه علامة للوقف
لمن يبسمل وغيره جلا
فتابعن سالكا هذا الأثر
والخير كله في الاتباع
به جرى الأخذ عن شيخنا الهمام
وجوده في "الهبطي" كاف يا فتى في آخر السور لذ بالعرف
حجته التمام عند النبلا
ولا عليك من مخالف شهر
والشر كله في الابتداع
سند عصره ابن إدريس الإمام ()
وهو قدوة لمن بعد أتى ()
وقد وازن صاحب "تقييد وقف القرآن الكريم" في بحثه لهذه المسألة بين المذهبين المتعارضين ورجح مذهب المانعين معبرا عن المذهب المانع بأنه "أصوب"، وذلك لأنه بنى "على كون أواخر السور محال" للسكت أو للوصل تبعا لرواية ورش جسبما الأخذ به بالمغرب من طريق يوسف الأزرق عنه، ولكون الذين يضعونها في ألواحهم لا يبسملون بالفعل في هذه السور، إذ لو اعتبرت أواخر السور عندهم محال للوقف لتعينت البسملة فيها، فما دمنا لا نبسمل تبعا للأزرق عن ورش، فلا ينبغي أن نضع هناك علامة للوقف بناء على أن أواخر السور محال للتمام" ().
ويمكن أن يحتج للمنع أيضا بالنظر إلى ما اعتاده القراء اليوم في التلاوة المغربية في الأداء والعرض من التزام الترجيع بين السور، فإنهم في هذا الصنيع يقدمون وجه السكت ويؤخرون وجه وصل السورة الأولى بالأخرى إلا في السور الأربع المعرفة بـ"الزهر" كما سيأتي، وحينئذ يتأخر في التلاوة وجه الوصل فلا يبقى مكان لوضع علامة الوقف لأنه يفوت عليهم الغرض الذي أرادوه من الجمع بين السكت والوصل في أداء واحد.
ولم أر من التفت إلى هذا الملحظ، وهو في نظري جدير بالاعتبار.
وقد حاول بعض المعاصرين ممن كتبوا في رواية ورش تسويغ عملية الترجيع هذه بكون غرضهم منها إثبات أن كلا منهما رواية، قال صاحب "المحجة": "وكذا جمع بعض الشيوخ بين السكت والوصل بين كل سورتين ـ في غير المواضع الأربعة ـ وكان هذا منهم ـ والله اعلم ـ إيذان بأن السكت رواية، والوصل رواية، وهو كذلك، إلا أن أحد الوجهين كاف" ثم قال:
"وعلى كل حال فقد جرى العمل عندنا بالمغرب بالجمع بين الوجهين وتقديم السكت وعطف الوصل عليه" ().)) ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[16 May 2008, 06:45 م]ـ
أشكر الشيخ الحسن ماديك على أن فتح لنا هذا الموضوع للنقاش فيه، وما ديدننا ولا هجيرانا إلا خدمة كتاب الله ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وأشكر الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق على نقله بحث شيخنا عبد الهادي حميتو في هذه المسألة، فقد أوضح وأبان ما حقه الإسفار، وكفانا معونة التنقل والأسفار، نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخيرات مغاليق للشرور والمنكرات، آمين.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[17 May 2008, 11:04 ص]ـ
غفر الله لك أبا المنذر وللإخوة الكرام
وأقول: سابقوا وتنافسوا في تدبر القرآن وتصحيح تلاوته
فهو الرافعة التي يرفع الله بها في الدنيا والآخرة
الحسن محمد ماديك