أقول: كلام الأزميري رحمه الله تعالى تحتاج إلى نظر لأنّ عبارة الداني في جامع البيان لا تدلّ على التوسط كما ذكرنا وإنّما اعتمد الأزميري على ظاهر النشر حيث لم يذكر ابن الجزري إلاّ التوسط والقصر للداني فالقصر من قراءته على أبي الحسن طاهر ابن غلبون والتوسط من قراءته على أبي الفتح وابن خاقان ولم يذكر وجه المدّ للداني على الإطلاق بل اقتصر في تقريب النشر على كتاب التيسير في عزو وجه التوسط فقال: "وبالتوسط قرأنا من طريق التيسير والتلخيص لابن بليمة والوجيز " انظر تقريب النشر ص95). ولم يذكر وجه الطول للداني، اللهمّ إلاّ إذا أثبت الأزميري وجه التوسط من جامع البيان على أساس قراءة الداني على ابن خاقان فهذا صحيح لاتفاق التيسير وجامع البيان في ذلك. وأمّا إثباته وجه التوسط على أساس قراءة الداني على أبي الفتح ففيه نظر.
وعلى ما سبق فإنّ وجه القصر في البدل فمن طريق التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون.
وأمّا وجه التوسط فمن طريق التيسير وجامع البيان ولكن من قراءة الداني على ابن خاقان وسببه قراءة الداني على ابن خاقان بالتوسط كما في التيسير وهو نفس الإسناد المذكور في جامع البيان.
وأمّا طول البدل فمن جامع البيان ولكن من قراءة الداني على أبي الفتح فحسب، لأنّه لم يقرأ عليه بقصر البدل ولا بتوسطه فلم يبق إلاّ وجه الطول.
الآن أعود إلى ذوات الياء إذ المعلوم أنّ وجه الفتح من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن طاهر ابن غلبون، وأمّا التقليل فقرأ به الداني على ابن خاقان وأبي الفتح كما صرّح بذلك في جامع البيان.
فيكون الفتح مع قصر البدل من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون
والتقليل مع التوسط والطول به قرأ الداني على ابن خاقان
والتقليل مع الطول وبه قرأ الداني على أبي الفتح
السؤال الآن وهو بيت القصيد:
فمن أين وجه الطول مع الفتح إذن؟ وقد علمنا أنّ الطول في البدل ثابت في جامع البيان وما قرأ الداني بالفتح على ابن خاقان وابي الفتح؟ وإنما قرأ بالفتح على أبي الحسن ابن غلبون وهو يختصّ بقصر البدل.
أرجوا من مشايخنا أن ينظروا في المسألة نظرة تأمّل لعلّي أجد ما يشفي علّتي.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 May 2008, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد يحيي هذا الموضوع فيه إشكال كبير وأحيلك إلي هذه الفقرة من كلام د/ حميتو ـ حفظه الله ـ وأعتقد أنه تناول الموضوع بطريقة تشفي الغليل.
قال حفظه الله:
2ـ أصله فيما مد للهمزة الواقعة قبل حرف المد واللين مثل قوله تعالى: "ويزداد الذين ءامنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمومنون .. ".
وهذا النوع من أنواع المد مما اختص به ورش من هذه الطريق، قال أبو عمرو في "التعريف":
"وتفرد ورش في رواية أبي يعقوب بزيادة التمكين قليلا لحروف المد واللين إذا تقدمتهن الهمزات، وسواء ظهرن محققات أو مخففات أو ألقى حركتهن على الساكن قبلهن أو أبدلهن، نحو "ءامنوا" و"ءامن" و"بايمان" و"إيمانا" و"لإيلاف قريش" و"إيلافهم" "ومستهزئون" و"هؤلاء ءالهة"، و"من السماء ءاية" وشبهه" ().
قال أبو جعفر بن الباذش: "وهذا مذهب لورش انفرد به في المد، روى المصريون عن ورش في المد أصلين تفرد بهما، ولم يتابعه أحد من القراء عليهما، أولهما: مد حرف المد واللين إذا تقدمته الهمزة في أول كلمة أو وسطها محققة كانت أو ملقى حركتها على ساكن قبلها أو مبدلة، في اسم كانت أو فعل أو حرف" ().
وأنكر أبو الحسن بن غلبون مد هذا الأصل لورش إنكارا شديدا كما نبه على ذلك الشاطبي رحمه الله في قوله:
وَمَا بَعْدَ هَمْزٍ ثَابِتٍ أَوْ مُغَيَّرٍ فَقَصْرٌ وَقَدْ يُرْوَى لِوَرْش مُطَوَّلاَ
172 - وَوَسَّطَهُ قَوْمٌ كَآمَنَ هؤُلاَءِ آلِهَةً آتى لِلْإِيمَانِ مُثِّلاَ
173 - سِوى يَاءِ إِسْرَاءيِلَ أَوْ بَعْدَ سَاكِنٍ صَحِيحٍ كَقُرْآنِ وَمَسْئُولاً اسْأَلاَ
174 - وَمَا بَعْدَ هَمْزِ لْوَصْلِ إيتِ وَبَعْضُهُمْ يُؤَاخِذُكُمُ آلانَ مُسْتَفْهِماً تَلاَ
175 - وَعَادً الْأُولى وَابْنُ غَلْبُونَ طَاهِرٌ بِقَصْرِ جَمِيعِ الْبَاب قَالَ وَقَوَّلاَ
¥