ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Jul 2008, 01:52 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
تحرير الراءات المضمومة:
اعلم أخي االحبيب أنّ أبا الحسن طاهر ابن غلبون عليه رحمة الله تعالى لم يرقق الراء لورش إلا إذا كانت مفتوحة بشروط مبسوطة في كتابه التذكرة ولم يتعرّض إلى المضمومة لا من قريب ولا من بعيد، وهذا يدلّ على أنّه يُفخّم الراء المضمومة لورش من عير خلاف.
قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: "فإن الأزرق عن ورش رققها في ذلك على اختلاف بين الرواة عنه، فروى بعضهم تفخيمها في ذلك ولم يجروها مجرى المفتوحة. وهذا مذهب أبي الحسن طاهر بن غلبون صاحب التذكرة وأبي طاهر إسماعيل بن خلف صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار صاحب المجتبى وغيرهم وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن "وروى" جمهورهم ترقيقها وهو الذي في التيسير والهادي والكافي والتلخيصين والهداية والتبصرة والتجريد والشاطبية وغيرها وبه قرأ الداني على شيخه الخاقاني وأبي الفتح ونقله عن عامة أهل الأداء من أصحاب ورش من المصريين والمغاربة. قال وروى ذلك منصوصاً أصحاب النخاس وابن هلال وابن داود وابن سيف وبكر بن سهل ومواس بن سهل عنهم عن أصحابهم عن ورش (قلت) والترقيق هو الأصح نصاً وروايةً وقياساً والله أعلم." (النشر 2/ 99،100)
قال الأزميري عليه رحمة الله تعالى: " قوله تعالى: أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل إلى قوله كافرون فيه للأزرق عشرة أوجه: الأوّل إلى الرابع قصر البدل مع الفتح {موسى} وترقيق الرائين من الشاطبية ومع تفخيم {كافرون} فقط من التذكرة في أحد الوجهين على ما وجدنا فيها من ترقيق {ساحران} ومع تفخيم {ساحران} وترقيق {كافرون} من تلخيص ابن بليمة ومع تفخيم {كافرون} من التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، والخامس والسادس التوسط مع الفتح وتفخيم {ساحران} وترقيق {كافرون} من تلخيص ابن بليمة ومع التقليل وترقيق الرائين من التيسير والشاطبية وبه قرأ الداني على أبي الفتح وابن خاقان، والسابع إلى العاشر الطول مع الفتح وترقيق الرائين من الشاطبية والكامل والكافي والهداية والتجريد والتبصرة ومع تفخيم {ساحران} وترقيق {كافرون} من طريق أبي مشعر ومع التقليل وترقيق الرائين من الشاطبية والكامل وبه قرأ الداني على أبي الفتح على قول ومع تفخيم {كافرون} فقط من العنوان والمجتبى " (بدائع البرهان ص144).
قال العلامة المتوليّ عليه رحمة الله تعالى: " اختُلف عن الأزرق في الراء المضمومة على ثلاث مذاهب: الأوّل: ترقيقها مطلقاً وهو مذهب الجمهور. الثاني: تفخيمها مطلقاً وهذا مذهب صاحب العنوان، والمجتبى، والتذكرة، وبه قرأ الداني على ابن غلبون. والثالث: ............ " (روض النضير ص258).
أقول: من خلاف ما نقلته من كلام الأئمّة والمحققين يظهر ما يلي:
أوّلاً: ورود وجه التفخيم في الراءات المضمومة من التذكرة من غير خلاف، وبه قرأ الداني على أبي الحسن كما هو في النشر والبدائع.
ثانياً: قراءة الداني بوجه الترقيق على ابن خاقان وأبي الفتح كما يظهر في النشر والبدائع.
ثالثاً: قول ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى "والترقيق هو الأصح نصاً وروايةً وقياساً والله أعلم." لا يدلّ على ضعف وجه التفخيم، فكون وجه الترقيق أصحّ في الأداء لا ينفي صحة وجه التفخيم، والدليل على ذلك إثبات ابن الجزري له من التذكرة وعدم تضعيفه، وثبوته عن أبي طاهر صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار صاحب المجتبى وغيرهم مما يجعل الخلاف معتبراً.
رابعاً: ثبوت وجه التفخيم في الراء المضمومة من طريق التذكرة الذي تشترك فيه طرق الشاطبية وطرق الطيّبة، يلزم من ذلك إثبات وجه التفخيم من الشاطبية أيضاً، لأنّه إن ثبت من الطيّبة فإنّه يثبت لا محال من الشاطبية لاتفاقهما في الطريق.
فعلى ما سبق يكون تحرير الراءات المضمومة مع أوجه البدل كالتالي:
- قصر البدل وعليه التفخيم في الراءات المضمومة من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن.
- توسط البدل وعليه الترقيق فيها من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان.
- طول البدل وعليه الترقيق فيها من جامع البيان وبه قرأ الداني على أبي الفتح.
أمّا قوله تعالى: (أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل إلى قوله كافرون):
- قصر البدل (أوتي) عليه الفتح في (موسى) مع الوجهين في (ساحران) و التفخيم في (كافرون). (وقد تعرضنا لتحرير {ساحران} من قبل فراجعه.)
- توسط البدل (أوتي) عليه التقليل في (موسى) مع الترقيق في (ساحران) و (كافرون).
- طول البدل (أوتي) عليه التقليل في (موسى) مع الترقيق في (ساحران) و (كافرون).
أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.