تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال أبو الحسن طاهر ابن غلبون عليه رحمة الله تعالى: وأمّا ما حال بينهما فيه الساكن فكقوله تعالى: {الذكر لتُبيّن} {وما علّمناه الشّعر} و {وزرأخرى} و {غير إخراج} و {إخراجهم} و {إكراههنّ} و {المحراب}، {وإسرافنا} و {والإشراق} و {عبرة} و {سدرة} و {سرّكم} و {ذو مرّة} و {إسرافا} و {صهرا} و {ذكرا} وما أشبهه هذا: فورش وحده يقرأ هذه الراء مع هذه الكسرة في هذين الضربين بيسن اللفظين، حيث وقعا ..... " (التذكرة 1/ 222).

قال أبو عمرو الداني عليه رحمة الله تعالى: "وأقرأني أبو الفتح {وزر} حيث وقع بإخلاص الفتح، وأقرأني ذلك غيره بالإمالة لأجل الكسرة " (جامع البيان ص354).

قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: "ثامنها (وزر أخرى) فخمه مكي وفارس بن أحمد وصاحب الهداية والهادي والتجريد. وبه قرأ الداني على أبي الفتح وذكر الوجهين في الجامع. ورققه الآخرون على القياس." (النشر 2/ 97).

أقول: من خلال ما نقلته من الأقوال يتضح جلياً أنّ وجه التفخيم في {وزر} هي من قراءة الداني على أبي الفتح، وأمّا وجه الترقيق فهي من قراءته على ابن خاقان وأبي الحسن. وبالتالي فيكون تحرير كلمة {وزر} مع أوجه البدل كالتالي:

- قصر البدل وعليه الترقيق في {وزر} من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن.

- توسط البدل وعليه الترقيق أيضاً من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان.

- طول البدل وعليه التفخيم أيضاً من جامع البيان وبه قرأ الداني على أبي الفتح.

أمّا من اعتبر أنّ طول البدل ليس من طرق الداني من جامع البيان كما يظهر من كلام صاحب النشر فيكون على توسط البدل التفخيم والترقيق جميعاً مع إلغاء وجه طول البدل للداني.

وينبغي التنبيه على أنّ الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى قد أهمل وجه التفخيم في {وزر} مع ثبوته من طرقه وهو قراءة الداني على أبي الفتح من جامع البيان، لذا فينبغي إثبات وجه التفخيم من الشاطبية خاصّة أنّ أبا الفتح لم ينفرد به من طريق الأزرق بل هو مذهب صاحب التبصرة والهداية والهادي والتجريد، فلا وجه لإهماله، والعلم عند الله تعالى.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Jul 2008, 02:49 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

تحرير لفظ {الإشراق}:

قال أبو الحسن طاهر ابن غلبون عليه رحمة الله تعالى: وأمّا ما حال بينهما فيه الساكن فكقوله تعالى: {الذكر لتُبيّن} {وما علّمناه الشّعر} و {وزرأخرى} و {غير إخراج} و {إخراجهم} و {إكراههنّ} و {المحراب}، {وإسرافنا} و {والإشراق} و {عبرة} و {سدرة} و {سرّكم} و {ذو مرّة} و {إسرافا} و {صهرا} و {ذكرا} وما أشبهه هذا: فورش وحده يقرأ هذه الراء مع هذه الكسرة في هذين الضربين بين اللفظين، حيث وقعا في المنوّن والمضاف وكانت الراء في غير طرف في الوصل والوقف جميعاً، لوجود حركة الراء فيهما، وفيما كانت الراء فيه طرفاً في الوصل فقط لسكون الراء منه في الوقف." (التذكرة 1/ 222).

قال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى: "وقد كان شيخنا أبو الحسن يرى إمالة الراء في قوله {والإشراق} لكون حرف الاستعلاء فيه مكسوراً، وخالف في ذلك عامّة أهل الأداء المصريين وغيرهم، فأخلصوا الفتح للقاف في ذلك حملاً على ما انعقاد الإجماع على إخلاص الفتح فيه مع كون حرف الاستعلاء فيه مكسوراً نحو {إلى طراط} و {عن الصراط} و {إلى سواء الصراط} وشبهه، وبذلك قرأت على ابن خاقان وأبي الفتح عن قراءتهما. " (جامع البيان ص353).

قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: "الثاني عشر منها" (والإشراق). في سورة ص~. رققه صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار من أجل كسر حرف الاستعلاء بعد وهو أحد الوجهين في التذكرة وتلخيص أبي معشر وجامع البيان وبه قرأ على ابن غلبون وهو قياس ترقيق (فرق) وفخمه الآخرون وبه قرأ الداني على أبي الفتح وابن خاقان. وهو اختياره أيضاً وهو القياس" (النشر2/ 98).

أقول: من خلال ما نقلته من كلام الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى يتبيّن ما يلي:

أوّلاً: ثبوت وجه الترقيق في {الاشراق} من التذكرة على ما يظهر من كلام أبي الحسن في التذكرة وكلام الداني في جامع البيان، مع أنّ ابن الجزري نقل عنه الوجهين في النشر، وقد يكون السبب في ذلك هو ورود وجه التفخيم عن أبي الطيّب شيخ أبي الحسن حيث مذهبه التفخيم كما يظهر من قوله في النشر: "وفخمه الآخرون "، فتكون قراءة أبي الحسن على أبيه بالتفخيم، ومن تأمّل عبارة الداني في جامع البيان وهي: "وقد كان شيخنا أبو الحسن يرى إمالة الراء في قوله {والإشراق} " يدرك أنّ أبا الحسن اجتهد في المسألة، إذ لو قرأ به على أبيه أبي الطيّب لما استعمل الداني تلك عبارة ولما نسب إليه الانفراد في ذلك، والعلم عند الله تعالى.

ثانياً: قراءة الداني على أبي الحسن بالترقيق، وقراءته على ابن خاقان وأبي الفتح بالتفخيم على ما يظهر من جامع البيان والنشر.

ثالثاً: ذكر الداني أنّ وجه الترقيق انفرد به أبو الحسن عن عامّة أهل الأداء المصريين، وهذا فيه نظر لأنّ ابن الجزري قد نقل في نشره وجه الترقيق عن صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار وأبي مشعر، ولا أظنّ أنّ صاحب النشر يسكت عن انفراد أبي الحسن بوجه إن كان كذلك. أمّا استدلال الداني بالإجماع في تفخيم الراء في (صراط، والصراط) على تضعيف وجه الترقيق في {الاشراق}، ففيه نظر لتفاوت الطاء عن القاف في القوة بالإطباق، وهذا التفاوت هو الذي حمل القراء قاطبة على إبقاء صفة الإطباق في {احطتّ} ونحوها خلافاً ل {ألم نخلقكم} حيث اختلفوا في إبقائها لضعف القاف عن الطاء بالانفتاح والله أعلم.

وعلى ما سبق من البيان يكون تحرير كلمة {الاشراق} مع أوجه البدل كالتالي:

- قصر البدل وعليه الوجهان: الترقيق من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن، والتفخيم وبه قرأ أبو الحسن على أبيه أبي الطيّب على ما يظهر من النشر.

- توسط البدل وعليه التفخيم من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان.

- طول البدل وعليه التفخيم من جامع البيان وبه قرأ الداني على أبي الفتح.

أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير