قلت: وأعجب كيف لم ينتبه مصححه والذين ألفوا بعده إٍلى ما فيه من الخلط والغلط، فالقراءة المتأملة للنص الذي أوردت آنفا تعطي النتائج التالية:
1 - سقوط الكلمة السادسة وهي? حيران ? من الألفاظ المخصوصة الثلاثة عشر التي بدأ ذكرها في الصفحة الماضية (2/ 96).
2 - أننا لو اعتبرنا قوله " خامسها وعشيرتكم في التوبة " كلاما متصلا اٍلى قوله " سابعها " لظهر الاختلاف والتناقض إذ قال عن ? وعشيرتكم ? في التوبة " فخمها أبو العباس المهدوي" ثم قال بعد " والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية " ولا يخفى أن الهداية للمهدوي.
3 - أننا عند الرجوع إلى تقريب النشر لابن الجزري (ص 72) نجده يقول " ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها المهدوي وابن سفيان والصقلي ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح و? حيران ? فخمها صاحب التجريد وخلف ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه وقرأ على غيره بالترقيق وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة والوجهان في الكافي والهداية والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والشاطبي وجامع البيان " اهـ محل الغرض منه والذي بعده هو حرفا ألم نشرح المرقمين في النشر بسابعها.
4 - أننا عند الرجوع إلى إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للبنا الذي يعتمد النشر في الطرق نجده يقول (ص94) " وأما ? وعشيرتكم ? بالتوبة ففخمها المهدوي وابن سفيان وصاحب التجريد ورققها الآخرون وأما ? حيران ? بالأنعام ففخمها ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه ورققها صاحب العنوان و التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير وتعقبه في النشر بأنه خرج بذلك عن طريقه فيه وهما في الشاطبية كجامع البيان " اهـ.
5 - وعند الرجوع إلي تذكرة طاهر ابن غلبون (ص220) نجده يرقق ? حيران ? و? وعشيرتكم ? التوبة وهو الذي يتفق مع ما في التقريب والإتحاف " ورققها الآخرون ".
6 - وعند الرجوع إلي شرح ابن الناظم لطيبة أبيه (ص135) نجده يقول " منها ? حيران ? فخمه ابن الفحام وخلف ابن خاقان وكذا رواه عامة أصحاب ابن هلال ونص عليه إسماعيل النحاس " اهـ محل الغرض منه ولا يخفى أن ابن الناظم يأخذ الطرق من النشر بخط والده.
7 - أننا بعد هذا كله نستطيع أن نصوب ما في النشر (2/ 97) من أخطاء الناسخ وليعود كلامه إلى ما سطره من قبل كالتالي: " خامسها ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبو عبد الله ابن سفيان وصاحب التجريد (ابن الفحام الصقلي) ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح، سادسها ? حيران ? في الأنعام فخمها صاحب التجريد وأبو القاسم خلف ابن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النحاس (بالحاء المهملة لا المعجمة) قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر ابن هلال عنه قال (الداني) وأقرأنيه غيره (يعني فارس وطاهر) بالاٍمالة (الترقيق) قياسا على نظائره انتهى (كلام الداني) ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات (لابن بليمة) والشاطبية " اهـ وقد جعلت ما بين المعكوفتين وهو من كلامي للتوضيح والبيان والشرح وما تحته خط هو السقط من النشر والله الموفق وله الحمد والمنة.
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[22 May 2008, 07:09 م]ـ
فضيلة العلامة الحسن محمد ماديك ـ حفظه الله ـ
أولاً: جزاك الله خيراً على هذا الإهداء وأسأل الله تعالى أن يجعلك من العلماء العاملين
كأني كنت في سباتٍ عميق قبل أن أستيقظ على وقع هذه الكلمات النيرات، والتي انطلقت من غيور على القرآن وأهله، والتي تدعو الجميع إلى وقفة جادة خاصة من علماء القراءات إلى إعادة النظر في تحرير وجوه وطرق القراءات بكل موضوعية ومنهجية علمية، ولنأخذ كلام المتخصص المتبحر ـ الحسن ماديك ـ في هذا العلم محمل الجد، والكل يؤخذ منه ويرد مادام هذا الرد قائماً على الدليل والبرهان.
وأحمد الله عز وجل الذي يسّر أن تكون رسالتي في الماجستير في تحقيق مخطوط يحرر بعض هذه الطرق على طريقة مؤلفه ومنهجه ـ رحمه الله تعالى ـ، ولكن الحق يقال ما أقوم بتحقيقه الآن يختلف عن طرح الأخ ماديك، لأنه يتكلم عن حقائق وأدلة وحجج لا يمكن تجاوزها بأي حال، وبهذه المناسبة أدعوا المتخصصين في هذا الملتقى كلٌ باسمه ولقبه إلى البدء بالمناقشة والحوار المفتوح فيما طرح ولنبتعد عن لغة الإقصاء الفكري بدون موضوعية أو دليل .........
وأذكر الجميع بقضية قراءة الإخفاء الشفوي أو الإقلاب أننا كنا نقرأها بترك فرجة بين الشفتين إلى أن جاء المحققون اليوم وأثبتوا بالدليل الساطع حجتهم فيما ذهبوا إليه والصحيح من القول ـ أي قراءتها بإطباق الشفتين ـ.
وما فعله المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني ـ على سبيل المثال ـ منكم ببعيد فكثيراً ما تعقب أسانيد بعض الأحاديث وحكم عليها بالصحة والضعف ...... إلى غير ذلك الكثير الكثير .........
فلماذا لا نعيد النظر في تحرير طرق الطيبة ........ وكل شيء بالدليل والبرهان ......... .
والله تعالى أعلم
ولي عودة إن شاء الله .........
¥