(هـ) - تفسير لِمَا لعلَّه لا يُعرف كقراءة ? كالعِهنِ المنفُوش? {القارعة: 5}، قرأت ? كالصوفِ المنفُوش? فأفادت تفسير ? العِهن? بالصوف.
(و) - ما يكون حجة لأهل الحق ودفعًا لأهل الزيغ كقراءة ?وَملِكًا كبيرًا?، {الإنسان: 20} بكسر اللام، أكبر دليل على رؤية الله تعالى في الدار الآخرة (1).
* * * *
ثانيًا: أركان القراءة
هناك شروط لقبول القراءة إن اختلَّ منها ركن لا تصح القراءة بها ولا يعتبر ذلك قرآنًا، وصارت القراءة شاذة وهي:
1 - اتصالها بسند صحيح عن طريق التواتر إلى النبي? أي من خلال القراءة على شيخ متقن، حاذق، فطن، صح سنده إلى النبي?، وتكون هذه القراءة مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين له (1).
2 - موافقتها لوجه من وجوه العربية ولو كان مرجوحًا، أي ولو كان ضعيفًا، فالقراءة إذا ثبتت عن أئمة القراء لم يردَّها قياس العربية.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله:
وما لقياسٌ في القراءةِ مدخلُ ……………………… ..
3 - موافقتها للرسم العثماني، أي تكون موافقة لرسم المصاحف التي أمر عثمان ? بكتابتها (2).
وهذه الشروط قد توفرت في القراءات العشر ولم تتوفر في غيرها (3).
الأخذ عن الشيوخ على نوعين:
أحدهما أن يسمع من لسان المشايخ وهو طريقة المتقدمين.
ثانيهما: أن يقرأ في حضرتهم وهم يسمعون، -ويصححون- وهذا مسلك المتأخرين.
واختلف أيهما أولى، والأظهر أن الطريقة الثانية بالنسبة إلى أهل زماننا أقرب إلى الحفظ، والجمع بينهما أعلى، بأن يقرأ الشيخ ليسمع التلميذ، ثم يقرأ التلميذ، ويصحح له الشيخ، انظر نهاية القول المفيد ص13، 14.
(2) سواء ما خص به نفسه أو ما أرسله إلى أهل الشام، أو المدينة أو البصرة، أو مكة، أو الكوفة.
(3) هناك قراءات غير العشرة قد توفرت فيها تلك الشروط غير أنه لم يهيأ لها من ينقلها ويقرئ بها حتى انقرضت، ولم يبق لها أثر، من بغية الكمال ص: 15.
ثالثًا: ترجمة الإمام عاصم
* - اسمه: عاصم بن أبي النَّجود الأسدي الكوفي، وكنيته أبو بكر.
* - مكانته: شيخ القراء بالكوفة، وأحدُ القراء السبعة المشهورين.
قال أبو بكر ابن شعبة: ما رأيت أحدًا أقرأ للقرآن من عاصم.
وقال أيضًا: كان عاصم أحسن الناس صوتًا بالقرآن.
قال أبو عاصم بن بهدلة: رجل صالح ثقة.
قال يحيى بن آدم: ما رأيت أحدًا قط كان أفصح من عاصم (1).
* علمه: كان رحمه الله نحويًا، لغويًا، عالمًا بالسنة فقيهًا.
* رُواته: أشهرهم حفص بن سليمان، وأبو بكر شعبة بن عياش.
* سنده: قرأ رحمهُ الله على مجموعة من القراء منهم أبو عبد الرحمن السلمي وقرأ السلمي على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وقرأ عليّ على رسول الله?
وقرأ عاصم كذلك على زِرِّ بن حُبيش، وقرأ حبيش على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقرأ ابن مسعود على رسول الله ?.
* وفاته: وتوفي رحمه الله سنة سبع وعشرين ومائة هجرية، ودفن بالسماوة في اتجاه الشام، وقيل الكوفة.
قال أبو بكر بن عياش: دخلت على عاصم وقد احتضر، فجعل يردد هذه الآية: ?ثمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَولاهُمُ الحقِّ? {لأنعام:62}، كان يحققها كأنه في الصلاة.
رابعًا: ترجمة الإمام حفص
* اسمه: حفص بن سليمان بن المغيرة، بن أبي داود الأسدي الكوفي.
* نسبه: ربيب عاصم، أي ابن زوجته.
* كنيته: أبو عمر.
* مولده: ولد رحمه الله سنة تسعين هجرية (1).
* مكانته: أخذ القراءة عن عاصم فأتقنها، وقد أثنى عليه الإمام الشاطبي بقوله: ………………………………وحفصٌ بالإتقانِ كَانَ مُفَضلاً.
قال الذهبي: أما القراءة فثقة ثبت ضابط.
قال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءته.
* علمه: كان رحمه الله نحويًا، لغويًا، عالمًا بالسنة فقيهًا.
* رواته: أشهر من أخذ عليه القراءة حسين بن محمد المرزوي، وعمر بن الصباح، والفضيل بن يحيى الأنباري.
* سنده: قرأ رحمه الله على عاصم بن أبي النجود، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش … .. إلى آخر السند الذي سبق ذكره لعاصم.
* وفاته: توفي رحمه الله سنة ثمانين ومائة هجرية
من كتاب علم التجويد للمتقدمين / لـ جمال القرش
ـ[جمال القرش]ــــــــ[23 May 2008, 01:15 م]ـ
تابع محاضرات من كتاب علم التجويد للمتقدمين
خامسًا: مبادئ علم التجويد
¥