ـ[جمال القرش]ــــــــ[23 May 2008, 01:14 م]ـ
تابع محاضرات من كتاب علم التجويد للمتقدمين
الفصل الثاني
مُقَدِّمَةٌ عَنِ عِلْمِ التَّجْوِيد
أولاً: التعريف بالقراءة والأحرف السبعة.
ثانيًا: أركان القراءة.
ثالثًا: ترجمة الإمام عاصم.
رابعًا: ترجمة الإمام حفص.
خامسًا: مبادئ علم التجويد.
سادسًا: حكم تجويد القرآن.
سابعًا: أهمية تحسينِ الصوتِ بالقرآن.
أولاً: التعريف بالقراءة والأحرف السبعة
* - القراءة وما يتفرع منها
1 - القراءة: هي الاختيار المنسوب لإمام من القُرَّاء العشرة، بكيفية القراءة للَّفظ القرآني على ما تلقاه مشافهة متصلاً سنده برسول الله ? وهؤلاء القراء، هم " نافع، وابن كثير، وأبو عمر البصري، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر المدني، ويعقوب البصري، وخلف البغدادي".
2 - الرِّواية: هي ما نُسب لمن روى عن إمام من الأئمة العشرة، من كيفية القراءة للفظ القرآني فلكلِّ إمامٍ من القراء العشرة راويان، فيقولون، رواية حفْص، عن عاصم، وشعبة عن عاصم.
3 - الطريق: هي ما نُسب للناقل عن الراوي، وإن سفل، مثال ذلك: رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، ورواية حفص عن عاصم من طريق روضة الحفاظ.
* - الأحرف السبعة
1 - دليلها: ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ? قال: " أقْرَأني جِبريلُ عَلَى حرْفٍ فَرَاجعتُه، فَلَم أَزَل أستزيدُه، ويزِيدُني حتَّى انتهى إلَى سَبْعَة أَحْرف " رواه البخاري/3219.
2 - الحكمة من الأحرف السبعة
موافقة اختلاف لهجات العرب حيث يوافق كل قبيلة (1) ما يناسب لغتها، ويلائم لسانها، فكان ذلك من أساليب التخفيف عن الأمة والتيسير لحفظ كتابها.
3 - المراد بالأحرف السبعة:
قد يظن البعض أن المقصود بالأحرف السبعة القراءات السبعة، والصواب أنَّ القراءات السبعة، بل العشرة جزء من الأحرف السبعة.
وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة، والرأي المختار لدينا هو ما رجحه الإمام ابن الجزري، وهو مذهب الإمام أبي الفضل الرازي بأنها الأوجه التي يقع بها التغاير والاختلاف، وهي لا تخرج عن سبعة:
الأول: - اختلاف الأسماء في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، كقوله: ? فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسكِينٍ? {البقرة: 164} قُرِأت بالجمع ?مساكين?.
الثاني: - اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر، كقوله: ? قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ? {الأنبياء: 9} قُرِأت ? قُل ربي? على أن "قل" فعل أمر.
الثالث: - اختلاف وجوه الإعراب كقوله: ? فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا? {سبأ: 19} قُرِأت ? وربُّنَا بَاعَد?.
الرابع: - الاختلاف بالزيادة كقوله: ?إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ? {ص: 23} قُرِأت ?وهذا أخي?، والنقص قوله: ?وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ? {يس: 35} قُرِأت ?وماعملت?.
الخامس: - الاختلاف بالتقديم والتأخير كقوله: ? وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ? {ق: 19} قُرِأت ? وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقِّ بالْمَوْتِ ?.
السادس: -الاختلاف بالقلب والإبدال في الكلمات والحروف، كقوله: ?وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ? {الشعراء: 217} قُرِأت ? فتوكل? بإبدال الواو فاءًا.
السابع: - الاختلاف في اللهجات (2). كالفتح، والإمالة، والإظهار، والإدغام، و التسهيل والتحقيق، والتفخيم والترقيق، ولغات القبائل.
4 - أثر الأحرف السبعة على التفسير
من ذلك:
(أ) - بيان حكم مجمع عليه كقراءة ? ولهُ أخ أو أخت من أم ? {النساء: 12} فهذه القراءة تبين أن المراد بالإخوة هنا الإخوة للأم، وهو أمر مجمع عليه.
(ب) - ترجيح حكم اختلف فيه كقراءة ? أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ? {المائدة: 89} بدون مؤمنة، قرأت ? أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مؤمنة ? في كفارة اليمين فكان فيها ترجيح لاشتراط الإيمان فيها.
(ج) - اختلاف حكمين شرعيين كقراءة ? وأرجُلَكم، وأرجُلِكم? {المائدة:6} بالخفض والنصب، فإن الخفض يقتضي فرض المسح، والنصب يقتضي فرض الغسل.
(د) - إيضاح حكم يقتضي الظاهر خلافه كقراءة ? فامضوا إِلَى ذِكْرِ الله? {الجمعة: 9} فإن قراءة ?فاسعَوا? يقتضي ظاهرها المشي السريع، وليس كذلك، فكانت القراءة الأخرى موضحة لذلك، ورافعة لما يتوهم منه.
¥