تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[31 May 2008, 01:27 م]ـ

تسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

4) ـ الأقوال الحسان في علم عدد آي القرآن

أشرت في مشاركة سابقة إلى البحث القيم الذي أنجزه المرحوم أحمد أفندي أمين الديك المصري، بعنوان:

{البرهان القويم في الحاجة إلى عد آي القرآن الكريم}،

المصدر: ((مجلة المنار ـ المجلد [9] الجزء [5] صـ: 369 ـ غرة جمادة الأول 1324 ـ 23 يونيو 1906))

و يرجع الفضل في إكتشاف هذا البحث بمجلة " المنار" للباحث المغربي سعيد أوبيد الهرغي، جزاه الله خيرا على إحيائه لذكرى هذا الباحث المنسي للترحم على روحه و الإعتراف بفضله .. ...

و نظرا لقيمة هذا البحث، و جهل الكثيرين لوجوده و للمعلومات الطريفة الغريبة القيمة و التاريخية التي يقدمها عن الحالة المزرية التي كان عليها مستوى الدراسات القرآنية في بداية القرن العشرين، و نيابة المستشرقين عن علماء الأمة في دراسة هذا العلم الأصيل ....

يسعدني و يشرفني أن أعيد نشره على حلقات في هذا الملف، لما له من سبق و علاقة بموضوعي: " الميزان في عد آي القرآن " ...

و من الأقوال الحسان في الموضوع، إليكم الحلقة الآولى من: {البرهان القويم في الحاجة إلى عد آي القرآن الكريم}، لصاحبه: المرحوم أحمد أفندي أمين الديك المصري.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين وجميع المرسلين (وبعد):

فإن لنا معشر المسلمين كتابًا كريمًا أرغمت لفصاحته أنوف الفصحاء وخرت لمعانيه سُجدًا أرباب المعاني، وذلك الكتاب هو القرآن الكريم الذي حاولت أساطين العلم ومصابيح الهدى علماء الأمة الإسلامية في كل عصر أن تلبَس بخدمته تاج الشرف فأمضوا في ذلك أعوامًا في آجالهم وأنضوا في تحرير أعمالهم مرهفات أقلامهم حتى أشرفت على التمام، ثم اختفت تلك الأشباح وعليها ذلك التاج الفاخر وبقيت تلك الكنوز الثمينة تذكِّرنا بلسان حالها:

قولهم:

تلك آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار

من أهم ما قام به ذلك السلف الصالح خدمة القرآن الكريم بتفسيره وجمع أوجه قراءاته وعد آياته وحصرها وعمل المعجمات المتنوعة للاهتداء به. ثم تلاهم في الوجود ذلك الخَلَف فبرهن بجملته على امتزاجه بنوع من الوهن والضعف عن انتهاج مسالك الآباء وتغذية النفوس بما تغذت به أرواحهم فقلَّت قيمة ما ورثوه في أنظارهم ومقتوا المذاكرة في شأنه مقتًا إلا بقية لا تزيد على عدّ الأصابع في هذا المجمع الحافل، أردت أن أمد يدي مع أيديهم وأحشر نفسي في زمرتهم بعمل خدمة للقرآن الكريم وهي (دليل للاهتداء به) فأعددت للعمل عدتي وشمرت عن ساعد الجد فسرت بالعمل شوطًا بعيدًا قاربت معه الوصول إلى ما ارتضيته من الغاية، ثم وقفت مفكرًا في طريق تعميم النفع بتلك الخدمة فوجدته عَدَّ آيات السور بتلك المصاحف والتفاسير التي تتبادلها الأيدي عدًّا خاليًا من المباينة والخلاف، ولأجل تنبيه فكرة إخواني من المسلمين وأهل العلم لتلك النقطة أخذت أشتغل لها بنفسي مع تحقيق وتدقيق حتى وصلت بها إلى ماشاء الله أن أصل من الثقة بالنتيجة، وعلى أثر الفراغ من ذلك دعتني عوامل الإخلاص إلى وضع هذه الأسطر اليسيرة أبدي بها لأصحاب الرأي من رجال الدين وأولياء الحل والعقد وأرباب الأقلام نموذجًا من عملي في تحقيق عد الآيات، وبيان ما هو الأولى بالاختيار لتعميم العد بموجبه مؤملاً من حضراتهم تقدير الفكرة حق قدرها، والمناقشة في الموضوع ونقده وتنقيحه بما تمس الحاجة إليه، ثم المساعدة في تنفيذ المقترح بالإشارة إلى وجوب عد آيات المصاحف والتفاسير بالعد الذي يقر عليه الرأي ويشار إليه بالاختيار طلبًا لتوحيده ومنعًا من تعدد العدود؛ رغبة في إفراد طريقة الاستهداء بآيات كتاب الله الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، والله الهادي إلى سواء السبيل [1 [.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير