ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Dec 2008, 07:45 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أقوال العادين في عدد آي سورة {النحل}
تقديم:
سورة {النحل} هي السورة الثالثة من الأربعين سورة في القسم الذي " لم يُختلف فيه لا في إجمالي و لا في تفصيلي كما قال عنه الإمام السيوطي في الإتقان، نقلا عن أبي عبد الله الموصلي، صاحب قصيدة " ذات الرشد في الخلاف بين أهل العدد ".
و عدد آي سورة {النحلأ} في كل الأعداد الستة المشهورة بالإجماع، و بلا خلاف: مائة و عشرون و ثمان آيات [128].
و هذا ميزان أقوال العادين فيها:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6335493aa929c8de1.jpg
و هذه نصوص أقوال الأئمة المعتمدين في هذه الدراسة:
* ـ قال الإمام أبو عمرو الداني في كتابه:" البيان في عد آي القرآن". [ص/175]:
" مكية، إلا ثلاث آيات من آخرها، فإنها نزلت بالمدينة حين قتل حمزة بن عبد المطلب و مُثِّلَ به، و هن قوله تعالى {و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين} [126] إلى آخر السورة، هذا قول عطاء.
و قال إبن عباس مثله إلا أنه قال بين مكة و المدينة في منصرف سول الله صلى الله عليه و سلم، من أُحُدٍ، و ما نزل بين مكة و المدينة فهو مدني و كذا ما نزل بعد الهجرة.
و قال قتادة: من أول النحل إلى ذكر الهجرة يعني {و الذين هاجروا في الله} [41] مكي، و سائرها مدني،و كذا قال جابر بن زيد.
و لا نظير لها في عددها.
و هي مئة و ثمان و عشرون آية [128]، ليس فيها اختلاف ".
....
* ـ قال الطبرسي في كتاب " مجمع البيان في تفسير القرآن " [ج6/ص108]:
سورة 16 {النحل}:" عدد آيها مائة و ثمان و عشرون آية {128}، ليس فيها اختلاف ".
....
* ـ قال السخاوي في كتابه " أقوى العدد في معرفة العدد " بمجموعه:" جمال القراء و كمال الإقراء " [ج1/ص 444]
سورة 16 {النحل}:" [هي] مائة و عشرون و ثمان آيات {128} ليس فيها اختلاف ".
....
* ـ قال الشاطبي في قصيدته ناظمة الزهر [1]:
138 - و في النحل [حُ]ـلْوٌ [قـ]ـدْ [كـ]ـفى يشعرون يُعْ ... * ... ـلِنُون فدع و الطيبين لدى البِشْرِ
معنى البيت:
عدد آيها عند الجميع و بلا خلاف: [حـ + قـ + كـ] = [8 + 100 + 20] = [128].
أما " يشعرون " و " يعلنون " المذكورة في البيت، فهي مما يشبه الفواصل، و لا تعد.
...
* ـ قال السيوطي في الإتقان [ج1/ص64]:
" قال أبو عبد الله الموصلي في شرح قصيدته ذات الرشد في العدد:
16 {النحل}: مائة و ثمانية وعشرون [128] بالإجماع.
....
* ـ قال المخللاتي في كتابه " الوجيز في فواصل الكتاب العزيز" [ص 82]:
وتسمى سورة النعم [1] وهي مكية في قول ابن عباس وعطاء وابن المبارك وجماعة من العلماء إلا قوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُم) إلى آخرها فإنها نزلت بين مكة [2] والمدينة وروى همام [3] ومعمر [4] وقتادة [5] أنها مدنية وكذا روي عن أبيّ رضي الله عنه، وروي عن الحسن أنه قال: أربعون آية من أولها مكية والبواقي مدنية يعني من قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ) [آية41] وعن ابن عباس وقتادة أيضاً أنها من أول السورة إلى قوله تعالى: (بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آية94] مكية ومن قوله: (وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ) [آية95] إلى قوله: (أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) مدنية ولم يذكر في هذه الرواية عنه حكم ما عداها فكأنها لما نزلت بين الحرمين فبقي واسطة وبالله التوفيق، ذكره الشارح [6] ثم قال [7]: ونزلت بعد سورة إبراهيم أربعون آية منها بمكة ثم نزلت بقيتها بالمدينة فنزلت بعدها سورة ألم السجدة وقيل: نزلت بعد سورة الكهف ونزلت بعدها سورة نوح عليه السلام وقيل غير ذلك ولا نظير لها في عددها ...
... وعدد آياتها مائة وثمانٍ وعشرون آية اتفاقاً.
ـــــــ
قال محقق الكتاب الشيخ الأستاذ: عبد الرزاق علي إبراهيم موسى:
[1]: سميت سورة النعم لما فيها من ذكر النعم وسورة النعيم لما ذكر فيها من النعمة أكثر من غيرها.
[2]: حينما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وقد قتل حمزة ومثل المشركون به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بجماعة منهم فقال المسلمون: والله يا رسول الله لئن أظفرنا الله بهم لنمثلن بهم مثلاً لم يمثل بأحد من العرب فأنزل الله هذه الآيات. انظر الإتقان ج1ص41 ولوامع البدر ورقة 189.
[3]: هو همام بن الحارث بن قيس النخعي الكوفي ثقة عابد من الطبقة الثانية على الصحيح. أخرج له الستة، مات 65هـ. التقريب ص:574.
[4]: هو معمر بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري، ثقة، ثبت، فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام شيئاً وكذا فيما حدث به بالبصرة، من كبار الطبقة السابعة مات سنة 254هـ (التقريبص541).
[5]: انظر ملحق الأعلام رقم 57.
[6]: المراد بالشارح هو الشيخ اسماعيل التركي شرحه على ناظمة الزهر المسمى لوامع البدر ورقة 188.
[7]: القائل صاحب لوامع البدر في المصدر السابق.
¥