ـ[جمال القرش]ــــــــ[16 Jun 2008, 01:28 م]ـ
2 - أقسام الوقف
الوقف لغة: الكف والحبس.
الاصطلاح: هو عبارة عن قطع الصوت عند آخر الكلمة زمنًا ما، فيتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة.
أقسامه (1):
1 - اختباري: هو ما يطلب من القارئ بقصد الامتحان (2).
حكمه: الجواز بشرط أن يبتدئ الواقف مما وقف عليه، ويصله بما بعده إن صلح الابتداء، وإلا فليبتدئ بما قبله مما يصلح الابتداء.
سلسلة محاضرات من كتاب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش
2 - اضطراري: هو ما يعرض للقارئ بسبب ضرورة ألجأته إلى الوقف، كضيق النفس، أو العطاس، أو القيء، أو غلبة البكاء، أوالنسيان.
حكمه: يجوز الوقف، وإن لم يتمِّ المعنى، وبعد ذهاب هذه الضرورة التي ألجأته إلى الوقف على هذه الكلمة، يبتدئ منها ويصلها بما بعدها إن صلح البدء بها، وإلا فليبتدئ مما قبلها مما يصلح البدء به.
3 - اختياري: هو ما يقصده القارئ باختياره من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة فى الوقف الاختباري أو الاضطراري.
حكمه: قد يبتدأ بما بعد الكلمة الموقوف عليها، وقد لا يبتدأ، بأن توصل بما بعدها، وهذا الوقف هو المقصود بالذكر هنا.
أقسامه: التام والكاف والحسن. (3)
1 - الوقف التام
(أ) - تعريفه: هو الوقف على كلام تمَّ معناه، ولم يتعلق بما بعده لا لفظًا ولا معنىً، ودليله ما يأتي:
الدليل الأول: عن أَبِي بَكْرَةَ? أَنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، قَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلام: اسْتَزِدْهُ؟ فَاسْتَزَادَهُ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ،؟ قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: كُلٌّ شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ. (1)
قال الحافظ أبو عمرو: فهذا تعليم التام من رسول الله ? عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دالُّ على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، وتفصل عمَّا بعدها، إذا كان بعدها ذِكْر الجنة والثواب، وكذلك نحو قوله عز وجل:
? فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ? البقرة: 275، هنا الوقف، ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله تعالى: ?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ? ويقطع على ذلك، وتختمُ به الآية.اهـ المكتفى: ص/ 133 - 134.
(ب) – رمزه: يرمز للوقف التام في المصاحف بـ" قلي" والذي يعنى أولوية الوقف مع جواز الوصل.
(ج) - وجوده: غالبًا ما يكون فى الحالات التالية:
1 - وسط الآية، كالوقف على ?جَاءَنِي? من قوله تعالى: ?لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي? الفرقان: 29، ثم قال تعالى:? وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا?، وهو أتم لأنه نهاية الحكاية.
2 - قرب آخر الآية، كقوله تعالى: ?وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً? النمل: 54، هنا التمام، لأنَّه آخرُ كلامِ بلقيس ثمَّ قال تعالى: ?وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ?.
3 - رؤوس الآي، كالوقف على قوله تعالى: ?مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ? الفاتحة: 4.
4 - بعد رأس الآية بكلمة، كالوقف على قوله: ?وَبِاللَّيْلِ? من قوله تعالى: ? وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ? الصافات:138، فهذا تمامُ الكلام مع أن?مُصْبِحِينَ? هي رأس الآية.
5 - تامًا على أحد التأويلين غير تام على ثانيهما، كالوقف على ?إِلا اللَّهُ? من قوله تعالى: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا? آل عمران: 7، تامُّ على قول من زَعَم أنَّ ?الرَّاسِخُونَ? لا يعلمون تأويلَه وهو قول الأكثرين، غيرُ تامٍّ على قول من جعل ?الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ? يعلمون التأويل الذي هو على معنى التفسير.
(د) - من علاماته في الغالب:
1 - الابتداء بالاستفهام، نحو قوله تعالى: ?اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ* أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ? الحج: 79 - 80.
2 - الابتداء بعده بياء النداء، كالوقف على ?قَدِيرٌ? من قوله تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ? البقرة: 20.
3 - الابتداء بعده بفعل الأمر، نحو قوله تعالى: ?ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ? هود: 114: 115.
4 - الابتداء بعده بالشرط، نحو قوله تعالى: ? لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ * مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ به? النساء: 113.
5 - الفصل بين آيتي عذاب ورحمة، نحو قوله تعالى: ?فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ *وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ? البقرة: 24 - 25.
6 - انتهاء الاستثناء، نحو قوله تعالى: ? أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ* إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ? البقرة: 159 - 160 - 161.
7 - انتهاء القول، نحو قوله تعالى: ? إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ* قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ? الشعراء: 70 - 71.
8 - الابتداء بعده بالنفي أو النهي، نحو قوله تعالى: ? وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ? آل عمران: 195 - 196.
9 - الفصل بين الصفتين المتضادتين، نحو قوله تعالى: ?هَذَا هُدًى* وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ? الجاثية: 11.
* * *
¥