ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:00 م]ـ
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/ 54): " والصحيح من مذاهب العلماء: أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما؛ وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، ولأن كلا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة ومن الحروف المطبقة، فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك والله أعلم
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " قوله: (أو يبدل حرفاً) أي: يُبدل حرفاً بحرفٍ، وهو الألثغ ُ، مثل: أنْ يُبدِلَ الرَّاءَ باللام، أي: يجعلَ الرَّاءَ لاماً فيقول: (الحمدُ لله لَبِّ العالمين) فهذا أُمِّيٌّ؛ لأنه أبدلَ حرفاً مِن الفاتحة بغيرِه.
ويُستثنى مِن هذه المسألةِ: إبدالُ الضَّادِ ظاءً، فإنَّه معفوٌّ عنه على القولِ الرَّاجحِ، وهو المذهبُ، وذلك لخَفَاءِ الفَرْقِ بينهما، ولا سيَّما إذا كان عاميَّاً، فإنَّ العاميَّ لا يكادُ يُفرِّقُ بين الضَّادِ والظَّاءِ، فإذا قال: (غير المغظوب عليهم ولا الظالين) فقد أبدلَ الضَّادَ وجعلها ظاءً، فهذا يُعفى عنه لمشقَّةِ التَّحرُّز منه، وعُسْرِ الفَرْقِ بينهما، لا سيَّما مِن العوامِ" انتهى.الشرح الممتع (4/ 246).
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 24): "أولا: مخرج الضاد من إحدى حافتي اللسان اليمنى أو اليسرى بعد مخرج الياء وقبل مخرج اللام مما يلي الأضراس، وتخرج اللام من أقرب حافة اللسان إلى مقدم الفم، وصوت الضاد بين صوت الدال المفخمة والظاء المعجمة تقريبا.
ثانيا:
من قدر على أن يجود حرف الضاد حتى يخرجه من مخرجه الصحيح وجب عليه ذلك، ومن عجز عن تقويم لسانه في حرف الضاد أو غيره كان معذورا وصحت صلاته، ولا يصلي إماما إلا بمثله أو من دونه، لكن يغتفر في أمر الضاد والظاء ما لا يغتفر في غيرهما؛ لقرب مخرجهما وصعوبة التمييز بينهما في المنطق، كما نص عليه جمع من أهل العلم، منهم الحافظ ابن كثير في تفسير الفاتحة.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:17 م]ـ
لاحظ حفظك الباري عبارات المشايخ الذين نقلت عنهم: من أقوالهم
قوله ابن كثير: أنه يغتفر الإخلال بتحرير، كلمة (يغتفر)
فكلمة غفران دليل على أن الأصل التفريق، إلا في حالات العجز
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " ولا سيَّما إذا كان عاميَّا " وقوله: ً " يُعفى عنه لمشقَّةِ التَّحرُّز منه "
وذلك دليل على أن الأصل التفريق، إلا في حالات العجز
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 24): من قدر على أن يجود حرف الضاد حتى يخرجه من مخرجه الصحيح وجب عليه ذلك
فكلمة (واجب) دليل على أن الأصل والواجب التفريق بنيهما، إلا في حالات العجز والاضطرار.
خلاف ما يظهر اليوم فقد شاع لدى بعض القراء المحدثين جواز ذلك، وهناك فرق بين ما يضطر إليه ويعجز عنه وبين ما يجوز.
فأكل الميتة حرام إلا ما اضطررتم إليه
ثم ألا يكفى كل ما ذكروه هوؤلا الأعلام المذكورين سابقًا وهم صفوة من كبار القراء في العالم من خلال تلقيهم بالأسانيد المتصلة عن النبي صلى الله عليه وسلم
نفع الله بكم
ـ[جمال القرش]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:25 م]ـ
وهذه سيرة لهؤلاء الأعلام الذين نقلت عنهم:
1 - أحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ الزَّياتِ، علامة زمانه، وأعلى القراء إسنادًا في هذا العصر، والمتخصص بقسم تخصص القراءات بالأزهر
حدثني فضيلته: أنه تلقى القرآن على الشَّيْخ خليل الجنيني، والشَّيْخ عبد الفتاح هنيدي
2 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: رزقُ خليل حبَّة: شيخُ عُمومِ المقارئ المصرية، وعضو المجلس الأعلى للشُؤون الإسلامية، ووكيلُ لجنةِ الاسْتِماع بإذاعة القرآن الكريم المصرية.
أشرف على العديد من المصَاحِف والتسجيلات القرآنية للشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل، والشَّيْخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ أحمد نعينع، والمنشاوي، و قال: حصَلَتُ على الشهادة العليا للقراءات من الأزهر والتخصص في القراءات من قسم القراءات في كلية اللغة العربية سنة 1952مـ.
حدثني فضيلته: أنه تلقى القرآنَ على العديدِ من المشايخ منهم الشَّيْخ: عامرُ عثمان، الشَّيْخ حسين حنفِي، الشَّيْخ الجُريسي، الشَّيْخ إبراهيم شحادة السمنودي.
¥