- أصل كلّ وجه وعزوه إلى مصدره عن طريق شروح الشاطبية التي تكتفي بشرح المضمون، ولا عن طريق كتب التراجم لأنّ الإشكالية ليست في حصر الرجال والأسانيد بل الأمر أصعب من ذلك بكثير وهو عزو كلّ وجه في الشاطبية إلى مصدره وأصله وراويه كما فعل ابن الجزري في نشره في باقي المصادر. فطول البدل مع الفتح لا ندري مصدره لحدّ الآن، وطوله مع التقليل أيضاً إذ لا يمكن القطع بأنّه من طريق جامع البيان لأنّ ابن الجزري لم يعزه للداني وما قرأ به من طريقه وإن قال به شيخ سلطان والأزميري اعتماداً على ظاهر جامع البيان فالمسألة تحتاج إلى نظر دقيق والخروج من الخلاف ممكن بالاكتفاء بما قرأ به ابن الجزري. وقصر البدل مع الفتح كذلك إذ لا يمكن القطع بأنّه من طريق التذكرة لمخالفة الشاطبيّ لكثير مما ورد في كتاب التذكرة كما نبّهت عليه مسبقاً. والتوسط مع التقليل من التيسير كما يظهر من إسناد الشاطبي في النشر ولكن لا يمكننا أن نجزم بأنّه هو الطريق الوحيد فقد يحتمل أن يكون قد قرأ به من طريق أخرى. أمّا التوسط مع الفتح والقصر مع التقليل فقد نفى ابن الجزري أن يكونا من طرق القصيدة في مسائله التبريزية، فينبغي اتّباعه في ذلك لأنّه الأدرى بطرق الشاطبيّة من غيره.
شيخنا أمين، إنّ الذي تريد الوصول إليه متوقّف على حصر أسانيد الإمام الشاطبي من بين مشايخه ومشايخ مشايخه إلى الرواة والقراء السبع، ثمّ عزو كلّ وجه مما تضمنته الشاطبية إلى مصدره وراويه ليتسنّى بذلك تحرير الطرق والأوجه، وهذا أمرٌ متعذّر في الوقت الحالي وليس مستحيلاً لاحتمال وجود هذه المعلومات في المخطوط.
ولا علاقة بين الشروح والأسانيد فيما يظهر لاكتفاء معظم الشروح بشرح المضمون دون التعرّض إلى المصادر والأسانيد اللهمّ إلاّ ما فعله الأمام السخاوي الذي اكتفى بذكر أسانيد الشاطبيّ عن النفزي دون غيره، وشرحه هو من أقدم الشروح للقصيدة، فيُستبعد أن نجد ذلك عند غيره. وأمّا كتب التراجم فلها علاقة مباشرة برجال الأسانيد ولا يمكن من خلالها حصر أسانيد الإمام الشاطبي، فقد يكون مضمون الشاطبية مقتصراً على ما رواه الشاطبيّ على بعض مشايخه دون البعض، ورواية بعض شيوخ شيوخه على بعض شيوخهم دون البعض وهكذا. وأمّا كتب القراءات فلا يمكننا الاعتماد عليها ما دامت الأسانيد غير محصورة، فلا ندري لحدّ الآن هل كتاب التذكرة مثلاً من طرق الشاطبية لورش عن نافع، إذ معرفة ذلك يتوقف على شرطين:
الأوّل: أن يكون الإسناد ثابتاً من الشاطبيّ إلى أبي الحسن صاحب التذكرة سواء كان من طريق الداني أو غيره.
الثاني: وأن يكون مضمون الشاطبية موافقاً لمضمون التذكرة في تلك الرواية جملة. وبما أنّ إسناد الشاطبيّ إلى صاحب التذكرة غير ثابت مع اختلاف المضمون بين المصدرين في رواية ورش فلا يمكننا أن نعتبر الآن أنّ كتاب التذكرة من طرق الشاطبية في رواية ورش إلاّ بالدليل والدليل منتف لحدّ الآن.
أكتفي بما ذكرت، وأرجوا أن أكون وفقت للردّ.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Aug 2008, 02:36 ص]ـ
- ..... فطول البدل مع الفتح لا ندري مصدره لحدّ الآن، وطوله مع التقليل أيضاً إذ لا يمكن القطع بأنّه من طريق جامع البيان لأنّ ابن الجزري لم يعزه للداني وما قرأ به من طريقه وإن قال به شيخ سلطان والأزميري اعتماداً على ظاهر جامع البيان فالمسألة تحتاج إلى نظر دقيق والخروج من الخلاف ممكن بالاكتفاء بما قرأ به ابن الجزري.،.
السلام عليكم
أحسنت هذا هو الصواب في مسألة طول البدل
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[22 Aug 2008, 06:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي للشيخين الفاضلين على ماتوصلا اليه في بعض الأحكام الآدائية الواردة في متن الشاطبية من أصولها ومصادرها
واعتذر للاخوين عن تاخير المشاركة لسفري في دورة علمية خارج المدينة،
وأثني مرة اخرى على ماحاوله الشيخ محمد يحي شريف سلمه الله فهو جدير بالاهتمام من الناحية العلمية الموضوعية
وفي نظري أن التدقيق في هذه المسالة يبقى قائما خاصة المسائل الادائية
ولعل في اعطاء الباحثين من محققي كتب القراءات فرصة لتناول هذه المسائل أمر مطلوب،
وكذلك من بعض المشايخ المهتمين بتتبع تحريرات الشاطبية
فالموضوع لايمكن التوصل فيه الى نتيجة حتى يتم الجمع بين النص الكتب والمصادر والآداء من خلال تحريرات القراء،
وكذلك كتب التراجم، وكذلك بمعرفة ماحقق من المصادر ومالم يحقق،
فهذا كله يحتاج لمنهج موحد لاستبيان محل المشكلات وتحريرها في هذا الأمر.
والله الموفق.