تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بدأ د / غانم في بداية اللقاء بالتعرف على الإخوة الزملاء في الدراسات العليا , وسأل كل واحد عن رسالته للماجستير وما الذي يعمل عليه الآن في الدكتوراه , ودار نقاش علمي حول هذه الرسائل وغيرها من الكتب المخطوطة في القراءات والتجويد وما الذي يمكن أن يحقق منها في رسائل علمية.

وتحدث الشيخ د / غانم عن التيسير الذي حصل لطلاب العلم اليوم بالاستفادة من الانترنت , فقد وجدت كثير من المخطوطات على هذه الشبكة وأصبح من اليسير الحصول على نسخ منها وتحقيقها , وقد كانوا في السابق يجدون مشقة بالغة في هذا الأمر , وقال إن الأصل أن يعلن بين طلاب العلم في المواقع العلمية وغيرها أن فلانا يحقق الكتاب الفلاني حتى لا يتكرر الجهد , وحتى تصرف الجهود لمخطوطات أخرى لم تحقق , إلا أن مشكلة الإعلان عن مثل هذه المشاريع العلمية أن بعض الطفيليين يسرع في إخراج الكتاب بأي صورة إذا عرف أنك تعمل عليه.

وتطرق الشيخ إلى الكلام عن بعض كتب القراءات , وقال إنه فرح بطبع كتاب (الكامل للهذلي) إلا أنه بعدما اطلع على هذه النسخة المطبوعة وجدها رديئة وفيها الكثير من الأخطاء , فمثل هذا العمل من المفروض أن يعاد تحقيقه بشكل أفضل.

وقد سألت الشيخ عن كتابه (رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية) لماذا طبعه وأعاد طبعه مرة ثانية دون أي إضافة أو تعديل على ما كان كتبه في الماجستير سنة 1976 م؟

وكان الشيخ قد ذكر في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب أنه كان يحدث نفسه بإعادة كتابته مرة أخرى لتحقيق أمرين: الأول إعادة ترتيب فصوله , والثاني: إضافة ما استجد لديه من معلومات أو أفكار تتعلق بموضوعاته , إلا أن أحد الأساتذة نصحه بإبقائه على ما هو عليه , لكونه عملا علميا حظي بمراجعة عدد من الأساتذة , وتجربة البحث ينبغي أن يحافظ على صورتها الأولى , فأخذ بهذه النصيحة , وأعاد طبعه كما هو.

وقد ذكرت للشيخ وجهة نظري في أنه لو تيسر له طباعته مرة أخرى وأضاف في الهامش بعض المعلومات خاصة عن الكتب وما حقق منها لكان في هذا فائدة كبيرة , لأن كتابه هذا مرجع مهم في علم رسم المصحف , فوعد خيرا إلا أنه ذكر شدة انشغاله , وأنه دائما ما يقول في نفسه (لو تيسر لي الوقت لإعادة طباعة الكتاب بتؤدة لكان أولى)

وذكر أحد الإخوة أنه يحقق كتابا في قسم التفسير للسمين الحلبي , فقال الدكتور / غانم: (السمين الحلبي _ رحمه الله _ يكتب موسوعات) , وقال الشيخ الدكتور / السالم: (حلاوة السمين الحلبي في كتابه الدر المصون إنصافه لأنه قدم الحق على شيخه) وذكر أحد الإخوة من قسم القراءات أن شرح السمين الحلبي للشاطبية فيه فوائد لا تجدها في غيره , وقد حقق جزءا منه الشيخ د / أيمن رشدي سويد , من أول الكتاب إلى أول باب الفتح والإمالة. (رسالة دكتوراه في جامعة أم القرى نوقشت عام 1419 وأجزيت بدرجة ممتاز) , وقد طبعته دار نور للمكتبات بجدة.

إلا أنه وللأسف لم يكمل أحد هذا الشرح الرائع , والعجيب أن قسم القراءات في جامعة أم القرى يرفض من يتقدم لأكماله ولا أدري ما السر , وقد علق الدكتور السالم على ذلك (بأن عيب الجامعات أنهم لا يخرجون الكتاب كاملا فيأخذ الطالب جزءا من الكتاب ثم يرفض القسم إكماله , فيخرج الكتاب ناقصا , والأصل أن لا يقبل تحقيق كتاب إلا إذا أخذ كاملا سواء من طالب واحد أو عدد من الطلاب إن كان المخطوط كبيرا)

وسئل الشيخ د / غانم عن وصف بعض المتقدمين للطاء بأنها مهموسة هل هذا يعني أن المتأخرين أخطؤوا فيها أداءا ونطقا؟

فأجاب الشيخ بأنها وصفت في كلام المتقدمين بأنها مجهورة (علماء العربية واالتجويد قديما قالوا بأنها مجهورة , لكن علماء الأصوات الآن يقولون بأنها مهموسة , فعلماء الأصوات قالوا بما عرفوا وعلموا وتيقنوا منه , وعلماء التجويد [علماء العربية سابقا] أيضا قالوا بما عرفوا واتضح لهم.

فعلى سبيل المثال: سيبويه رحمه الله قال: (لولا الإطباق لصارت الطاء دالا) ونحن الآن إذا أزلنا الإطباق عن الطاء صارت تاء , فالاحتمالات الآن:

هل أخطأ سيبويه؟

أم أن الطاء تطورت؟

هذه احتمالات واردة.

وسئل د / غانم عن العلاقة بين علم الأصوات وعلم التجويد؟ هل يمكن أن نجمع بينهما فنقول إن علم الأصوات يدخل فيه علم التجويد , أم نقول لكل علم خصائص مستقلة؟

فمن أدب الشيخ (مع أن السؤال موجه إليه) أحال على الشيخ السالم الجكني , وتواضع بقوله: (أخوكم الفقير: دراستي في اللغة العربية , ويسر الله تعاللا لي أن أقرأ في رسم المصحف , وكذلك علم الأصوات) ثم قال: (فعندما أقرأ في التجويد لا أجد فرقا أو تعارضا بين ما يقرره علم الأصوات الحديث وبين ما قرره علماؤنا السابقين إلا في مسائل تتعلق بإدارك الظاهرة)

وكانت مداخلة للدكتور السالم بطرح هذا السؤال عن كلام سيبويه السابق عن حرف الطاء:

هل العرب الذين عاصرهم سيبويه ينطقونها كما ينطقها العرب الآن؟ ألا يكون هذا سبب في الاختلاف في وصفها؟

فقال د / غانم: قد يكون هناك إشكال أو خطأ في الكتب أم في الأداء فلا إشكال؟ لأن القرآن محفوظ بالتلقي , والأصل فيه التلقي (الرواية) لكن (الدراية) تحرس الرواية , فإذا لم تكن هناك دراية وتدوين فالانسان قد يسمع الكلمة خطأ أو يؤديها أداءا خاطئا , وقد صرح بعض العلماء كالمرعشي وغيره فقال: (لطول سلسلة الاسناد قد يدخل على أداء بعض الشيوخ بعض التحريفات فينبغي أن ينظر ما في الكتب إلى جانب الرواية)

قال د / غانم _ معلقا على هذا الكلام للمرعشي _ لكن أقول: أن هذا فيه شيئ من الصعوبة أن نخطأ الرواية بشيء موجود في الكتب , فقد يكون الخطأ ما في الكتاب , وليس الأداء , والأمر محتمل.

هذا تلخيص لبعض ما جاء في هذا اللقاء الماتع , وأعتذر عن التأخر عليكم لانشغالي في الفترة السابقة , أسأل الله أن يشغلني وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح , ولا زلت أدعوا الإخوة الكرام (ضيف الله العامري وأبو عبد الله مهدي دهيم) لأن يشاركوني في تلخيص بعض الفوائد ويحتسبوا الأجر في ذلك.

وإذا يسر الله لي الوقت فسأكمل لكم ما تيسر منها بإذن الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير