لقد مَنَّ الله عليَّ في الأسبوعين الأوَّلَيْنِ من شهر شعبان بأداء العمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف، والسلام على سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وصاحِبَيْهِ – رضي الله عنهما – وكانت تلك الأيام التي قضيتها في الديار المقدسة من أجمل الأيام، وزَيَّنَتْهَا أمسيات علمية مفتوحة، التقيت فيها بعدد من أساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا المتخصصين بعلوم القرآن عامة والقراءات القرآنية خاصة، ولقيت منهم من حسن الاستقبال ما تعجز الكتابة عن التعبير عنه، ودارت في تلك الجلسات نقاشات علمية حول عدد من المسائل المتعلقة بالأداء، وتاريخ القراءات، ورسم المصحف، وقد استفدت من تلك اللقاءات فوائد جملة، ولفتت نظري إلى مسائل هي موضع اهتمام من أهل الاختصاص، وقد أشار الإخوة إلى عدد منها.
ولا يسعني في هذا المقام إلا التوجه بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل إلى الإخوة الأفاضل الذين تشرفت بالالتقاء بهم في طيبة الطيبة، ومكة المكرمة، ومدينة الطائف، ومدينة جدة، وأخص بالذكر منهم:
الأخ الأستاذ ضيف الله العامري الذي اجتهد في ترتيب اللقاء بعدد من الإخوة الأفاضل في المدينة المنورة، في استراحة الأستاذ الفاضل الدكتور عادل رفاعي، جزاهما الله تعالى كل خير.
والأخ الأستاذ عادل بن عبد الرحمن السنيد الذي حرص على ترتيب اللقاء في منزله بالهدا في الطائف، جزاه الله تعالى خيراً، والشكر موصول للأخ الأستاذ باسم اللحياني الذي سهر معي تلك الليلة حتى أوصلني إلى مكان إقامتي في مكة.
والأخ الدكتور سالم الزهراني الذي رتب اللقاء في منزل الدكتور أحمد فريح في مكة المكرمة، جزاهما الله كل خير.
والأخ الأستاذ علي الغامدي الذي أبى إلا أن يشرفني بالحضور إلى منزله في العوالي في مكة، ودعا عدداً من الإخوة المهتمين بالقرآن وعلومه، جزاه الله كل خير.
وكانت لي قبل ذلك وبعده لقاءات طيبة نافعة مع عدد من أهل الفضل والعلم، أخص بالذكر منها زيارتي للأستاذ الفاضل الشيخ محمد تميم الزعبني الذي استقبلني بكل حفاوة، واستضافني في داره العامرة في المدينة المنورة من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء، تخللها أداء صلاة المغرب في مسجد قباء، ثم صلينا العشاء في المسجد النبوي، والحمد لله.
وتشرفت بزيارة الأستاذ الدكتور علي بن ناصر فقيهي مدير الشؤون العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في مكتبه، الذي أعطاني كثيراً من وقته، ورحب بتعاوني معهم في خدمة مجلة البحوث والدراسات القرآنية، جزاه الله خيراً، والشكر موصول للأخ حذيفة الخالدي الذي صحبني في تلك الزيارة، وفي زيارة أماكن أخرى في المدينة المنورة.
وكان ختام المسك الالتقاء بالأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري في مدينة جدة، الذي طالما تمنيت وتمنى أن يجمعنا اللقاء، وقد تحقق ذلك بفضل الله تعالى، وبدعوة كريمة من مركز الدراسات والمعلومات القرآنية التابع لمعهد الإمام الشاطبي في مدينة جدة، والشكر موصول لفضيلة الأخ الأستاذ سالم بن صالح العماري مدير المركز الذي رتب هذا اللقاء، والذي شرفني باللقاء بعدد من الأساتذة الأفاضل في داره العامرة، جزاه الله تعالى كل خير.
وأجدد الشكر للأخ ضيف الله العامري، والأخ محب القراءات محمد بن عمر، ولكل الإخوة الذين التقيت بهم في تلك اللقاءات الطيبة، وأعتذر عن عدم ذكر أسمائهم لطول القائمة، لكني أرجو أن تظل أسماؤهم في الذاكرة، عرفاناً بفضلهم، وطيب لقائهم، وحسن ظنهم بي، أدعو الله تعالى أن يحفظهم من كل مكروه، وأن ينفع المسلمين بعلمهم، وأن يوفقهم لخدمة القرآن وعلومه المباركة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[30 Aug 2008, 11:58 م]ـ
نماذج من تواضع شيخنا وأستاذنا البحاثة غانم قدوري حفظه الله
ـ حينما أتى المدينة المنورة اتصل بي وأخبرني بأنه أتى، وذلك لأنه يعلم أني حريص على لقائه، ومتشوف لرؤيته منذ لقاءنا الأول عام 1426هـ.
ـ كان يسألني عن الإخوة أعضاء الملتقى في المدينة بحرص واهتمام، وكان يذكر بعضهم باسمه.
ـ كان يبدو عليه ـ سلمه الله ـ التعب والإرهاق، ومع ذلك كان حريصا على اللقاءات النافعة، ومن ذلك أني نقلت إليه رغبة إخواننا ومشايخنا في الالتقاء به في إحدى الليالي، فقال: إذا كانت هذه رغبة الإخوان فلا مانع عندي.
ـ يتمتع ـ حفظه الله ـ بلباقة عجيبة في مناقشته وطريقة حديثه.
ـ حينما التقى بأستاذنا الدكتور السالم الجكني ـ حفظه الله ـ اقترب منه وأراد تقبيل رأسه، وقال له: أنت شيخي، فتملكت الدهشة شيخنا الجكني واستفهم منه متعجبا، فأخبره بأنه حكم أحد بحوثه، مع أن الدكتور الجكني يقر له بالفضل ويعتبره شيخه وأستاذه.
ـ لا زالت كلماته التشجيعية ترن في أذني، ومن ذلك أنه قال لي: أعجبني تعليقك في الملتقى في موضوع كذا وذكره، (طبعا لم أنم تلك الليلة فرحا)، وهكذا في عدة أمور.
هذا غيض من فيض، ولعل عند إخواني ومشايخي ما هو أكثر من ذلك.
أسأل الله تعالى أن يغفر لشيخنا ووالدنا غانم قدوري، وأن يعلي درجته في الدنيا والآخرة، وأن يكتب له الأجر الكبير والثواب الجزيل، وأن يجعل ما قدمه وما يقدمه من خدمة للقرآن وأهله في ميزان حسناته.
¥