تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ينبغي للقارئ أن لا يفتح القراءة على الأستاذ حتى يأمره بذلك، وأن لا يقطع أيضا حتى يقطع عليه، و أن يكون مرتقبا لإشارة الأستاذ وما يأخذ عليه، ولا يزيل بصره عنه، و أن الأستاذ يلزمه إذا أراد القطع أن يقول: (حسبك) أو (حسبنا) كما قال u لعبد الله بن مسعود t، وفي الخبر أن المقرئ يلزمه الإصغاء والإدامة إلى القارئ والإنصات له، وإعمال فهمه فيما يتلوه عليه ويتدبرّه.

ثم ينظر القارئ إلى إشارات الأستاذ التي قد عَرَفت في الوقف والمد والهمز، والتمكين، والتفكيك، والإدغام والإظهار والفتح، والإمالة، والكسر والضم والفتح، فإن الحذاق من المتصدرين وأهل المعرفة من المقرئين لم يزالوا يستعملون لذلك إشارات تنبئ عن حقيقته، وتدل على كيفيته، من غير تكلف نطق، ولا استعمال لفظ، إلا أن يكون القارئ لا يعرف ذلك ولا يتنبَّه له فليُلفظ له حتى يَعلَمه.

فإذا فرغ من حزبه، أو قطع عليه الأستاذ، فليتنحَّ عن موضع جلوسه بأدب ووقار، لكي يتقدم إليه غيره ممن له السبق، فإن أحبَّ الجلوس ليستمع تلاوة القرآن فينال الأجر، أو ليسمع فائدة تمرُّ من الأستاذ فيستفيدها، جلس وعليه الوقار والسكينة، منصتا للقرآن، مجلاًّ للأستاذ، غير ملتفت ولا مشير إلى أحد.

وإن أراد التوجه إلى منزله وحاجته، سلَّم على الأستاذ وعلى سائر أصحابه، ثم يذكر في طريقه ما أخذ عليه، وما سمع واستفاد.

ولا ينتقل من حرف إلى حرف حتى يتقنه، ويقف على الجليّ من فروعه، والخفيّ من أصوله.

وإن سأل الأستاذُ عن مسألة فليجب عما سئل عنه إن علم، فإن لم يعلم فليقل لا أعلم ([40]).

واللهَ المسئول أن ينفع بهذه الآداب كاتب هذه الأسطر وقارئها؛ إنه سميع الدعاء وأهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ مهدي دهيم

الدارس بمرحلة الدكتوراه بقسم القراءات

بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة


([1]) وقد نشر هذا المقال في مجلة الإصلاح بالجزائر العدد التاسع 1429ه.
([2]) انظر: آداب القارئ والقراءة في كتاب الله: ص4، رسالة ماجستير تقدم بها فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد العزيز بن عبد الله الجربوع -قسم التفسير- بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام1413هـ.
([3]) منجد المقرئين ومرشد الطالبين للإمام محمد بن الجزري: ص 57 (بتصرف).
([4]) انظر: بحث الأخذ والتحمل عند القراء لشيخنا الدكتور: محمد بن سيدي محمد الأمين: ص343 - 344 (بتصرف)، مجلة البحوث الإسلامية العدد 70.
([5]) أخرجه البخاري في صحيحه –كتاب بدء الوحي- باب كيف كان بدء الوحي برقم (5).
([6]) انظر: شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني للإمام أبي عمرو الداني:2/ 37 (بتصرف).
([7]) انظر: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: 2/ 657، طبعة مجمع الملك فهد.
([8]) علي بن محمد أبو الحسن الهمداني المصري الشافعي أخص تلاميذ الإمام الشاطبي صاحب كتاب جمال القراء وكمال الإقراء، انظر: غاية النهاية: 1/ 568 (بتصرف).
([9]) انظر: جمال القراء وكمال الإقراء للإمام السخاوي:2/ 480.
([10]) انظر: الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب القيسي: ص 85 (بتصرف).
([11]) عاصم بن بهدلة أبو بكر الأسدي الكوفي أحد القراء السبعة المعروفين (ت125هـ)، انظر: غاية النهاية: 1/ 346.
([12]) والقصد بذلك أن يقدم المقرئ من طلابه من كان مشغولا بطلب الرزق.
([13]) بن حبيب بن عمارة أبو عمارة الكوفي أحد القراء السبعة (ت156هـ)، انظر: غاية النهاية: 1/ 261.
([14]) انظر: شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني:2/ 179
([15]) انظر: التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي: ص24.
([16]) أخرجه ابن ماجه في سننه برقم (215)،وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب برقم ().
([17]) انظر: شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني:2/ 123
([18]) انظر: الرعاية: ص85و89 (بتصرف).
([19]) أخرجه الحاكم في مستدركه: 1/ 575، وسنده جيد على شرط مسلم انظر: الصحيحة للعلامة الألباني برقم (771).
([20]) انظر: الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي: ص69 (بتصرف).
([21]) هو عبد الله بن أحمد بن بشير الدمشقي المقرئ المعروف بابن ذكوان أحد الرواة عن ابن عامر الشامي (ت242هـ) انظر: غاية النهاية: 1/ 404.
([22]) انظر: جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي:2/ 526
([23]) أخرجه البخاري في صحيحه برقم: (4653)، ومسلم برقم (797).
([24]) انظر: الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي: ص68 (بتصرف).
([25]) انظر: جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي:2/ 526
([26]) انظر: شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني:2/ 135 (بتصرف).
([27]) انظر: الرعاية: ص78 (بتصرف).
([28]) انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد: برقم (96).
([29]) انظر: الرعاية: ص80.
([30]) انظر: أخلاق حملة القرآن للآجري:، فضائل القرآن لأبي عبيد: برقم (96)، وأخرجه الإمام أحمد في الزهد ص162.
([31]) انظر: أخلاق حملة القرآن للآجري: ص 43، وأسنده أبو نعيم في الحلية: 8/ 92، وذكره الداني في شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني:2/ 134.
([32]) انظر: المصدر السابق.
([33]) من غير تصنع أوسمعة أورياء.
([34]) التي نهى عنها أهل الأداء كالترقيص والترعيد وغيرها.
([35]) انظر: شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني:2/ 135
([36]) هو يوسف بن علي بن جبارة أبو القاسم الهذلي المقرئ، انظر: غاية النهاية: 2/ 397.
([37]) انظر الكامل في القراءات الخمسين للإمام الهذلي (مخطوط): لوحة:6 (بتصرف).
([38]) انظر: التبيان:ص37، وأخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي والسامع برقم (294).
([39]) انظر: فتح الباري:8/ 250، صحيح مسلم بشرح النووي:6/ 87
([40]) انظر: شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني:2/ (بتصرف).182
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير