تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الغربيين كما كان يجري في عهد سائر الحكومات القديمة. فكان الأمراء والأحبار يجتمعون في حفلات دينية أو دنيوية فخمة، ويضعون قواعد للتحليل والتحريم، ويدبرون وسائل للإرهاب والرعب ... فلما أن جاء العرب لم يبال الفقراء واليهود بسقوط دولة ملكية وكنيسة لم تظهر شيئاً من الاهتمام بفقرهم وسامتهم كثيراً من أنواع الاضطهاد الديني ... وفتحت كثير من المدائن الأسبانية أبوابها للغزاة. " (قصة الحضارة، المجلد ال12 ص 193 - 196)

وماذا يقول ديورانت عن أخلاق هؤلاء الغزاة الاشراف؟ يقول تحت عنوان الإسلام والعالم المسيحي (المجلد 13 ص382) ": لقد ظل الإسلام خمسة قرون من عام 700 إلى عام 1200 يتزعم العالم كله في القوة، والنظام، وبسطة الملك، وجميع الطباع والأخلاق، وفي ارتفاع مستوى الحياة، وفي التشريع الإنساني الرحيم، والتسامح الديني، والآداب، والبحث العلمي، والعلوم، والطب، والفلسفة. ... أن المسلمين، كما يلوح، كانوا رجالاً أكمل من المسيحيين؛ فقد كانوا أحفظ منهم للعهد، وأكثر منهم رحمة بالمغلوبين، وقلما ارتكبوا في تاريخهم من الوحشية ما ارتكبه المسيحيون عندما استولوا على بيت المقدس في عام 1099، ولقد ظل القانون المسيحي يستخدم طريقة التحكيم الإلهي بالقتال أو الماء، أو النار، في الوقت الذي كانت الشريعة الإسلامية تضع فيه طائفة من المبادئ القانونية الراقية ينفذها قضاة مستنيرون. واحتفظ الدين الإسلامي، وهو أقل غموضاً في عقائده من الدين المسيحي، بشعائرهِ أبسط، وأنقى، وأقل اعتماداً على المظاهر المسرحية من الدين المسيحي، وأقل منه قبولاً لنزعة الإنسان الغريزية نحو الشرك .... أما العالم الإسلامي فقد كان له في العالم المسيحي أثر بالغ مختلف الأنواع. لقد تلقت أوربا من بلاد الإسلام الطعام، والشراب، والعقاقير، والأدوية"

ويقول روجيه جارودي ان فتح شبه جزيرة ايبيريا لم تكن بغزاة اجانب ذلك ان صراعا اهليا كان يدور فيها بين اتباع اريوس الذين رحبوا باخوانهم من الفتح الاسلامي ضد من يضطهدونهم من اهل الثالوث:" فإنتشار الإسلام، في القرن الأول من الهجرة كان خاطف السرعة، وسلميا على وجه العموم في كل مكان كانت فيه العقيدة السائدة إما يهودية وإما مسيحية (مهرطقة) (كما كان يُدعى المسيحيون الذين رفضوا معتقد مجمع نيقية ب"الهراطقة"، ولم تكن حالة إسبانيا استثنائية، وهذا يتعلق بجوهر الإسلام نفسه" (كتاب: الإسلام في الغرب، قرطبة عاصمة العالم والفكر لجاروي ص 11 - 12) وفسر جارودي جوهر الإسلام بأنه عالمي جاء بعقيدة التوحيد وعدم التمييز بين البشر فلم يكن الإسلام مرتبطا بجنس أو نوع من البشر، وانما هو لكل أجناس الأرض وعرض حديث الرسول محمد (لافضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى) ولذلك فان مواجهة المسيحيين لم تكن مواجهة للمسيح انما للشرك ولذلك " استقبل الأهالي المسلمين كمحررين" (الإسلام في الغرب، قرطبة عاصمة العالم والفكر ص 15) لقد حرر دين محمد رسول الله .. الغربي والشرقي، الاوروبي والعربي، وأرسى قواعد التسامح والتعارف والتاريخ شاهد على ذلك وحروفه المسطورة هي العلامة والدلالة والرمز وهي الحقيقة التي يحاول طمسها الكهنة والرهبان بمايشبه الفعل المحال.

ولقد كان يُقذف بنساء ماقبل الاسلام في مذابح الحضارات ومواقع الكهانات وتحقرهن الفلاسفة والدعوات–مثل ارسطو وامثاله-وتُجادل في ارواحهن-هل هي نجسة او طاهرة! - قرون مظلمة حتى في تاريخ اوروبا ما بعد الاسلام! (مؤتمر عام 586م (أي قبل الاسلام بأقل من قرن) دار فيه الحوار حول هل تُعد المرأة انسانا أم غير انسان؟؟) في حين كانت نظرة الاسلام للمرأة نظرة رفيعة مجيدة، يقول مارسيل بوازار المفكر ورجل القانون الفرنسي في كتابه (انسانية الاسلام) ص114:" وهكذا فان العقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظا للتقليل من احترامها، كما فعل آباء الكنيسة الذين طالما اعتبروها (عميلة الشيطان) ". ويقول ايتين دينيه العالم الفرنسي المسلم:" وقد كان في عصر ازدهار الإسلام يُفاض فيضا على المسلمات، وكانت ثقافتهن حينذاك ارفع من ثقافة الأوربيات دون جدال" (من كتابه"أشعة خاصة بنور الإسلام" ص 341) ويقول روجيه جارودي:"إذا نحن قارنا قواعد القرآن بقواعد جميع المجتمعات السابقة فإنها تسجل تقدما لا مراء فيه ولا سيما بالنسبة لأثينا ولروما حيث

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير