تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كانت المرأة قاصرة بصورة ثابتة " (وعود الإسلام، الطبعة الثانية،مكتبة مدبولي، 1985م،78) ويقول نظمي لوقا المغضوب عليه من كهنة المسيحية:"المرأة في الإسلام إنسان له حقوق الإنسان وكل تكاليفه العقلية والروحية فهي في ذلك صنو الرجل تقع عليها أعباء الأمانة التي تقع عليه، أمانة العقيدة والإيمان وتزكية النفس .. وقد نجد هذا اليوم من بداهة الأمور. ولكنه لم يكن كذلك في العالم القديم، في كثير من الأمم حيث كانت المرأة تباع أحيانا كثيرة كما تباع السلعة .. وكانت في كثير من الأحيان منقوصة الأهلية لا تمارس التصرفات المالية والقانونية إلا عن طريق وليها الشرعي أو بموافقته , بل لم تكن تملك تزويج نفسها على الخصوص , وإنما الأمر في ذلك لوليها يجريه على هواه.وأكثر من هذا , كانت قبائل العرب في الجاهلية تئد البنات كراهة لهن وازدراء لشأنهن , ومن لم يئدهن كان يضيق بهن ضيقا شديدا .. " (كتابه: محمد الرسالة والرسول ص 95 - 96) ومعلوم ان الاسلام جاء بفتوحات في كافة المجالات المادية والانسانية ومنها فتوحات في عالم المرأة ماغير من نظرة العالم بعد الاسلام اليها ويقول الفيلسوف هربرت سبنسر في كتابه وصف علم الاجتماع:" إن الزوجات كانت تباع في إنكلترة فيما بين القرن الخامس والقرن الثاني عشر، ... وشر من ذلك ماكان للشريف-النبيل روحيا كان او زمنيا-من الحق في الاستمتاع بإمرأة الفلاح إلى مدة أربع وعشرين ساعة من بعد عقد زواجه عليها، أي الفلاح" وفي سنة 1567م أصدر البرلمان الإسكوتلاندي بأن المرأة لايجوز أن تُمنح أي سلطة على أي شيء من الأشياء" فجاء الاسلام وحررهن القرآن وفك اسرهن محمد رسول الله، وحرر اصحابه نساء دول الاحتلال الروامني، ومنها نساء مصر، وحمل القرآن المنزل عليه حملة عظيمة على وأد البنات في الوثنيات وتقديمهن محرقات وتقدمات في طقوس الحضارات والديانات، وقد كن يُقدمن فدية او هدية للآلهة المزعومة، في المواسم والاعياد واحتفالات الفداء المقيت .. وقد كان يمكن للأب ان يبيع ابنته عند رب الكتاب المقدس "إذا باع رجل ابنته تصبح أمة .. " (سفر الخروج الاصحاج 21 العدد 7) قارني هذا ياوفاء بقول رسول الله" أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها وأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وزوجها فله اجران" رواه البخاري، ومسلم وابن ماجة والحاكم.

شقائق الرجال

فالاسلام اعلن منذ البداية المساواة الكبرى والحرية العظمى وان النساء شقائق مكرمات لا ارواح غريبة وساحرات مريبة وخلائق مكروهة كما زعمت فلسفات وكهانات، قال رسول الله "إنما النساء شقائق الرجال" اي مثيلات. وقبل رحيله صلى الله عليه وسلم قال" .. استوصوا بالنساء خيرا" يقول روجيه جارودي:" في القرآن المرأة تستطيع التصرف بما تملك وهو حق لم يُتعرف لها به في معظم التشريعات الغربية ولاسيما في فرنسا الا في القرن التاسع عشر والعشرين .. ويعطي القرآن ومأثور الحديث في صحيح البخاري أن للمرأة حق طلب الطلاق وهو مالم تحصل عليه المرأة في الغرب الا في بعد ثلاثة عشر قرنا" (وعود الاسلام ص 78 - 79)

وجاء الاسلام جعل المرأة من الرجل والرجل من المرأة واسبغ عليهم نعمة التكريم والتفضيل على كثير ممن خلق الله، انها فرادة النوع الانساني ككل، لافرق في الانسانية والكرامة وقبول الاعمال بين الرجل والمرأة.

"فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ"

فألغى الاسلام التمييز الباطل والتحقير الصارم، وحطم الرب تعالى، الأماني الباطلة المبنية على العرق والانتساب بالاسم، والتدين الزائف الرسم، فرفع المرأة الى مرتبة لائقة بإنسانيتها وجعل مدار الأمر على الانسانية والتقوى، فانهارت امام ذلك الاعلان الرباني قيم الجاهلية كلها، واسقط نظرة الحضارات الوثنية والادعاءات المجحفة لها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير