تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا. وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا. وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا. وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا"

قال محمد اسد (ليوبولد فايس) المفكر النمساوي المشهور، اليهودي الاصل:" جاء النبي، صلى الله عليه وسلم، بما لم يسمع به من قبل الرجال والنساء سواء أمام الله , وان جميع الواجبات الدينية مفروضة على الرجل والمرأة على حد سواء. والحق انه ذهب إلى ابعد من ذلك فأعلن .... أن المرأة شخص بملء حقها وليس لمجرد صلتها بالرجل كأم أو زوجة أو أخت أو ابنة , وأنها لذلك من حقها أن تقتني ملكا وان تتعاطى التجارة على حسابها ومسؤوليتها وان تهب لنفسها لمن تشاء عن طريق الزواج" (الطريق الى مكة ص 206) ويقول السفير الألماني مراد هوفمان في كتابه (الاسلام عام 2000ص51):" بأن المرأة تتمتع في الإسلام بنفس وضع الرجل، نفس الحقوق والواجبات والغايات: نفس الكرامة، نفس الروحانية، نفس الطبيعة الإنسانية".

ان هدفنا ايتها الاخوات الأسيرات هو تحرير الانسان حتى تتساوى المرأة مع الرجل في في الكرامة والانسانية وحرية الاختيار وهو ماجاء به الاعلان النازل من السماء، وهو اعلان فريد جليل يشمل الرجل والمرأة وهو تفضيل الانسان وتكريمه على كثير من الخلائق كما جاء ذلك واعلن عنه بنزول الآية 70 من سورة الإسراء" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا".

الاعلان الذي اهانته الداروينية الحديثة فكتب " جوليان هكسلي Jullian Huxley " الملحد العلماني في كتابه" الإنسان في العالم الحديث Man in the Modern World ": " وبعد نظرية داروين لم يعد الإنسان مستطيعا تجنب اعتبار نفسه حيوانا"

لكن الله خاطب الانسان بأنه انسان وذكر انه خلقه من ذكر وأنثى، قال عز وجل" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (سورة الحجرات: 13) وقال تعالى:" وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ووصى الله الانسان بوصايا تتعلق بانسانيته" وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ" وقال تعالى ايضا" وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" يقول المستشرق الفرنسي اميل درمنغم:" من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها زوجة وأما، كما تذم النصرانية لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها .. ) ويقول مارسيل بوازار:"إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية) وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتماما شديدا بضمانها. فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف , وقد أدخلا مفهوما اشد خلقية عن الزواج , وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددا من الطموحات القانونية. أمام القانون و الملكية الخاصة الشخصية , والإرث " (من كتابه انسانية الإسلام ص 109 - 110)

ولذلك فان أول مطلب ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير