ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[17 Nov 2010, 03:48 م]ـ
وهّابي يرثي صوفي!
صحيفة الحياة
الاربعاء, 17 نوفمبر 2010
زياد بن عبدالله الدريس *
1
سيظل السؤال المحيّر قائماً: لمن نكتب المراثي؟
للموتى الذين أصبحوا غير قادرين على القراءة .. أم للأحياء غير القادرين على الكتابة؟
أقرأ مقالة الأديب المبدع (الوزير) عبدالعزيز خوجه فأتقطَّع ألماً وحسرة، اذ لا أحد أجدر بقراءة هذا الرثاء «المتجلي» من الفقيد محمد عبده يماني نفسه. وهو ما ألمح إليه خوجه، إذ يخاطب في مقالته المؤثرة الفقيد الراحل بضمير المخاطَب عوضاً عن ضمير الغائب، حتى يعوض فاجعة الفقد المفاجئ.
لحسن حظي أني رثيت محمد عبده يماني قبل أن يموت (في كتابي «حكايات رجال»). فكنت كلما مات واحد من أولئك (الرجال) رجعت إلى أوراقي السابقة وحمدت الله أني رثيته قبل أن يفقد قدرته على قراءة المراثي عنه.
2
من السهل أن تتحدث عن إنسان برز في مجال محدد من مجالات التميز الانسانية، فأنت تستطيع أن تقول إنه قال كذا وفعل كذا وأبدع في كذا، ولكن كل هذه الـ «كذا» تصب في قاموس واحد من قواميس الفعل .. فلا شح إذاً في القول!
لكنك إذا كنت أمام إنسان يملك خريطة مترامية الأطراف من الأفعال، فما عساك تحفر من الأقوال في تلك الخريطة؟ إذا كنت أمام إنسان تتكون تضاريس حياته من طبقات جيوإبداعية متراكبة، كلما حفرت في طبقة منها ظننت أنك قد وصلت إلى القاع، فإذا أنت أمام قمة لطبقة جديدة يقودك قاعها إلى قمة لطبقة أخرى ... وهكذا حتى تبلى أدوات حفرك الناطقة. هذه التضاريس المحشوة بالطبقات هي حياة الدكتور محمد عبده يماني .. الجيولوجي / الإعلامي / الإداري / الأستاذ المعلم / الواعظ الداعية / الأديب القاصّ / المستثمر الخيري .. فمن أي الطبقات تبدأ الحفر «بالقول» في طبقات «الفعل»؟!
...............................................
«محمد عبده يماني، بإيجاز: رجل لا يتعامل مع الإنسان بوصفه حجراً ..
بل يتعامل مع الحجر بوصفه انساناً!»
(مقاطع من كتاب «حكايات رجال»، فصل: عالم الحجر اليماني .. جيولوجي ينقب في طبقات الانسان).
3
لست وهابياً بتلك الدرجة، كما أن الفقيد لم يدّع أنه بلغ صوفيته المأمولة في مبتغاها الروحي والوجداني.
إذاً لماذا هذا العنوان المثير أعلاه؟!
لأني حين كتبت مقالتي «أردت السلام على النبي .. ولم أرفض السلام على الأمير» في صحيفة «الوطن» قبل أكثر من عشر سنوات، اتصل بي رحمه الله، وقال لي ممازحاً: أنت أول وهابي صوفي!
وبعد مرور سنوات تحدث هو إلى إحدى وسائل الإعلام مستنكراً البدع والخرافات والخزعبلات التي يمارسها الخرافيون باسم التصوف وحب الله عز وجل وحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في احتفالات الموالد، فقلت لمعاليه رداً على تلك: وأنت أول صوفي وهابي!
كان الراحل محمد عبده يماني رجلاً واضح الهدف ساميَ الرسالة نبيل المقصد أنيس المعشر والمخالطة.
هو رجل دولة ورجل مجتمع .. في آن، وقَلَّ من يجيد ذلك!
كان رحيله المفاجئ فاجعة مبهجة، فاجعة لأهله ومحبيه .. ومبهجة
له، يرحمه الله، إذ يرحل وهو في ذروة عمله الخيري، المعهود عنه دوماً.
الله .. ما أجمل أن تبيعك الدنيا إلى الآخرة وأنت في أعلى سعر وأغلى ثمن.
* كاتب سعودي
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[24 Nov 2010, 08:15 ص]ـ
وها هو موسم آخر للحج يمضي
وقبل ايام كان يماني على ارض الحجاز يمشي
وفي الحرم يصلي
ويسمع ترتيل القرآن
ودبيب حفظة القرآن
صيحتك ونصرتك
لا زالوا ينتظرون
وأملهم بالله كبير
وبأنصار الحق
وبالقرآن ينتصرون
انهم قادمون
بمشاعل الايمان قادمون
بسورة الرحمن قادمون
فتية الانفال قادمون
انهم أناس يتطهرون
يتطهرون
ـ[محمد القادري]ــــــــ[24 Nov 2010, 09:08 ص]ـ
أحب أن يتشرف قلمي بكتابة كلمة عن هذا الرجل الذي لم أعلم عنه شيء إلا من خلال برنامجه المعروف والذي نسيت اسمه على قناة الرسالة كان ذواقا ماهرا في اختيار العبارات والكلمات حديثه ذو شجون لا تمل سماعه الآذان يشعرك وأنت تستمع إليه وكأنك أنت المخاطب الوحيد الذي يخاطبه ويحكي له لا ترستم الابتسامة على وجهه إلا نادراً ومع هذا كنا نبتسم لا شعوريا ونحن نستمع له رضا بما يقول فما هو السر في ذلك يا ترى؟ ربما أن روحه الصافية كانت تبستم لنا فأطلت ببتسامتها على أرواحنا والأرواح جنود مجندة ...... رحمك الله يا شهيد الكلمة والحق
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Nov 2010, 11:55 ص]ـ
رحمه الله وغفر له، وجزاه عما قدم خيراً كثيراً، والخاتمة الحسنة لا يمكن شراؤها بالأموال، ولا يمكن التمثيل فيها، وإنا لنرجو أن تكون كاشفة عن صدقٍ فيما بينه وبين الله، فاللهم اغفر له، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[24 Nov 2010, 07:41 م]ـ
حياك الله أخي عمر المقبل
جعلك الله من المقبلين عليه غير المدبرين
ومن المقبلين على كتابه غير الهاجرين
ومن مناصري اهل القرآن في محنتهم
ونسال الله ان يمكن لحملة كتابه وحفظته في أرضه
وان ييسر لهم من امرهم رشدا
¥