تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سآتيك إن طلعت الشمس]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[11 - 11 - 2010, 09:25 ص]ـ

[سآتيك إن طلعت الشمس]

تقول العرب: إن طلعت الشمس فأتني، وهذا هو الأصل، لأن "إذا" تجيء وقتا معلوما، كما يقول سيبويه، ومن حقها أن يرتبط معها المتحقق وقوعه، أو الكثير الوقوع، ولكن العرب تقول كذلك"إن طلعت الشمس فأتني"،وذلك في اليوم الغائم، حيث يصبح طلوع الشمس مشكوكا فيه، وتقول العرب: إذا احمر البسر فأتني، لأن احمرار البسر كائن لا محالة، ويمكن أن نقيس على حالة عدم طلوع الشمس بسبب الغيوم فنقول"إن احمر البسر فأتني "إن كان هناك شك في احمرار البسر، بسبب مرض أو ما يشبهه، لأن ذلك في علم الغيب.

وعلى هذا، فالعربي يختار كلامه ويرتبه بناء على الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.

جاء في شرح ابن يعيش"وتقول من ذلك "إن مت فاقضوا ديني "وإن كان موته كائنا لا محالة، فهو من مواضع "إذا "،إلا أنّ زمانه لما لم يكن متعينا جاء استعمال "إن" فيه، قال تعالى"أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم" (آل عمران144).

وجاء في الإيضاح للقزويني"ومجيء قوله تعالى"وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " (البقرة23) "بإن "يحتمل أن يكون للتوبيخ على الريبة لا شتمال المقام على ما يقلعها عن أصلها، ويحتمل أن يكون لتغليب غير المرتابين منهم، فإنه كان فيهم من يعرف الحق وإنما ينكر عنادا.

فالعربي يقول ما يشاء كيفما يشاء بعيدا عن اللبس أو التناقض.

والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير