تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مستويات اللغة مع صاحب الحال]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 12:44 م]ـ

[مستويات اللغة مع صاحب الحال]

الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة، لأن الحال خبر والإخبار عن النكرة لا يفيد، وقد يأتي صاحب الحال نكرة، وينتج عن الاختلاف بين التعريف والتنكيراختلاف في مستوى التركيبين. فقولنا "جاء الشخصان معا" من الكلام المستقيم الحسن، أما قولنا: جاء شخصان معا فهو من المستقيم الأقل جودة أو القبيح، وقبحه ناتج عن عدم مراعاة مبدأ الاحتياج والأهمية المعنوية بين النكرة وما بعدها، حيث إنّ النكرة تطلب الوصف طلبا حثيثا، ولذلك قلت الفائدة من هذا التركيب.

يعلق سيبويه على قولهم"عليه مائة بيضا"فيقول: الرفع فيها الوجه. وذلك لأن النكرة تحتاج إلى ما يخصصها أو يوضحها. كما يعلق على قولهم"فيها رجل قائما"فيقول: لما أرادوا نصب قائماعلى الحال قدموه"من أجل قطع الصلة بين النكرة وما بعدها، وحتى تقوى الصلة بين الحال والفعل.

أما ابن السراج فيعلق على قولهم"جاء رجل راكبا" فيقول: وهوقبيح لأن الحال خبر والإخبار عن النكرات لا يفيد، ويحسن أن تقول: جاءني رجل من بني تميم راكبا، على الحال، لأنك وصفت النكرة فصارت كالمعرفة، وتستطيع أن تقول: جاءني رجل من بني تميم راكبٍ على الصفة.

ومن هنا فالعربي والإنسان بصفة عامة يقول ما يشاء كيفما يشاء، وبمستويات متعددة، بعيدا عن اللبس والتناقض، وما عليه إلا أن يتمتع بالثقافة اللغوية (الكفاية اللغوية) ثم يتكلم مراقبا نفسه، مراعيا الاحتياج والأهمية المعنوية بين الكلمات داخل التركيب، حتى لا يقع في اللبس أو التناقض.

والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير