[فائدة]
ـ[ابو روان العراقي]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 10:40 م]ـ
? وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ? (يوسف: 30).
السؤال:
لماذا قال تعالى:? وَقَالَ نِسْوَةٌ ?، لم يقل (وقالت نسوة)؟ وما بيان وجهه في العربية؟
الجواب:
أولاً- النسوة:
اسم جمع، لا واحد له من لفظه، ويقال في جمع: المرأة. كما يقال: القوم في جمع: المرء .. ومثله في ذلك: النساء، والنسوان. والفرق بينه، وبينهما: أن النسوة جمع قلَّة. والنساء جمع كثرة. والألف والنون في النسوان للمبالغة في الكثرة.
ثانيًا- يجوز في العربية تذكير الفعل وتأنيثه في الحالات الآتية:
1 - أن يكون الفاعل المسند إليه ذلك الفعل جمع تكسير لمذكر، أو مؤنث؛ كقولك: قام رجال، وقامت رجال. وجاءت الفواطم، وجاء الفواطم .. والأفضل التذكير مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث، إلا أن يفصل بينهما بفاصل فحينئذ يكون التأنيث أفضل؛ كما في قوله تعالى:? لََّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ ? (التوبة: 108).
2 - أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقيًا مفصولاً بينه، وبين فعله بفاصل، غير (إلا)؛ كقولك: حضرت المجلس امرأة، وحضر المجلس امرأة .. والتأنيث أفصح. فإن كان الفاصل (إلا)، وجب تذكير الفعل؛ كقولك: ما قام إلا فاطمةُ.
3 - أن يكون الفاعل مؤنثًا مجازيًا ظاهرًا. أي: ليس بضمير؛ كقولك: طلعت الشمس، وطلع الشمس .. والتأنيث أفصح.
4 - أن يكون الفاعل مؤنثًا ظاهرًا، والفعل (نعم)، أو (بئس)، أو (ساء) التي للذَّمِّ؛ كقولك: نعمت هند، ونعم هند. وبئست هند، وبئس هند. وساءت هند، وساء هند .. والتذكير في ذلك كله أجود.
5 - أن يكون الفاعل ضميراً منفصلاً لمؤنث؛ كقولك: إنما قامَ هي، وإنما قامت هي. والأحسن ترك التأنيث.
6 - أن يكون الفاعل مذكرًا مجموعًا بالألف والتاء؛ كقولك: قام الطلحات، وقامت الطلحات .. والتذكير أحسن.
7 - أن يكون الفاعل ضميرًا يعود إلى جمع تكسير لمذكر عاقل؛ كقولك: الرجال جاءوا، والرجال جاءت .. والتذكير بضمير الجمع العاقل أفصح.
8 - أن يكون الفاعل ملحقًا بجمع المذكر السالم؛ كقولك: قام بنو فلان، وقامت بنو فلان. ومن الثاني قوله تعالى:? قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ? (يونس: 90).
9 - أن يكون الفاعل اسم جنس جمعيًّ، أو اسم جمع. فالأول كقولك: قال، وقالت العرب، أو الروم، أو الفُرْس، أو التُّرك. وأورق الشجر، وأورقت الشجر .. والثاني كقولك: جاء، وجاءت النسوة، أو النساء، أو القوم، أو الرهط، أو الإبل.
وعلى الثاني جاء قوله تعالى:? وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ ? (يوسف: 30) .. فإن تقدم الفاعل على الفعل، وجب تأنيث الفعل؛ كما في قوله تعالى:? مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ? (يوسف: 50).
منقول