تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[13 - 11 - 2010, 01:48 ص]ـ

أخي الفاضل في الحقيقة اختلفت أنا وصديقة لي في هذه الأعاريب فهي تقول إن ما يدل على الترتيب من الأحرف هي الفاء فقط وليست الواو ولو لم يرد الشاعر الترتيب في البيت الأول لقال: ورجامها. ولذلك هي ترى أنه عطف مدافع على رجام وليس على غولها!!. فهلا أتيتني بأمثلة عن مجيء الترتيب بالعطف بالواو؟

أشرتُ في ردي السابق إلى أن الواو لا تفيد ترتيبا بنفسها، وهذا لا يمنع مجيء المعطوفات بها مرتبة، ومن ذلك قوله تعالى (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ) إذ إن غسل اليدين لا يكون في الوضوء إلا بعد غسل الوجه، ولكن هذا الترتيب ليس مفهوما من الواو وإنما تعيَّن ببيان النبي صلى الله عليه وسلم لصفة الوضوء.

وأما الفاء فالأصل فيها الترتيب، ولكن هذا لا يمنع من استعمالها بمعنى الواو أي لمجرد التشريك وهذا قليل ولكني أرى قوله (غولها فرجامها فمدافع الريان) من هذا القليل إن عطفنا المدافع عطف مفردات إذ لا معنى للترتيب وقد قال بعض النحاة بمجيء الفاء بمعنى الواو، فإن قيل فما منع الشاعر من استعمال الواو ما دام لا يريد ترتيبا؟ فالجواب أن العرب قد تستعمل حرفا مكان حرف آخر على السعة وهذا حاصل في كثير من استعمال حروف المعاني، وعلى هذا يصح عطف المدافع على الغول، فإن كانت إرادة الترتيب محتملة فالعطف على الرجام.

فيما يخص البيت الثالث وجدت أحد المعاصرين يعرب عشية معطوفة على غاد مع أن العطف لا يدل على ترتيب!!

هذا على خلاف المشهور من كلام النحاة، ولا أراه إلا ضعيفا جدا.

وفيما يتعلق بالبيت الرابع كان خلافي مع صديقتي في إعراب الواو فهي تقول: كيف خلت الدار من سكانها في حال كان بها الجميع؟!! فرأت أن الواو اعتراضية وغودر معطوفة على عريت فما رأيك؟

لا أخطئ القول بالاعتراض فهو وارد والمعنى يحتمله ولا سيما أن الجملة المعترضة قد تعترض بين جملتين مستقلتين، ولكن مع ذلك أرى وجه الحال قويا، ووجه الحال على تقدير (قد) أي (وقد كان بها الجميع فأبكروا منها) وهي نظير قوله تعالى (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ) إذ إن جملة (كنتم ... ) حالية وقد مقدرة قبلها.

تحياتي ومودتي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير