أنار الله بصائرنا أجمعين ..
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 02:52 ص]ـ
أخرج الإمام أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال: فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب قال: فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم»
أخوتي الكرام أمر القدر أكبر من أن نتكلم فيه بأهوائنا ونناقشه بفلسفاتنا
فالله الله في أمور الغيب إما أن نتكلم بعلم على نور القرآن والسنة أو نسكت مسلمين مصدقين بما أخبر عنه شرعنا
"أصل القدر سر الله في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل. والتعمق والنظر في ذلك ذريعة للخذلان وسلم للحرمان ودرج الطغيان. فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة. فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى في كتابه: ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ))، فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين. فهذه جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى، وهي درجة الراسخين في العلم، لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود. فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر. ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود.
ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قد رقم. فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء قد كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه. جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه.
وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذالك تقديرا محكما مبرما ليس فيه ناقض ولا معقب، ولا مزيل ولا مغير. ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذالك من عقد الإيمان وأصول المعرفه والاعتراف بتوحيد الله تعالى وبربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: ((وخلق كل شيْء فقدره تقديرا))، وقال تعالى: ((وكان أمر الله قدرا مقدورا)).
فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيما، وأحضر للنظر فيه قلبا سقيما، لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرا كتيما. وعاد بما قال فيه أفاكا أثيما."اهـ العقيدة الطحاوية
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 03:28 ص]ـ
موضوع شائق شائك محفوف بالمخاطر الشرعية والفوائد الجمة لمن وعاه وأدركه
لا أدعي العلم الكامل بموضوعات القدر فالله قدر ماشاء وفعل،
ولكني أظن أختي العمر الهادئ وأرى اسمها يوحي بهدوء نفسي ورضىً وطمأنينة وسكينة، ولا أعلم كيف اضطربت هذه المعاني السامية في مشاركتها
فعلاً أخي نور: الله الخبير العليم في مسبق علمه بعباده يعلم ماسيفعل كل إنسان وما سيختار دون أن يفرض عليه شيئاً فقدّر له وعليه ما علمه عن خياراته وزرعه وعمله ليحصد نتائج عمله أو ليختبره أو ليرفع درجاته أو .. أو .. والله أعلم بما يريد ولا أحد غيره يعلم وماعلينا إلا أن نعمل مخلصين فإن زللنا نستغفر الغفور الرحيم
عندما أتحدث مع قدري: أقصد أنني أخاطب ماخرج عن إرادتي من ظروف ومحن ومنح إلهية أشكرالله عليها وأرضى بها مهما كانت دون أن أنسى أنني بشر يصيب ويخطئ مادام القلب ينبض والروح تكمن في الصدر
أقول لنفسي أولاً: تعلمي الرضى الكامل المطلق بقضاء الله والشكر له والاستغفار
ثانياً: أعيدي حساباتك في أشياء كثيرة وتذكري طموحاتك القديمة واسعي أكثر لتحقيقها فلا حياة للخاملين ولامعنى للوجود دون عمل
ثالثاً: مع مرور الزمن سقطت من حساباتي أمور كنت أتمناها بشدة، وفعلاً لم تتحقق ولن تتحقق، بقيت طموحات أخرى قد تكون هي الأفضل لي وهنا أقول إن الله قدر ماشاء وفعل فقد تتغير مسيرة حياة الإنسان لقرار يتخذه، فإما أن يكون قراراً صائباً يفرح به ويشكر الله أن يسره، وقد يكون خاطئاً يحصد نتيجته أيضاً ويشكر الله كذلك عليه (طبعاً نظرية الصواب والخطأ في الأمور والقرارات المعيشية هي نظرية بشرية ليست مطلقة الصحة فالله أعلم حيث الخير) كاضطرارنا لخيارات معينة تحت ضغط ظروف معينة قد نعتقد أننا لو كنا بكامل حريتنا لاخترنا أمراً آخر ولكانت
¥